تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة الجمعة بمواصلة هجوم بلاده على حزب الله اللبناني، محطما الآمال في هدنة مدتها 21 يوما اقترحتها فرنسا والولايات المتحدة هذا الأسبوع.

وقد قوبل دور نتنياهو المرتقب في الأمم المتحدة، والذي ندد خلاله مراراً وتكراراً بالمنظمة العالمية باعتبارها مناهضة لإسرائيل، بسخرية من بعض المندوبين الذين انسحبوا، ولكن بالهتاف والتصفيق من مؤيديه.

وقال نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “طالما اختار حزب الله طريق الحرب، فليس أمام إسرائيل خيار، ولإسرائيل كل الحق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى منازلهم آمنين”.

سنواصل إضعاف حزب الله حتى تحقيق جميع أهدافنا».

ويبدو أن تصريحاته تقوض اقتراح الهدنة الذي كشفت عنه الولايات المتحدة وفرنسا بعد لقاء الرئيس جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش اجتماع الأمم المتحدة.

وقال البيت الأبيض إن دعوة وقف إطلاق النار تم “تنسيقها” مع إسرائيل، لكن مكتب نتنياهو قال يوم الخميس إن رئيس الوزراء لم يرد على الاقتراح.

كما وجه نتنياهو تحذيرا صريحا لإيران في خطابه بالأمم المتحدة قائلا: “لدي رسالة لطغاة طهران. إذا ضربتمونا فسنضربكم”.

وأضاف: “لا يوجد مكان في إيران لا تستطيع الذراع الطويلة لإسرائيل الوصول إليه، وهذا ينطبق على الشرق الأوسط برمته”.

وخرج المندوبون الذين يمثلون لبنان وإيران والفلسطينيين وآخرين من الغرفة بينما اعتلى نتنياهو المنصة لإلقاء خطابه.

وكتب ماجد بامية، نائب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، على علامة X إلى جانب صورة مقاعد وفده الفارغة: “ليس لدينا مصلحة في الاستماع إلى مجرم الحرب نتنياهو وإلى أكاذيبه”.

وأضافت باميا في منشور لاحق أن نتنياهو “وعد بتكرار الفظائع التي ارتكبت في غزة في لبنان، وليس لديه ما يفعله على منصة الجمعية العامة”.

وقال نتنياهو في بداية كلمته إنه “بعد أن سمعت الأكاذيب والافتراءات التي وجهها العديد من المتحدثين على هذه المنصة إلى بلدي، قررت أن آتي إلى هنا وأضع الأمور في نصابها الصحيح”.

وقبل ظهوره، تجمع المتظاهرون خارج فندق نتنياهو في نيويورك للمطالبة بإنهاء العنف في غزة ولبنان.

– “الفترة الأكثر دموية” –

ويخوض حزب الله وإسرائيل تبادلاً مميتاً لإطلاق النار عبر الحدود منذ أن هاجمت حركة حماس، حليفة الجماعة المدعومة من إيران، إسرائيل في 7 أكتوبر.

وتعهد نتنياهو الجمعة بأن “حماس يجب أن ترحل” ولن يكون لها أي دور في إعادة إعمار غزة، متعهدا بالقتال حتى “النصر الكامل”.

ومنذ يوم الاثنين، حولت إسرائيل تركيزها من غزة إلى جبهتها الشمالية مع لبنان، حيث أدى القصف العنيف إلى مقتل 700 شخص وتسبب في نزوح حوالي 118 ألف شخص.

قالت الأمم المتحدة الجمعة إن التكثيف “الكارثي” للهجمات الإسرائيلية التي تستهدف مقاتلي حزب الله جعل لبنان يواجه “الفترة الأكثر دموية… منذ جيل”.

ورفعت الغارات الإسرائيلية إجمالي عدد القتلى في لبنان إلى أكثر من 1500 شخص قتلوا خلال ما يقرب من عام من الاشتباكات، بحسب السلطات اللبنانية.

ويتجاوز هذا العدد عدد القتلى الذي بلغ 1200 معظمهم من المدنيين خلال حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والتي أسفرت أيضا عن مقتل نحو 160 إسرائيليا، معظمهم جنود.

شاركها.
Exit mobile version