“الجنون هو أن تفعل نفس الشيء مرارا وتكرارا وتتوقع نتائج مختلفة.” (أينشتاين)

هذه العبارة تحمل معاني كثيرة تشير إلى جنون نتنياهو وحكومته الصهيونية الفاشية، بإصرارهم على تسويق حرب الإبادة الجماعية في غزة بحجة الدفاع عن النفس، والقضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى لدى فصائل المقاومة، وعلى هذا الأساس أطلق العنان لقطاع غزة، يقتل ويدمر ويشرد ويجوع الشعب الفلسطيني، صاحب الحق في الأرض.

نتنياهو وحكومته الفاشية يفعلون الشيء نفسه في لبنان، ويكشفون عن حقيقتهم، ويذكرون العالم بمدى وحشيتهم ومدى بربريتهم في ارتكاب المجازر والمذابح بحق المدنيين، بحق النساء والأطفال اللبنانيين، ويواصلون قصف المنازل السكنية والمواقع المدنية، ويكررون نفس حرب الإبادة الجماعية التي يخوضها الاحتلال في قطاع غزة، حيث قسم جنوب لبنان إلى “مربعات” ودعا المدنيين إلى مغادرة منازلهم وقراهم التي تحتوي على أسلحة وصواريخ تابعة لحزب الله حسب ادعاءاته، وينشرون الذعر باستهداف المدنيين بهدف تهجيرهم، ويتهمون سكان الجنوب بالتواطؤ في تخزين الأسلحة من خلال صور وفيديوهات مزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بهدف إضعاف بيئة المقاومة، وإفراغ القرى من سكانها، والسعي إلى إقامة منطقة عازلة.

رأي: لبنان اليوم والأردن غدا؟

ما يجري اليوم في لبنان لا يختلف عما يجري في قطاع غزة، فالعدوان البربري هو نفسه، والصمود الأسطوري هو نفسه، والمعركة هي المعركة نفسها، وجرائم العدو الصهيوني بحق المدنيين في لبنان هي استمرار لحرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال الفاشي ضد الشعب الفلسطيني بدعم أميركي وفي ظل صمت دولي مريب، بهدف كسر إرادة المقاومة وثني الدعم عن الشعب الفلسطيني الصامد في غزة.

“مجرم حرب”: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يداه ملطختان بالدماء – كاريكاتير (سباعنة/ميدل إيست مونيتور)

إن ما يهدد الاحتلال ليس فقط وحدة الساحات وتطور قدرات المقاومة اللبنانية، بل أيضاً الترابط والعلاقة الأخوية بين فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية. فقد صمدت المقاومة في غزة، بينما فرضت المقاومة في لبنان قواعد اشتباك جديدة ومماثلة، وأنهت بذلك صورة الاحتلال وجيشه الفاشي، رغم مجازره وحربه الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، ورغم قصفه وغاراته غير المسبوقة على المناطق الجنوبية والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان. وادعى الاحتلال استهداف مواقع ومخازن حزب الله، وإيقاع أعداد هائلة من الضحايا في وقت قصير، والعائلات التي قضت بكل أفرادها تحت الأنقاض. وكل هذا يكشف زيف رواية الاحتلال.

إن العدوان على لبنان ليس هروباً من حرب غزة فحسب، بل هو استمرار لجرائم الاحتلال، فالعدوان على غزة مستمر وسيستمر طالما استمر نتنياهو في جنونه وغطرسته بإطالة أمد العدوان وتوسيعه، بهدف قطع أواصر الأخوة بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

ورغم كل المجازر وحرب الإبادة التي ارتكبتها في غزة ولبنان عبر الغارات واستهداف المدنيين أو توسيع العدوان، فإن الاحتلال لم يحقق أي هدف حتى الآن، في ظل فشله في ضرب بنية المقاومة ومحيطها.

ما يجب أن يفهمه نتنياهو وكيان الاحتلال هو أن المقاومة لن تهزم، وإرادة الشعبين الفلسطيني واللبناني لن تهزم، مهما حاول نتنياهو محو الضربة التي تلقاها الكيان الفاشي بعد عملية طوفان الأقصى من أذهان الصهاينة.

ظهرت هذه المقالة باللغة العربية في عربي21 في 25 سبتمبر 2024.

يقرأ: حقائق – نهر الليطاني في قلب الصراع بين إسرائيل وحزب الله

الآراء الواردة في هذه المقالة تعود للمؤلف ولا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية لموقع ميدل إيست مونيتور.

يرجى تفعيل JavaScript لعرض التعليقات.
شاركها.
Exit mobile version