فر مئات من سكان غزة من الأحياء الشمالية لمدينة خان يونس يوم الأحد بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة تمهيدا لعملية جديدة ضد المسلحين الفلسطينيين الذين تقول إنهم لجأوا إلى هناك.

وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم، ألقى الجيش منشورات وأرسل رسائل عبر الهواتف المحمولة تطالب السكان بمغادرة منطقة الجلاء في خان يونس، والتي كانت تعتبر بالفعل منطقة آمنة إنسانية.

وحذر الجيش من أن الجلاء سوف يتحول إلى “منطقة قتال خطيرة”، مما يجبر الفلسطينيين الذين نزحوا عدة مرات بسبب الحرب على غزة على جمع أمتعتهم والمغادرة بحثا عن مأوى جديد.

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس أن العائلات جمعت أمتعتها القليلة وغادرت المنطقة خوفا من تجدد الضربات الصاروخية والقتال.

وغادرت حشود من الناس، معظمهم من حي حمد في الجلاء، حاملين كل ما استطاعت أيديهم الوصول إليه، وقام البعض بتحميل الفرش والملابس وأدوات الطبخ في شاحنات صغيرة، بينما اكتفى آخرون بالسير مع حقائبهم.

رافق الشباب والشابات أفراد عائلاتهم المسنين، في حين حاول آخرون اللحاق بسيارة تقلهم إلى مناطق أكثر أمانا.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “إن جيش الدفاع الإسرائيلي على وشك أن يقوم بعمليات ضد المنظمات الإرهابية في المنطقة ولذلك يدعو السكان المتبقين في حي الجلاء إلى إخلائه مؤقتا”.

وكانت محافظة خان يونس، المحافظة الرئيسية في جنوب قطاع غزة، قد تعرضت بالفعل لعدة أوامر إخلاء في الأسابيع الماضية، ودمرتها أشهر من القصف الذي حول الكتل السكنية إلى أكوام من الأنقاض.

وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، “خلال الأيام القليلة الماضية فقط، نزح أكثر من 75 ألف شخص في جنوب غرب غزة”.

وقال لازاريني إن أوامر الإخلاء الجديدة أدت إلى فرار العديد من الأشخاص منذ الساعات الأولى من صباح الأحد.

وأضاف “بعضهم لا يستطيعون سوى حمل أطفالهم معهم، وبعضهم يحملون حياتهم كلها في حقيبة صغيرة واحدة”.

“إن شعب غزة محاصر وليس لديه مكان آخر يذهب إليه.”

كما نفذ الجيش غارة على خان يونس الأحد، ما أدى إلى إصابة عدة أشخاص تلقوا العلاج في مستشفى ناصر، وفق ما قال سكان لوكالة فرانس برس.

وقال أحد السكان ويدعى عواد بربخ “كانوا جميعا مدنيين وكانوا يتسوقون في السوق عندما سقط صاروخ وأدى إلى تناثر الناس في الشوارع”.

وفي كثير من الأحيان، يعود الجيش إلى مناطق في غزة حيث كان يقاتل في السابق مسلحين فلسطينيين، ليجدهم يعودون إلى الظهور أو يتصرفون بناء على معلومات استخباراتية حول مكان الرهائن.

اندلعت الحرب في غزة بعد أن هاجمت حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

كما احتجز المسلحون 251 شخصا، لا يزال 111 منهم أسيراً في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم قتلوا.

وأسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة حتى الآن عن مقتل 39790 شخصا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس، والتي لا تقدم تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين.

شاركها.
Exit mobile version