لقي ما لا يقل عن 41 شخصا مصرعهم في حريق هائل اندلع في مبنى مكون من ستة طوابق في مدينة المنقف جنوبي الكويت، فجر الأربعاء.

وقال نائب رئيس الوزراء الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح للصحفيين في مكان الحادث إن عشرات آخرين أصيبوا في الحريق الذي اجتاح المبنى الذي يقال إنه كان يؤوي عمالا أجانب فوق طاقته الاستيعابية.

وأمر الشيخ فهد، وهو أيضا وزير الدفاع والداخلية، باعتقال مالك المبنى. ونقل عنه قوله: “للأسف جشع أصحاب العقارات هو الذي يؤدي إلى هذه الأمور”.

وأضاف أنه ابتداء من الخميس ستحقق السلطات في مخالفات البناء وتتخذ الإجراءات اللازمة “دون سابق إنذار”.

وقالت السلطات إن التحقيق في سبب الحريق مستمر.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن الحريق تمت السيطرة عليه، وأن خدمات الطوارئ تواصل نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة.

وقال قائد بالشرطة للتلفزيون الرسمي إن عددا كبيرا من العمال كانوا في المبنى عندما اندلع الحريق، دون تحديد رقم. ووفقا للعديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، كان ما يقرب من 200 شخص يعيشون في المبنى المتضرر.

وقال مسؤول الشرطة إن مثل هذا الاكتظاظ يمثل مشكلة خطيرة ولم يعلق على مهن العمال أو جنسياتهم.

وقالت السفارة الهندية في الكويت في منشور على موقع X إن أكثر من 30 عاملا هنديا كانوا من بين المصابين في الحريق، ويخشى أن يكون عدد آخر من العمال قد لقوا حتفهم.

تستضيف الكويت جالية كبيرة من الهنود، يعمل معظمهم في وظائف منخفضة الأجر في مجال البناء والمجال الطبي. وفقا للأرقام الصادرة عن السفارة الهندية، هناك أكثر من مليون هندي في الكويت، يشكلون 21٪ من إجمالي سكان الدولة الخليجية الصغيرة البالغ عددهم 4.8 مليون نسمة و30٪ من قوتها العاملة.

ويواجه العمال ذوو الدخل المنخفض في الكويت منذ فترة طويلة مشاكل السكن في ظل ارتفاع الإيجارات، وغالبا ما يجدون أنفسهم محشورين في شقق صغيرة. وبحسب صحيفة الأنباء المحلية، فإن 62% من العمال المهاجرين في الكويت يكسبون أقل من 125 ديناراً كويتياً (حوالي 400 دولار) شهرياً.

ولذلك يلجأ العديد من العمال إلى المساحات الصغيرة، وأحياناً يتشارك ما يصل إلى خمسة أشخاص في الغرفة. ونقلت الأنباء عن مصادر عقارية قولها إن آلافاً آخرين يعيشون في شقق مقسمة في جميع أنحاء الكويت.

شاركها.
Exit mobile version