قال وزير الخارجية السعودي اليوم الجمعة إن المملكة تسعى لمساعدة السلطات السورية الجديدة على ضمان رفع العقوبات الدولية، وذلك خلال زيارته الأولى إلى دمشق منذ الإطاحة ببشار الأسد.

واستقبل الزعيم الإسلامي المؤقت في سوريا أحمد الشرع الأمير فيصل بن فرحان، الذي يتطلع إلى استثمارات من دول الخليج الغنية لإعادة بناء الدولة التي مزقتها الحرب.

وذكر مراسل وكالة فرانس برس أن الدبلوماسي السعودي توجه إلى دمشق قادما من بيروت، بعد اجتماعات الخميس مع القيادة اللبنانية الجديدة.

وقال بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة مع نظيره السوري، إن السعودية تقف إلى جانب سوريا، لافتا إلى “أهمية الإسراع في رفع وتجميد كافة العقوبات”.

وأضاف أن الرياض منخرطة في “حوار نشط مع جميع الدول المعنية، سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، ونسمع رسائل إيجابية”.

وكانت واشنطن قد خففت بالفعل العقوبات على سوريا بعد الإطاحة بالأسد، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحذو الاتحاد الأوروبي حذوها عندما يتناول هذه القضية في الاجتماع المقبل لوزراء خارجيته يوم الاثنين.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الذي كان في الرياض في وقت سابق من يناير/كانون الثاني، إن رفع العقوبات سيسمح “بفتح قنوات جديدة للاستثمار والتجارة”، فضلا عن إعادة بناء البنية التحتية وخلق فرص العمل.

آخر مرة زار فيها بن فرحان دمشق، في أبريل 2023، التقى بالأسد في زيارة تاريخية أنهت أكثر من عقد من العلاقات المتوترة.

وكانت الرياض عنصرا أساسيا في عودة حكومة الأسد إلى الجامعة العربية، بعد قطع العلاقات في عام 2012 بسبب حملته على الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي أشعلت الحرب الأهلية.

والآن، تتطلع القيادة السورية الجديدة إلى جذب الاستثمارات السعودية للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الحرب في البلاد وتعزيز اقتصادها.

– “دور كبير في مستقبل سوريا” –

وقال محللون إن الرياض كانت تأمل في إبعاد الأسد عن إيران وتشجيعه على الحد من تجارة الكبتاجون غير المشروعة، وهي أكبر صادرات سوريا، والتي يتجه معظمها إلى دول الخليج.

لم تحقق جهودهم نجاحًا يذكر.

كان إنتاج المنشطات الشبيهة بالأمفيتامين متفشياً في سوريا قبل فرار الأسد، وأعلنت السلطات الجديدة في البلاد عن العثور على مصانع ومستودعات متعددة تخزن عشرات الملايين من الحبوب.

وكانت أول زيارة خارجية قامت بها الحكومة الجديدة إلى المملكة العربية السعودية، التي تقدم المساعدات الإنسانية.

وخلال تلك الزيارة في وقت سابق من الشهر الجاري، أعرب الشيباني عن أمله في فتح “صفحة جديدة ومشرقة”، حيث ترأس وفدا ضم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس المخابرات أنس خطاب.

وفي الشهر الماضي قال الشرع لقناة العربية التلفزيونية المملوكة للسعودية إن الرياض “سيكون لها بالتأكيد دور كبير في مستقبل سوريا” مشيرا إلى “فرصة استثمارية كبيرة لجميع الدول المجاورة”.

وقال للمذيع إنه ولد في السعودية، حيث كان والده يعمل في ذلك الوقت، وعاش هناك السنوات القليلة الأولى من حياته.

وفي كانون الأول/ديسمبر أيضا، التقى وفد سعودي بالشرع في دمشق، بحسب ما قال مصدر مقرب من الحكومة السعودية لوكالة فرانس برس.

ويرأس الشرع الجماعة الإسلامية “هيئة تحرير الشام” التي قادت هجوم المعارضة الذي أطاح بالأسد.

تعود جذور هيئة تحرير الشام إلى الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، لكنها قطعت علاقاتها مع الشبكة الجهادية في عام 2016 وسعت إلى تحسين صورتها.

شاركها.
Exit mobile version