طعن المرشحان الخاسران في الانتخابات الرئاسية الجزائرية، الاثنين، في نسبة المشاركة ونسبة الأصوات التي حصلا عليها في الاقتراع الذي جرى نهاية الأسبوع، ووصفا ذلك بـ”التزوير”.

وفي حديثه للصحفيين في العاصمة الجزائرية، اعترف المرشح الإسلامي عبد العالي الحسني بالهزيمة أمام الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، الذي فاز بأغلبية ساحقة بلغت نحو 95 في المائة من الأصوات، السبت، وفقا للهيئة الوطنية للانتخابات.

وقال الحسني الذي يرأس حزب حركة مجتمع السلم الإسلامي المعتدل إنه “خسر المعركة لكنه لم يخسر الحرب”.

وكان أحد اثنين فقط من المنافسين لتبون، والثاني هو يوسف عوشيشي من حزب جبهة القوى الاشتراكية (وسط يسار).

وقال عوشيش في مؤتمر صحفي إن “البلاد تجد نفسها في وضع غير مريح للغاية، بل وخطير”.

وقال إن “الهيئة الوطنية للانتخابات تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الانحرافات الخطيرة التي تقوض الانتخابات”، متعهدا بالاستئناف ضد الأرقام الأولية أمام المحكمة الدستورية.

ومن المتوقع أن تقوم المحكمة بمراجعة كافة الطعون والمصادقة على النتائج النهائية.

وكان المنافس الآخر، حساني، قد ندد في وقت سابق بـ”الأرقام الكاذبة” بشأن نسبة المشاركة في التصويت وطالب السلطات بوقف “المهزلة”.

كما شكك في نسبة الأصوات التي أعلن أنه حصل عليها، والتي بلغت 3.17 بالمائة فقط حسب أرقام الهيئة الوطنية للانتخابات، التي أعطت عوشيش 2.15 بالمائة.

وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز تبون (78 عاما) بالانتخابات بسهولة، لكنه ركز بدلا من ذلك على ضمان نسبة إقبال عالية.

انتخب في ديسمبر/كانون الأول 2019 بنسبة 58% من الأصوات، على الرغم من معدل امتناع قياسي تجاوز 60%، وسط احتجاجات الحراك الشعبي المؤيدة للديمقراطية.

– “ليس مفاجئا” –

سجل أكثر من 24 مليون جزائري للتصويت هذا العام لكن الهيئة الوطنية للانتخابات لم تعلن الأحد عن نسبة المشاركة الرسمية.

وبدلاً من ذلك، أعلنت عن معدل “متوسط ​​المشاركة المؤقت” بنسبة 48 في المائة، وحسبته كمتوسط ​​المشاركة في الدوائر الانتخابية المختلفة، وليس العدد الإجمالي للناخبين مقارنة بالناخبين المسجلين.

وجاء ذلك بعدما أعلنت اللجنة أن “معدل المشاركة المتوسط ​​بلغ 26 بالمئة” في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش)، وهو أقل بنسبة سبعة بالمئة مقارنة بنفس النقطة في عام 2019، ومددت فترة التصويت لمدة ساعة.

وعندما أعلنت فوز تبون، قالت إنه حصل على 5.32 مليون صوت من إجمالي 5.63 مليون، أي ما نسبته 94.65 بالمائة من الأصوات.

وفي خطوة غير مسبوقة، أصدرت الحملات الثلاث – بما في ذلك حملة تبون – بيانا مشتركا في وقت متأخر من يوم الأحد زعمت فيه وجود “مخالفات” في نتائج الهيئة الوطنية للانتخابات، مضيفة أنها تريد أن تجعل الجمهور على دراية بـ “الغموض والتناقضات في أرقام المشاركة”.

وردت الهيئة في وقت لاحق قائلة إنها لا تزال في طور تلقي الوثائق الرسمية التي توضح نسبة المشاركة في الدوائر، وسوف ترسلها بعد ذلك إلى المحكمة الدستورية.

وقال المحلل حسني عبيدي إن فوز تبون “لم يكن مفاجئا” لكن الرئيس الحالي فشل في حشد الناخبين.

وقال عبيدي، رئيس مركز الأبحاث CERMAM ومقره جنيف، إن أردوغان “حصل على 319 ألف صوت فقط منذ عام 2019 وجذب ما يزيد قليلاً على خمسة ملايين ناخب من أصل 24 مليون مسجل، أي أقل من الربع”.

شاركها.
Exit mobile version