بيروت – نشرت حركة حزب الله اللبنانية، الجمعة، مقطع فيديو يظهر منشأة ضخمة تحت الأرض تستخدمها الجماعة لتخزين وإطلاق الصواريخ وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب شاملة بين الجماعة المدعومة من إيران وإسرائيل.
الفيديو الذي تم إنتاجه بشكل جيد، ومدته أربع دقائق ونصف، والذي نُشر على موقع الإعلام العسكري لحزب الله، يحمل عنوان “جبالنا مخازننا”. ويُظهر متاهة مضاءة جيدًا من الأنفاق الكبيرة والمعقدة حيث يمكن رؤية عناصر حزب الله وهم يرتدون معدات عسكرية كاملة وهم يتحركون.
ويبدو أن المنشأة بنيت داخل جبل، وتم تحديدها باسم “عماد 4″، في إشارة واضحة إلى القائد الأعلى الراحل للمجموعة عماد مغنية، الذي قُتل في تفجير سيارة مفخخة في دمشق عام 2008 ألقي باللوم فيه على إسرائيل.
وتظهر في الصورة دراجات نارية وقافلة من الشاحنات الكبيرة التي يبدو أنها تحمل صواريخ وهي تتجول حول الأنفاق. كما تظهر منصات إطلاق صواريخ كبيرة فوق الأرض جاهزة للاستخدام.
ويسمع صوت زعيم حزب الله حسن نصر الله في الفيديو. وفي رسالته المسجلة ـ وهي مقتطف من إحدى خطبه السابقة ـ يتباهى نصر الله بامتلاك حزب الله “صواريخ دقيقة وغير دقيقة إلى جانب قدرات تسليحية بحيث إذا فرضت إسرائيل حرباً على لبنان فإن إسرائيل ستواجه مصيراً وواقعاً لم تكن تتوقعه في أي يوم”.
ويقول نصر الله في المقتطفات المرفقة باللغتين الإنجليزية والعبرية: “الأهداف بحوزتنا والإحداثيات في أيدينا، وهذه الصواريخ موضوعة ومُنشرة ومُركزة على الأهداف وبسرية تامة”.
ووصفت قناة المنار التابعة لحزب الله الفيديو بأنه “رسالة واضحة للجاهزية الكاملة للعدو الإسرائيلي”.
وظل حزب الله، الذي تأسس في ثمانينيات القرن العشرين تحت راية محاربة الاحتلال الإسرائيلي، الفصيل اللبناني الوحيد الذي احتفظ بأسلحته بعد انتهاء الحرب الأهلية في البلاد عام 1990 وبعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000. وواصلت الجماعة تطوير مخزوناتها وتوسيع مشاركتها العسكرية في الصراعين في سوريا واليمن.
ويأتي العرض العام النادر لأحد مرافقها في الوقت الذي تعهد فيه حزب الله بالرد على مقتل قائده الكبير فؤاد شكر على يد إسرائيل أواخر الشهر الماضي. وقُتل شكر في غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت في 30 يوليو/تموز.
وقد هدد نصر الله مرارا وتكرارا بمهاجمة إسرائيل ردا على ذلك. وفي خطابه الأخير الأسبوع الماضي، تعهد بـ”رد قوي ومؤثر وفعال” على مقتل شكر، “مهما كانت العواقب”.
أطلق حزب الله، المدعوم بقوة من إيران، صواريخ باتجاه إسرائيل في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم التالي لاندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين، انخرط الطرفان في أعنف جولة من القتال منذ آخر حرب خاضاها في يوليو/تموز 2006.
وأثار تصاعد إطلاق النار عبر الحدود مخاوف من اندلاع حرب شاملة في لبنان، مما دفع إلى موجة من النشاط الدبلوماسي لاحتواء التصعيد في البلاد وكذلك في المنطقة وسط تهديدات إيران بشن ضربة انتقامية على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران في غارة إسرائيلية مشتبه بها الشهر الماضي.
استؤنفت يوم الجمعة في الدوحة محادثات وقف إطلاق النار في غزة لليوم الثاني على التوالي، بمشاركة مسؤولين إسرائيليين ووسطاء أميركيين وقطريين ومصريين. وقاطعت حماس الاجتماع. ويأمل دبلوماسيون عالميون أن تؤدي المحادثات إلى تأخير الرد الإيراني.