تحقيق أولي يكشف عن تسارع في محرك شحن جوي قبل حادث مطار هونغ كونغ
شهد مطار هونغ كونغ الدولي في الشهر الماضي حادثًا مروعًا عندما انحرفت طائرة شحن تركية عن مسارها، مما أسفر عن مقتل عاملين في المطار. كشف تحقيق أولي، أجرته سلطة التحقيق في حوادث الطيران في هونغ كونغ (AAIA)، عن تفاصيل جديدة ومقلقة حول الحادث. وتشير النتائج إلى حدوث تسارع في محرك من محركات الطائرة الأربعة بعد الهبوط مباشرة، وهو ما قد يكون ساهم بشكل كبير في فقدان السيطرة عليها. هذا الحادث، الذي يعتبر الأكثر دموية في المطار منذ أكثر من 25 عامًا، يثير تساؤلات حول إجراءات السلامة والصيانة في مجال الطيران الشحري.
تفاصيل الحادث: من دبي إلى مأساة في هونغ كونغ
الطائرة، وهي من طراز بوينغ 747، كانت قادمة من دبي وتقوم بتشغيلها شركة ACT Airlines نيابة عن طيران الإمارات. بحسب التقرير الأولي، كان مسار الرحلة طبيعيًا حتى لحظات ما قبل وبعد الهبوط. ومع ذلك، تم الكشف عن أن الطائرة وصلت إلى هونغ كونغ وهي تعاني من خلل في نظام عاكس الدفع (Thrust Reverser) للمحرك رقم 4. وعلى الرغم من ذلك، سمحت القواعد الجوية بتشغيل الطائرة في ظل هذه الظروف.
نظام عاكس الدفع وأهميته
يعتبر نظام عاكس الدفع جزءًا حيويًا من عملية هبوط الطائرات، حيث يعمل على إعادة توجيه قوة الدفع إلى الأمام للمساعدة في إبطاء الطائرة بعد ملامسة الأرض. عدم عمل هذا النظام في المحرك رقم 4 كان يشكل تحديًا إضافيًا لعملية الهبوط، وربما لعب دورًا في تطور الأحداث.
فقدان السيطرة وتسارع المحرك
بعد ملامسة الطائرة للأرض، والتي كان يقودها الضابط الأول، توقف نظام الفرملة التلقائي. عندها، تدخل قائد الطائرة للسيطرة على الوضع. ولكن، بعد فترة وجيزة، بدأ المحرك رقم 4، الموجود في الجانب الأيمن من الطائرة، في التسارع بشكل غير طبيعي، حيث ارتفعت قوته من 90% إلى 106% ثم إلى 107% خلال 12 ثانية فقط. هذا التسارع في المحرك أدى إلى انحراف الطائرة عن مسارها إلى اليسار.
الاصطدام والنتائج المأساوية
بعد انحرافها عن المسار، اصطدمت الطائرة بمركبة أمنية، مما أدى إلى دفعها إلى البحر ومصرع العاملين اللذين كانا بداخلها. وتسبب الحادث في تدمير الطائرة بالكامل، حيث انفصل الجزء الخلفي منها عند الاصطدام. لحسن الحظ، نجا جميع أفراد الطاقم الأربعة الذين كانوا على متن الطائرة من الحادث. ويتسبب هذا الحادث في إلقاء الضوء على إجراءات السلامة في المطارات وحماية العاملين فيها.
ردود الفعل الأولية وتصريحات الخبراء
صرح ستيفن دومينيك تشونغ، رئيس جمعية الطيارين المحترفين في هونغ كونغ، بأن تسارع الطائرة بعد الهبوط أمر غير اعتيادي للغاية. وأكد أنه مع وجود محرك واحد يعمل بكامل طاقته ويهدف إلى زيادة السرعة، بينما تحاول المحركات الأخرى إبطاء الطائرة، يصبح الحفاظ على السيطرة أمرًا مستحيلاً.
ردت شركة بوينغ على الاستفسارات المتعلقة بالتقرير الأولي بإحالة الأسئلة إلى سلطة التحقيق في حوادث الطيران في هونغ كونغ (AAIA). في الوقت نفسه، لم ترد كل من طيران الإمارات وشركة ACT Airlines على طلبات التعليق بشكل فوري.
التحقيقات مستمرة وتوقعات النتيجة النهائية
لا يزال سبب الحادث قيد التحقيق من قبل سلطة التحقيق في حوادث الطيران في هونغ كونغ (AAIA). وتقوم السلطة بجمع المزيد من البيانات، بما في ذلك تحليل القضايا الفنية المتعلقة بأنظمة الطائرة، وتقييم المشكلات الهندسية، ومراجعة سجلات الصيانة، والتحقق من مؤهلات طاقم الرحلة.
تعهد مكتب النقل والخدمات اللوجستية في هونغ كونغ بنشر التقرير النهائي للتحقيق في غضون عام، وهو ما يتماشى مع المعايير الدولية. ومن المتوقع أن يقدم هذا التقرير توصيات لتحسين السلامة الجوية ومنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. من الضروري إجراء تحقيق شامل لمعرفة العوامل التي أدت إلى هذا الحادث الجوي المروع وتحديد المسؤولية.
أهمية الصيانة الدورية والتدقيق في الأنظمة
بعد هذا الحادث، تزداد أهمية إجراءات الصيانة الدورية والفحص الدقيق لجميع أنظمة الطائرة قبل كل رحلة. كما يجب التأكيد على ضرورة تدريب الطيارين بشكل شامل على التعامل مع الحالات الطارئة، بما في ذلك الأعطال المحتملة في المحركات وأنظمة الفرملة. وسيساعد هذا في ضمان سلامة الرحلات الجوية وحماية حياة الركاب والعاملين في المطارات. بالإضافة إلى ذلك، يجب إيلاء اهتمام خاص لعملية فحص الطائرات قبل الإقلاع، للتأكد من سلامة جميع الأنظمة.
خاتمة
حادث مطار هونغ كونغ هو تذكير مؤلم بأهمية السلامة في مجال الطيران. التحقيق الأولي الذي كشف عن تسارع المحرك يوجه الأنظار إلى الحاجة إلى إجراءات صيانة أكثر صرامة، وتدريب أفضل للطيارين، وتقييم دقيق للمخاطر المحتملة. نتطلع إلى التقرير النهائي للتحقيق الذي نأمل أن يقدم إجابات واضحة ويساهم في تعزيز السلامة الجوية على مستوى العالم.


