يشعر حزب الخضر في بريطانيا بقلق بالغ إزاء الوضع الصحي المتدهور لنشطاء من حركة “فلسطين للعمل” (Palestine Action) يخوضون إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على اعتقالهم و ما يعتبرونه تعاملًا غير إنساني معهم. وقد زار نائب رئيس الحزب، موثين علي، مؤخرًا اثنين من هؤلاء النشطاء في سجن برونسفيلد في غرب لندن، وحذر من أن “الوقت ينفد” لإنقاذ حياتهم. يركز هذا المقال على تفاصيل هذه القضية، والتحركات السياسية الجارية، والظروف الصعبة التي يواجهها هؤلاء النشطاء.

زيارة نائب رئيس حزب الخضر تثير القلق بشأن حياة النشطاء المضربين عن الطعام

أعرب موثين علي عن “صدمته” من الظروف التي رآها داخل سجن برونسفيلد، حيث التقى بالناشطين آمو جيب وجون سينك، اللذين يخوضان إضرابًا عن الطعام منذ فترة طويلة. ويأتي هذا الإضراب الجماعي المكون من 24 ناشطًا من حركة فلسطين للعمل ردًا على اعتقالهم على خلفية احتجاجات استهدفت مصانع وشركات مرتبطة بصناعة الأسلحة الإسرائيلية، وتعبيرًا عن رفضهم لما يصفونه بـ”الإبادة الجماعية” في غزة.

وأشار علي إلى أن حالة صحة السجينين “في غاية السوء”، وأنهما “على وشك الانهيار”، مشيرًا إلى أنهما يعانيان من مشاكل صحية متعددة بسبب استمرار الإضراب عن الطعام. وأضاف: “هؤلاء الشباب ما زالوا صامدين بفضل شبابهم فقط، لكنهما يبدوان ضعيفين للغاية، وهذا يمثل انتهاكًا للإنسانية.”

إضراب عن الطعام يذكر بإضرابات الثمانينيات

وصف علي الإضراب الحالي بأنه “الأكبر منذ إضراب بوبي ساندز والمسجونين الإيرلنديين في الثمانينيات”. ويعبر الناشطون عن مطالبهم بالإفراج الفوري عنهم بكفالة، وإنهاء التدخل في اتصالاتهم الشخصية مع عائلاتهم، ورفع الحظر المفروض على حركة فلسطين للعمل.

وقد حث علي أعضاء البرلمان عن حزب الخضر على دعم “اقتراح مبكر” (Early Day Motion) تقدم به النائب عن حزب العمال، جون ماكدونيل، يدعو وزير العدل البريطاني، ديفيد لامى، إلى التدخل لصالح المضربين عن الطعام، وضمان معاملتهم بشكل إنساني واحترام حقوقهم.

شهادات مروعة من عائلات وأصدقاء المضربين عن الطعام

نقلت تقارير عن لقاءات جمعت بين عائلات وأصدقاء المضربين عن الطعام وأعضاء البرلمان. عبر هؤلاء عن قلقهم الشديد على حياة أحبائهم، محذرين من أن “الوقت ينفد”.

إيلا موسديل، صديقة الناشطة الشابة كيسر زهرة (20 عامًا)، والتي اعتقلت على خلفية مداهمة مقر شركة “إلبيت سيستمز” (Elbit Systems) في بريستول في أغسطس 2024، أكدت أن صديقتها “تحاول البقاء قوية، لكنها تضعف يومًا بعد يوم”. ووصفت موسديل معاناتها، بما في ذلك الأرق، والقشعريرة المستمرة، والألم الشديد في جميع أنحاء جسدها، وانخفاض ضغط الدم الذي يهدد حياتها.

شامينا علم، شقيقة كمران أحمد، ذكرت أن شقيقها يتعافى بعد انهياره في الزنزانة ودخوله المستشفى لأيام، لكنه مستمر في الإضراب عن الطعام تعبيرًا عن موقفه. وأعربت عن قلقها الشديد بسبب عدم تمكنها من التواصل مع شقيقها أثناء فترة وجوده في المستشفى، مؤكدة على أن ذلك كان “الأمر الأكثر رعبًا”.

دفع ثمن التعبير عن الرأي: الموقف الرسمي صامت

وفقًا لمجموعة “السجناء من أجل فلسطين” (Prisoners for Palestine)، فقد تم نقل اثنين من المضربين عن الطعام إلى المستشفى. وتشير التقارير إلى أن هؤلاء النشطاء يُعاملون على أنهم “أعداء” بسبب احتجاجاتهم السلمية، وأن الحكومة البريطانية تحاول “معاقبتهم لإعطاء عبرة للآخرين”.

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق من وزارة العدل البريطانية ردًا على طلبات التوضيح المقدمة من قبل وسائل الإعلام، بما في ذلك Middle East Eye. هذا الصمت يزيد من حدة القلق بشأن مصير هؤلاء النشطاء الذين يخاطرون بحياتهم للمطالبة بتغيير في السياسات ووقف ما يعتبرونه دعمًا للإبادة الجماعية.

مستقبل الاحتجاجات وتصاعد التوتر

تُظهر هذه القضية تصاعد التوتر بشأن سياسات الحكومة البريطانية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتزايد الضغط من قبل النشطاء والجماعات المؤيدة للفلسطين. ويثير الإضراب عن الطعام تساؤلات حول حقوق الإنسان، والمعاملة الإنسانية للسجناء، ودور الحكومة في حماية حقوق المعارضة السلمية. حركة فلسطين للعمل تواصل جهودها لزيادة الوعي بقضية هؤلاء النشطاء، وتطالب بإطلاق سراحهم فوراً وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.

الوضع الحالي يتطلب تحركًا عاجلاً من قبل الحكومة البريطانية لضمان سلامة هؤلاء النشطاء، والاستماع إلى مطالبهم، وإيجاد حل يراعي حقوقهم ويثبت التزام بريطانيا بالقيم الإنسانية. وإلا فإن صمت الحكومة قد يساهم في تدهور الوضع الصحي للمضربين عن الطعام، ويؤدي إلى عواقب وخيمة.

شاركها.
Exit mobile version