واجهت قوات الأمن اللبنانية مقاومة الاثنين أثناء محاولتها إجلاء عائلات نازحة لجأت إلى مبنى مهجور في بيروت، فيما اندلعت اشتباكات مع حشود غاضبة من هذه الخطوة، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وكان المبنى الواقع في منطقة الحمرا في بيروت مهجورا إلى حد كبير قبل أن تستولي عليه مؤخرا عدة عائلات، كثير منها من الضواحي الجنوبية للعاصمة، معقل حزب الله الذي استهدفته الضربات الإسرائيلية بشدة.

وجاءت محاولة الإخلاء في الوقت الذي تعهد فيه وزير الداخلية بسام مولوي باتخاذ “إجراءات استثنائية” لضمان سلامة العائلات النازحة والمجتمعات التي تستضيفهم، بعد مرور ما يقرب من شهر على الحرب الدامية بين إسرائيل وحزب الله.

كما تعهد بـ”إزالة أي تعديات على الممتلكات العامة والخاصة في بيروت”، بعد أن نصب النازحون خيمهم على الطرقات واستولوا على المنازل الشاغرة.

وقالت قوى الأمن الداخلي اللبناني في بيان إن محاولة الإخلاء يوم الاثنين جاءت “بناء على قرار قضائي أمر بإخلاء مبنى في منطقة الحمرا”.

وجاء في البيان المنشور على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” أنه تم منح واضعي اليد “48 ساعة إضافية” لإخلاء المبنى، بعد أن “تجمع عدد كبير من الأشخاص…” للاحتجاج على هذه الخطوة.

وفي وقت سابق من اليوم، هتف المتظاهرون “العار” أمام المبنى الذي طوقته قوات الأمن، فيما قام البعض بقلب صناديق القمامة وإشعال النار فيها.

وقال رئيس بلدية بيروت عبد الله درويش، إن أمر الإخلاء جاء بعد أن رفع صاحب المبنى دعوى قضائية يشكو فيها التعدي على ممتلكاته الخاصة.

واتهمت أمل، وهي امرأة أقامت في المبنى بعد فرارها من الضاحية الجنوبية لبيروت، قوات الأمن “باقتحام” المبنى لإخلاء المبنى.

وقالت: “من أغلق بابه كسروه”.

وقالت أمل “عندما بدأوا بقصف الضاحية الجنوبية جئنا إلى هنا”. “الآن ليس أمامنا خيار سوى العودة إلى جنوب بيروت. هذا يدمرنا نفسيا”.

وأدت الحرب بين إسرائيل وحزب الله إلى مقتل ما لا يقل عن 1470 شخصا في لبنان وتشريد أكثر من مليون شخص منذ 23 سبتمبر/أيلول، وفقا للسلطات اللبنانية.

وقالت لارا البالغة من العمر 18 عاماً، وهي أيضاً من جنوب بيروت، والتي كانت تحتمي في المبنى مع عائلتها: “لم يعد لدينا منازل لنعود إليها”.

وفي مكان قريب، تدخلت امرأة قائلة: “إما أن ينتهي بنا الأمر في القبر أو نعود إلى المنزل”.

شاركها.
Exit mobile version