ومن المقرر أن تبدأ اليوم الخميس في قطر جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب المدمرة على غزة.

ولكن مع طرح اقتراح وقف إطلاق النار على الطاولة منذ عدة أشهر الآن، ومع عدم التزام حماس بحضور الجولة الأخيرة من المحادثات، فإن فرص التوصل إلى اتفاق تبدو هامشية في أفضل الأحوال.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحفيين يوم الأربعاء إن واشنطن تلقت تأكيدات من قطر بأن حماس ستكون ممثلة في المحادثات.

وقال باتيل “شركاؤنا القطريون أكدوا لنا أنه سيكون هناك تمثيل لحماس”.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء الأربعاء أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز سيحضر المحادثات وسيرافقه بريت ماكجورك منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا.

نشرة إخبارية جديدة من جريدة الشرق الأوسط: القدس ديسباتش

سجل للحصول على أحدث الرؤى والتحليلات حول

إسرائيل وفلسطين، إلى جانب نشرة Turkey Unpacked وغيرها من نشرات MEE

ومع تعثر المحادثات إلى حد كبير، ظل الهجوم الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني شديدا. فقد أسفرت غارة إسرائيلية على مدرسة تحولت إلى ملجأ يوم السبت عن مقتل نحو مائة فلسطيني، معظمهم من الأطفال وكبار السن.

وفي الوقت نفسه، أبدت القوى الإقليمية استعداداتها لاندلاع حرب أكبر، حيث أرسلت الولايات المتحدة غواصة نووية وحاملة طائرات إلى الشرق الأوسط.

يلقي موقع ميدل إيست آي نظرة على الحالة الحالية لمفاوضات وقف إطلاق النار ولماذا استمرت لعدة أشهر دون تحقيق تقدم يذكر.

ماذا حدث لمقترح ماي لوقف إطلاق النار؟

في أوائل شهر مايو/أيار، أعلنت حماس قبولها لمقترح وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة. وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي كان فيه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيرنز يقود محادثات غير مباشرة مع حماس لتحقيق اختراق في المحادثات.

وقد حصلت صحيفة “ميدل إيست آي” على نسخة من هذا الاقتراح ونشرتها في السابع من مايو/أيار. وكان الاقتراح يتألف من ثلاث مراحل، كل منها تستمر ستة أسابيع وتنتهي بوقف دائم لإطلاق النار.

وتتضمن المرحلة الأولى الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والعودة غير المشروطة للنازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، والإفراج عن ما يصل إلى 33 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة مقابل ما يقرب من ألف أسير فلسطيني.

نتنياهو أضاف شروطا جديدة لاقتراح وقف إطلاق النار: تقرير

اقرأ المزيد »

وتبدأ المرحلة الثانية بوقف دائم للعمليات العسكرية، بما في ذلك الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، فضلاً عن إطلاق سراح الأسرى المتبقين لدى حماس.

ومن المقرر أن يتم الإفراج عن هؤلاء مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يتم الاتفاق عليهم خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وفي المرحلة الثالثة يتبادل الطرفان رفات الأسرى والمعتقلين من الجانبين، وتبدأ في المرحلة الثالثة خطة إعادة إعمار غزة التي من المقرر أن تكتمل خلال المرحلة الثانية، وتتضمن هذه الخطة أيضا إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.

وبعد أن أعلنت حماس قبولها لهذا الاقتراح، شنت إسرائيل عملية عسكرية على رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة والتي سبق أن اعتبرها الرئيس الأميركي جو بايدن خطاً أحمر. ووصفت الولايات المتحدة الهجوم بأنه “عملية محدودة” وليس من النوع الذي تعارضه واشنطن.

في نهاية شهر مايو/أيار، أعلن بايدن عن اقتراح “شامل” لوقف إطلاق النار، وأعلن أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب على غزة. وبدا هذا الاتفاق مطابقاً للاتفاق الذي قبلته حماس في بداية الشهر.

ومنذ ذلك الحين، تجري محادثات، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد.

نقاط الخلاف الرئيسية

مع استمرار المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، كانت إحدى القضايا الرئيسية تتعلق بالمرحلتين الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار.

في مايو/أيار، اقترحت إسرائيل انسحاب قواتها من المنطقة الحدودية بين غزة ومصر، المعروفة باسم ممر فيلادلفي. ومع ذلك، ذكرت عدة تقارير أن إسرائيل أضافت شروطاً جديدة، مؤكدة أنها لن تنسحب من تلك المنطقة العازلة.

ومن بين الشروط الأخرى إصرار إسرائيل على إقامة ممر يمتد من الشرق إلى الغرب ويمر عبر وسط قطاع غزة. وفي هذا الممر، ستقوم القوات الإسرائيلية بفحص الفلسطينيين العائدين إلى الشمال، في ما تقول إنه إجراء يهدف إلى وقف المقاتلين الفلسطينيين.

ورفضت حركة حماس هذا الأمر، وقالت إنه خطوة إسرائيلية لمنع الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم شمال القطاع.

ورفض باتيل، المتحدث باسم وزارة الخارجية، التعليق على هذه التقارير، قائلاً إن المحادثات مستمرة وفقًا للاتفاق الأصلي.

وقال باتيل “إن المحادثات الجارية تتضمن وتستمر في تحديد الخطوط العريضة للخطة التي وضعها الرئيس بايدن في نهاية شهر مايو”.

وعلى مدى الشهرين الماضيين، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب، وقال إنه لن يقبل بوقف دائم لإطلاق النار حتى يتم القضاء على حماس.

ومن التطورات الكبرى الأخرى مقتل أسير إسرائيلي كان محتجزاً لدى حماس. فقد أعلن الجناح العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام، هذا الأسبوع أن أحد الأسيرين قُتل وأصيبت امرأتان أسيرتان في حادثين منفصلين.

وقالت الحركة إنها شكلت لجنة للتحقيق في الحادث، لكنها لم تقدم مزيدا من التفاصيل. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها حماس علناً أنها قتلت رهينة.

إسرائيل تصعد

وفي خضم المفاوضات الجارية، شنت إسرائيل عدة هجمات عسكرية خارج حدودها، وهو ما قد يؤدي إلى توسع حربها على غزة إلى حرب إقليمية.

وفي 30 تموز/يوليو، قتلت إسرائيل القائد الكبير في حزب الله فؤاد شكر في غارة على العاصمة اللبنانية بيروت.

وبعد أيام، اغتيل زعيم حماس إسماعيل هنية أثناء زيارته لطهران، فيما قالت حماس إنه هجوم إسرائيلي مستهدف.

كيف يمكن للصراع الإسرائيلي اللبناني أن يعيد تعريف الحرب الحديثة

اقرأ المزيد »

ومنذ ذلك الحين، تعهدت إيران بالرد على الهجوم، مما أثار مخاوف من تصعيد أوسع في الحرب.

على مدى الأسبوعين الماضيين، قال مسؤولون أميركيون إن هجوماً إيرانياً على إسرائيل بات وشيكاً، وأرسلت واشنطن غواصة نووية وحاملة طائرات إلى الشرق الأوسط.

قال المبعوث الأمريكي آموس هوشتاين، الذي يزور لبنان لمنع التصعيد في المنطقة، الأربعاء، إنه يعتقد أن الحرب الشاملة بين حزب الله وإسرائيل يمكن تجنبها.

لكنه قال إن التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار سيكون ضروريا دون تأخير.

شاركها.
Exit mobile version