الغاز الطبيعي المسال (LNG) الأب مايكل توسياني، يكتب في كتابه من الذهب الأسود إلى الغاز المجمد، كيف أصبحت قطر قوة عظمى في مجال الطاقة، وأشار إلى أن سوق الطاقة العالمية قد دخلت في مفترق طرق حيث يجب معالجة الاستدامة والأمن والقدرة على تحمل التكاليف.

وتلعب قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، دوراً مركزياً في هذه العملية. موقعها الجغرافي واحتياطياتها الهائلة من الغاز يمنحها ميزة في الأسواق الآسيوية والأوروبية.

وبينما حضرت منتدى قطر الدوحة 2024، سأشارككم تحليلي لمستقبل الغاز الطبيعي المسال في قطر. في منتدى الدوحة 2024، كان هناك مزيج من دبلوماسية الطاقة والجغرافيا السياسية وقوى السوق التي تحدد المنطقة (آسيا أو أوروبا) التي ستكون العمود الفقري لمبادرة قطر للغاز الطبيعي المسال.

آسيا: النجم الصاعد في الطلب على الغاز الطبيعي المسال

وتعد آسيا أهم سوق للطلب على الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم. وهيمنت الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان على واردات الغاز الطبيعي المسال بسبب اقتصاداتها المتنامية والتنمية الصناعية والتوسع الحضري السريع.

عندما تبتعد دول المنطقة عن الفحم وتتجه إلى مصادر الطاقة النظيفة، يصبح الغاز الطبيعي المسال وقودًا أساسيًا لإزالة الكربون. وقطر فريدة من نوعها في قدرتها على تلبية هذا الطلب.

ووفقاً للموقع الإلكتروني لشركة قطر للطاقة، فإن مشروع توسعة حقل الشمال في قطر سيعزز إنتاج الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنوياً إلى 126 مليون طن سنوياً بحلول عام 2027، مما يحافظ على إمدادات ثابتة للطلب الآسيوي المتزايد.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاتفاقيات المتعددة السنوات مع كبار المشترين الآسيويين، مثل شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) وشركة الغاز الكورية (KOGAS)، تعكس التزام قطر تجاه المنطقة. كما أن مثل هذه الاتفاقيات تجلب النظام واليقين إلى سوق لا يمكن التنبؤ به. وتمثل آسيا أيضاً سوقاً محمية بشكل جيد من الشكوك الجيوسياسية التي تصاحب حتماً ارتباطات قطر مع الغرب.

رأي: بعد الأسد: الطريق الصعب للاجئين السوريين العائدين من تركيا

وما دامت آسيا تركز على النمو وأمن الطاقة، فمن الممكن أن تنشأ علاقة عملية مربحة للجانبين. بالنسبة لشركة الدوحة قطر للطاقة، يوفر هذا الاستقرار دخلاً مستقرًا ويعزز سمعتها كشريك الطاقة المفضل.

أوروبا: سوق ملتوية ولكن متوازنة

لكن سوق الطاقة في أوروبا تحكي قصة مختلفة. وجاءت الضغوط المتزايدة على أمن الطاقة في القارة مع الأزمات الجيوسياسية التي أدت إلى توقف واردات الغاز الروسي. وقد لعبت قطر، على سبيل المثال، دوراً مهماً في هذا الصدد، حيث قدمت بديلاً للغاز الروسي ووسيلة لتنويع مزيج الطاقة في أوروبا.

ولكن كما أشار معالي الوزير سعد شريده الكعبي في منتدى الدوحة، فإن السياسات التنظيمية والاقتصادية في أوروبا تشكل تحديا خطيرا. ومن الممكن أن يؤدي نظام تعديل حدود الكربون الذي يتبناه الاتحاد الأوروبي وغير ذلك من سياسات تغير المناخ إلى إبطاء واردات الغاز الطبيعي المسال، والتي توفر دعماً بالغ الأهمية لأمن الطاقة.

سؤال الوزير الكعبي الحاد: “هل تخبرنا أنك لا تريد أن يدخل الغاز الطبيعي المسال الخاص بنا إلى الاتحاد الأوروبي؟” ويشير هذا إلى القلق الناجم عن محاولة التوفيق بين احتياجات أوروبا من الطاقة وبين المناخ السياسي القاسي الذي تعيشه.

سعادة السيد سعد شريده الكعبي يتحدث في منتدى الدوحة 2024

شاركها.
Exit mobile version