لن يكون هذا نجاحاً.. هذا ما قلته لدى دخول الجنرال إلى قصره الجديد في العاصمة الإدارية الجديدة متكبراً مقلداً الرئيس الوحيد في العالم الذي أذاعت مشيته الطنانة في قصره قبل أن تصبح عادة لدى الناس. العام؛ الرئيس الروسي بوتين. ولا يزال معجباً ببوتين حتى بعد هزيمة روسيا في سوريا وبعد عودة قواته بلا شيء.
ولم تكن ناجحة، لأن القصور الرئاسية الجديدة تمثل أزمة كبيرة، وكانت موضوع المهندس والمقاول محمد علي في أول ظهور له. وأثارت ضجة في مصر، ودفعت إلى أول تظاهرة شعبية، منذ الحراك الشعبي بعد الانقلاب، والتظاهرات التي شهدتها البلاد بعد تنازلها عن جزيرتي تيران وصنافير. وقد وصل القلق إلى الحكومة نفسها، وهو ما عبر عنه الجنرال نفسه عندما قال: «بنيت، وسأبني هذه القصور»، وكأنه ليس ملكه الخاص، بل لمصر. ولو كان بناء هذه القصور أمراً يدعو إلى الفخر والاعتزاز الوطني، لما انتظر محمد علي أن يعلنه من الخارج، بل كان سيعلنه بنفسه!
والآن، عندما يتباهى بالقصر الجديد، بينما يعيش أغلب المصريين تحت خط الفقر، وبعد نجاح الثورة السورية، وقمة الدول النامية، يتبين أن الأمر غير ناجح. القصور الرئاسية ليست إنجازاً وطنياً يستحق التباهي والتباهي. لكن ما لفت انتباهي فعلاً في كل ذلك هو هذا الحضور الإمبراطوري الذي لا يليق برئيس محدد المدة، أو حتى من يخطط لتعديل الدستور ليكون رئيساً مدى الحياة. ويبدو أنه يفكر في استعادة النظام الملكي.
رأي: هل يوجد في مصر سجن صيدنايا الخاص بها؟
المسيرات أبهى
وكان في مصر نظام ملكي قبل حركة ضباط الجيش عام 1952، لكن لا يوجد مصورون لمثل هذا العرض ذي الطابع الملكي.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالآيتين القرآنيتين عند مدخل القصر الرئاسي الجديد. الأول كان “أليس أنا سيد على مصر وعلى كل هذه الأنهار التي تجري عند قدمي؟” والثانية: “ولقد أوحينا إلى موسى وأخيه أن اجعلا لقومكما بمصر بيوتا”. ربما يكون هذا اختيارًا غير مدروس.
وقد يكون هناك نقص في الوعي في الارتباط بين الآيتين الأولى والثانية، فالمتكلم في الأولى هو فرعون، وفي الثانية وحي لعدوه وأمه، وكأنه يدعو إلى قومية. المصالحة بينهما. ولا يبدو أن من اختار الآية يدرك ذلك.
كتب الرئيس المصري السيسي الآية القرآنية على جدران قصره الجديد:
“يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي.”
الآية كاملة في القرآن:
“ونادى فرعون في قومه. “فقال يا قوم ألا…” pic.twitter.com/zvawkY0ljr
— دوام (@doamuslims) 20 ديسمبر 2024
أشك في أن هذا الاختيار تم من وراء ظهر الفريق السيسي، لكن يبدو أنه كان همه الإشارة إلى “ملك مصر” وليس كون المتحدث فرعون، لذلك يسعد الحاكم المصري بذلك. ويوصف بأنه فرعون، بغض النظر عن موقفه الديني منه، ودون أن يفكر في نهايته الأليمة ومن معه، كما تقول الآية: “فعذبناهم فأغرقناهم أجمعين”.
إذًا، يبدو قطعًا أن ما اهتم به في الآية الأولى هو جزء “الملك على مصر”، بغض النظر عن المتحدث ومصيره، وما أغراه بالبيت الثاني هو عملية “تعيين البيوت” ولا شيء غيرها. .
اقرأ: مصر تعفو عن 54 من شبه جزيرة سيناء بناء على طلب زعماء القبائل
المقبرة وما بعدها
والظاهر أنه كتب هذه الآية: «يا رب! لقد منحتني سلطانًا وعلمتني تفسير الأحلام» على قبر العائلة. ورغم أن البعض يروج للاعتقاد بأن المخابرات العسكرية كانت قد خططت لتولي السيسي منصب الرئاسة بعد حسني مبارك، إلا أن جهازه لم يكن هو من يتخذ القرارات السياسية في ذلك الوقت. وكانت الوكالة السيادية القوية هي جهاز المخابرات العامة. وإذا كان الجهاز العسكري قد اكتسب نفوذاً بعد الثورة، فإن ذلك كان بفضل المشير محمد حسين طنطاوي، المحافظ الذي انتدبه مبارك.
ربما تم نقش اللافتة الموجودة على القبر بعد الانقلاب للتأكيد على المعنى السابق. لقد كان مجرد ضابط برتبة أقل من رتبة لواء، ولم يكن ضابط مخابرات كما يدعي البعض. لكن الجدير بالذكر أنه هو نفسه قرأ الآية في نهاية حديثه: “رب! لقد أعطيتني سلطانا وعلمتني تفسير الأحلام.
وقبل ذلك رأيناه عند افتتاح توسعة قناة السويس، على متن سفينة الملك الراحل ومع عصا المشير، كاشفاً عن الطموح منذ البداية في أن يكون «ملك مصر».
قبل الثورة، وعندما بدا الناس ييأسون من التغيير، قرأنا ادعاءات بأن حل مشكلة مصر هو عودة الملكية، وقد رددت على هذا الاقتراح بسؤال: «من سيكون الملك؟ وعلى أي أساس سيتم اختياره؟ وهناك من نظر إلى الملك السابق الذي تم تعيينه وهو لا يزال على قيد الحياة.
في الملكيات التقليدية، الملكية هي نسب، فهم أصحاب البلاد، أو أولئك الذين حرروها أو اكتشفوها. وحتى حكم آل سعود، على سبيل المثال، له سياقه التاريخي، والتاريخ لا يخترع أو يصنع من لا شيء.
ذعر بشأن مصير الأسد
إن بناء القصور الرئاسية بهذا البذخ المبالغ فيه لا يمكن قبوله بخطاب “إنها مجرد أيام قليلة”.
مصر #السيسي افتتح قصرًا جمهوريًا جديدًا بقيمة 45 مليار دولار على الرغم من الصعوبات الاقتصادية المستمرة بشكل منتظم #مصريون الذين يطالبون الآن بالقصاص. pic.twitter.com/vuOmTQjeOW
— أبو أليساندرا المكسكي (@Abu_alessandra) 24 ديسمبر 2024
والناس في مصر مذعورون، وهو ما يعبر عنه الجنرال نفسه، وكذلك أبواق الإعلام، وهو ما يجعلنا نفهم أن الثوار على أعتاب القاهرة. تنظر حولك ولا تجد أحداً، ولا تسمع همسات، بل الناس يهددون مستخدمين الجيش.
لكن السياق العام لا يوحي بأن الأمر مجرد أيام قليلة، ثم يأتي الحاكم الجديد. وهناك أصوات مترددة بدأت تتحدث عن تعديل الدستور بما يسمح للسيسي بالترشح للانتخابات بعد انتهاء ولايته عام 2030، رغم أنه بالتأكيد سينتظر الفرصة المناسبة للإعلان عن ذلك، وإذا نجح فسيكون هناك المزيد في المستقبل بعد ذلك.
مرحبا بكم في المملكة المصرية!
ظهرت هذه المقالة لأول مرة باللغة العربية في عربي21 في 23 ديسمبر 2024
إقرأ أيضاً: الولايات المتحدة توافق على مبيعات أسلحة بقيمة 5.5 مليار دولار لمصر والمغرب
الآراء الواردة في هذا المقال مملوكة للمؤلف ولا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية لميدل إيست مونيتور.
الرجاء تفعيل جافا سكريبت لعرض التعليقات.