الولايات المتحدة تدعو لوقف إطلاق النار الإنساني في السودان

أكد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن على أهمية تحقيق وقف إطلاق النار الإنساني في السودان خلال مكالمة هاتفية مع وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد يوم الجمعة. جاء ذلك بعد أيام قليلة من تصريحات بلينكن بأن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات لوقف تدفق الأسلحة إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

الأزمة الإنسانية في السودان

الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي بدأت في أبريل 2023، خلقت ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم في وقت تتقلص فيه ميزانيات المساعدات العالمية. حتى منتصف أكتوبر، تم تهجير حوالي 12.5 مليون سوداني داخل وخارج البلاد، مع تهجير 140,000 شخص إضافي منذ هجمات قوات الدعم السريع على الفاشر وبلدات في منطقة كردفان.

اتهامات بدعم الإمارات لقوات الدعم السريع

اتهم الجيش السوداني الإمارات العربية المتحدة بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهو ادعاء وجد خبراء الأمم المتحدة والبرلمانيون الأمريكيون أنه معقول. رفض سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف، جمال المشرّف، الادعاءات بأن الإمارات تقدم أي شكل من أشكال الدعم لأي من الأطراف المتحاربة يوم الخميس.

ضغوط أمريكية لوقف الحرب

قال بلينكن في تصريحات للصحفيين يوم الأربعاء إن واشنطن تبذل كل ما في وسعها لإنهاء القتال وممارسة الضغط على الأطراف المعنية. وأضاف: “هناك حاجة لوقف الأسلحة والدعم الذي تحصل عليه قوات الدعم السريع أثناء تقدمها”. عند سؤاله عن دور الإمارات في الصراع، امتنع بلينكن عن تسميتها مباشرة، قائلاً: “نحن نعرف الأطراف المعنية… ولهذا السبب هم جزء من المجموعة الرباعية، إلى جانب دول أخرى معنية. يمكنني فقط أن أقول إن أعلى مستويات حكومتنا تعمل على هذه القضية وأن الضغط يتم ممارسته على الأطراف المعنية”. وأكد أن “هذا يجب أن يتوقف”.

تصريحات بلينكن حول تصنيف قوات الدعم السريع

لم يستبعد بلينكن تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية، قائلاً إن الولايات المتحدة ستتخذ مثل هذا الإجراء إذا كان سيساعد في إنهاء القتال. وقد أدى سقوط الفاشر في يد قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر إلى ترسيخ سيطرتها على إقليم دارفور في الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عامين ونصف مع الجيش السوداني.

تحديات إنسانية متزايدة

قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الجمعة إن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من الفاشر مازالوا مفقودين، مما يثير مخاوف بشأن سلامتهم بعد تقارير عن اغتصاب وقتل وغيرها من الانتهاكات من قبل الناجين. يظهر أن الأزمة الإنسانية في السودان تتفاقم، مع استمرار القتال وتزايد الحاجة إلى وقف إطلاق النار الإنساني.

خلاصة

تدعو الولايات المتحدة لوقف فوري لإطلاق النار في السودان وتعمل على ممارسة الضغط على الأطراف المعنية لإنهاء القتال. مع تزايد الأزمة الإنسانية وتفاقم الوضع الإنساني، يبقى الأمل في تحقيق حل سلمي يوقف المعاناة الإنسانية ويفتح الباب أمام إعادة الإعمار والاستقرار في المنطقة. يظل الدعم الدولي والضغط السياسي أمورًا حاسمة في دفع الأطراف نحو حلول سلمية ودائمة.

شاركها.
Exit mobile version