يشهد قطاع غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية، وتتزايد المخاوف بشأن مصير الكوادر الطبية والمدنيين الفلسطينيين المعتقلين لدى السلطات الإسرائيلية. هذه المقالة تتناول قضية الدكتور حسام أبو سيفية، الطبيب الفلسطيني الذي أمضى عامًا في الاعتقال الإسرائيلي دون توجيه تهمة أو محاكمة، وتسلط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها، والجهود المبذولة للإفراج عنه. قضية الدكتور حسام هي جزء من أزمة أوسع نطاقًا تتعلق بـ الاعتقالات التعسفية في غزة، والتي تستهدف بشكل متزايد العاملين في القطاع الصحي.

اعتقال الدكتور حسام أبو سيفية: عام خلف القضبان

في 27 ديسمبر 2024، اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وأجبرت الكادر الطبي والمرضى على الإخلاء القسري. خلال هذا الاقتحام، تم اختطاف الدكتور حسام أبو سيفية، وهو طبيب يبلغ من العمر 52 عامًا. ومنذ ذلك الحين، يُحتجز الدكتور أبو سيفية بموجب قانون “المقاتل غير القانوني” الإسرائيلي المثير للجدل، والذي يسمح بالاحتجاز غير المحدد المدة دون توجيه اتهامات، ويحرم المعتقلين من الوصول إلى الأدلة ضدهم.

ظروف الاعتقال والتدهور الصحي

أصدرت محكمة إسرائيلية في بئر السبع قرارًا بتمديد اعتقال الدكتور أبو سيفية لمدة ستة أشهر في مارس 2025، ثم مددته مرة أخرى في أكتوبر 2025، على الرغم من عدم توجيه أي تهمة إليه. تشير التقارير الواردة من عائلته ومحاميه، بالإضافة إلى منظمات حقوق الإنسان، إلى أن الدكتور أبو سيفية يتعرض للتعذيب والمعاملة المهينة أثناء احتجازه.

في يوليو 2025، كشف المحامي غايد غانم قاسم أن الدكتور أبو سيفية فقد أكثر من ثلث وزنه في سجن “عوفر” الإسرائيلي سيئ السمعة، وأنّه يتعرض للضرب المبرح، وأن طلباته المتكررة للحصول على رعاية طبية قد رُفضت. يعاني الدكتور أبو سيفية أيضًا من حالات صحية خطيرة، بما في ذلك أمراض القلب الموجودة مسبقًا، وارتفاع ضغط الدم، وضعف البصر، والجرب، ومع ذلك لم يتلق أي رعاية طبية مناسبة أو تقييم متخصص. هذه الظروف تثير قلقًا بالغًا على سلامته وصحته.

حملة “الشرائط الحمراء” للمطالبة بالإفراج عن الدكتور أبو سيفية

أطلقت “المنتدى الفلسطيني في بريطانيا” حملة “الشرائط الحمراء” للمطالبة بالإفراج عن الدكتور حسام أبو سيفية، بالإضافة إلى جميع الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية. نظمت الحملة اعتصامًا في لندن يوم السبت، بهدف لفت الانتباه إلى قضيته وإلى النظام الأوسع نطاقًا للاعتقال الجماعي.

الحملة تؤكد أن إسرائيل تحتجز حاليًا أكثر من 9100 فلسطيني، بما في ذلك أكثر من 450 امرأة وطفلًا، وكثير منهم دون توجيه تهمة أو محاكمة. هذه الأرقام الصادمة تسلط الضوء على حجم الأزمة الإنسانية والقانونية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.

التضحية بالبقاء مع المرضى

الدكتور أبو سيفية رفض مغادرة مستشفى كمال عدوان على الرغم من الهجمات الإسرائيلية المتكررة، مفضلاً البقاء مع المرضى وزملاء الكادر الطبي. بعد محاصرة المستشفى، أجبرت القوات الإسرائيلية الجميع على الخروج. ومنذ اعتقاله، قامت إسرائيل بنقله بين مراكز الاحتجاز المختلفة، بما في ذلك منشأة “سدي تيمان” سيئة السمعة وسجن “عوفر”، حيث تقول العائلات والناشطون إن الانتهاكات مستمرة.

شهادة مؤثرة من عائلة الدكتور أبو سيفية

تحدث إياس، الابن الأكبر للدكتور أبو سيفية، إلى قناة الجزيرة عبر تطبيق Zoom من كازاخستان، حيث فرت العائلة الشهر الماضي. وصف إياس “جريمة” والده الوحيدة بأنها كونه طبيبًا. وأضاف أن العائلة بقيت في المستشفى طوال فترة الهجمات، على الرغم من أن والدته، ألبينة، تحمل الجنسية الكازاخستانية وكان بإمكانها مغادرة غزة.

في 26 أكتوبر 2024، قُتل شقيق إياس، إبراهيم (20 عامًا)، داخل المستشفى نتيجة القصف الإسرائيلي. قال إياس: “بكى جميع الكوادر الطبية حزنًا على [والدي] وعلى إبراهيم”. هذه الشهادة المؤثرة تبرز التضحيات التي قدمها الدكتور أبو سيفية وعائلته في سبيل تقديم الرعاية الطبية للمحتاجين في غزة.

الوضع القانوني والانتهاكات المستمرة

قضية الدكتور حسام أبو سيفية ليست حالة فردية، بل هي جزء من نمط أوسع من الاعتقالات التعسفية في غزة والانتهاكات التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. استخدام قانون “المقاتل غير القانوني” يسمح لإسرائيل باحتجاز الأفراد لفترات طويلة دون محاكمة، وهو ما يتعارض مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التقارير الواردة عن التعذيب والمعاملة المهينة للمحتجزين، وحرمانهم من الرعاية الطبية اللازمة، تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني. يجب على المجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل لوقف هذه الانتهاكات وضمان حماية حقوق الفلسطينيين.

خاتمة: المطالبة بالعدالة والإفراج عن الدكتور أبو سيفية

إن قضية الدكتور حسام أبو سيفية هي تذكير مؤلم بالتحديات التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي في غزة، والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد السلطات الإسرائيلية. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل للإفراج عن الدكتور أبو سيفية وجميع المعتقلين الفلسطينيين الذين يتم احتجازهم بشكل تعسفي. ندعوكم للمشاركة في حملة “الشرائط الحمراء” والتعبير عن تضامنكم مع الدكتور أبو سيفية ومع الشعب الفلسطيني. يمكنكم متابعة آخر التطورات حول هذه القضية من خلال حسابات “Middle East Eye” على وسائل التواصل الاجتماعي. #FreeHusamAbuSafiya #RedRibbonsCampaign #Gaza #Palestine #ArbitraryDetention

شاركها.
Exit mobile version