وسافر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى السعودية يوم الأربعاء لإجراء محادثات كان من المتوقع أن تشمل الجهود المبذولة لإنهاء القتال بين الجيش الإسرائيلي والفصائل المدعومة من إيران في غزة ولبنان.

وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني لدى وصوله إلى الرياض: “آمل أن تؤدي هذه المشاورات إلى تحسين الظروف لفلسطين ولبنان وإحلال السلام في المنطقة”.

وتشن إسرائيل حربًا منذ عام ضد حماس في غزة، والتي أثارها الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وبدأ حزب الله، المتمركز في لبنان، بإطلاق النار على شمال إسرائيل في أعقاب هذا الهجوم، ومنذ الشهر الماضي كثفت إسرائيل بشكل كبير هجماتها التي تستهدف قادة حزب الله والبنية التحتية.

وتعد حماس وحزب الله جزءا من “محور المقاومة” الإيراني للجماعات المسلحة في المنطقة.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي على قناة X إن زيارة عراقجي ستركز على وقف “الإبادة الجماعية والعدوان الذي يرتكبه النظام الإسرائيلي” وتهدف إلى “تخفيف آلام ومعاناة إخواننا وأخواتنا في غزة ولبنان”.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن عراقجي التقى الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الوزير التقى أيضا نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان لبحث “التطورات في المنطقة” دون تقديم تفاصيل.

وتأتي زيارة عراقجي للسعودية فيما تنتظر المنطقة رد إسرائيل على هجوم صاروخي إيراني على أراضيها الأسبوع الماضي.

وقال علي الشهابي المحلل السعودي المقرب من الحكومة لوكالة فرانس برس إن “السعودية ستؤكد أنها لن تسمح لأي طرف باستخدام مجالها الجوي لمهاجمة الطرف الآخر وستوافق أيضا على أي دعوة لوقف إطلاق النار في لبنان أو غزة”.

وفي بيروت، قال عراقجي الجمعة إن طهران تدعم الجهود الرامية إلى وقف “متزامن” لإطلاق النار في لبنان والأراضي الفلسطينية.

ووصفت الجمهورية الإسلامية هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 بأنه “نقطة تحول في تاريخ النضال المشروع للشعب الفلسطيني ضد إسرائيل”.

– استعادة العلاقات –

استأنفت إيران التي يهيمن عليها الشيعة والمملكة العربية السعودية ذات الأغلبية السنية العلاقات في مارس 2023 بموجب اتفاق مفاجئ بوساطة الصين بعد انقطاع دام سبع سنوات.

واتهمت إيران مرارا عدوتها اللدودة إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب منذ بدء الحرب في غزة.

وأوقفت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم وراعية الحرمين الشريفين، المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بشأن الاعتراف بإسرائيل بعد اندلاع حرب غزة.

وقال مسؤولون سعوديون إنهم يريدون مسارا نحو إقامة دولة فلسطينية كشرط للتطبيع.

لكن في الشهر الماضي، شدد الحاكم الفعلي للمملكة، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لهجته، قائلاً صراحةً إن “الدولة الفلسطينية المستقلة” ضرورية.

منذ الإعلان عن التقارب الإيراني السعودي في مارس 2023، كثفت القوى الإقليمية اتصالاتها على الرغم من دعم معسكرات مختلفة في عدة صراعات، أبرزها في سوريا واليمن.

وتبادل الجانبان السفراء وزيارات وزراء الخارجية قبل أن يقوم الراحل إبراهيم رئيسي بأول زيارة لرئيس إيراني للمملكة منذ 20 عاما لحضور قمة عربية إسلامية مشتركة لبحث حرب غزة في نوفمبر الماضي.

وفي أغسطس/آب، قام علي باقري، القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني آنذاك، بزيارة جدة لحضور دورة استثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة الساحلية السعودية.

وتولى عراقجي منصب وزير الخارجية الإيراني في وقت لاحق من أغسطس.

شاركها.
Exit mobile version