توصلت منظمة العفو الدولية إلى أن إنشاء إسرائيل لمنطقة عازلة مدمرة في قطاع غزة قد يرقى إلى جريمة حرب.
وخلص تحليل أجرته منظمة حقوق الإنسان إلى وجود “نمط على طول المحيط الشرقي لقطاع غزة يتسق مع التدمير المنهجي لمنطقة بأكملها”.
وقالت إيريكا جيفارا روزاس من منظمة العفو الدولية: “لم يتم تدمير هذه المنازل نتيجة للقتال العنيف، بل إن الجيش الإسرائيلي عمد إلى تدمير الأرض بعد أن سيطر على المنطقة”.
وقد وصفت منظمة العفو الدولية هذه الحملة بأنها “تدمير متعمد”، أو تدمير الممتلكات المدنية التي استولى عليها العدو في غياب الضرورة العسكرية.
وتقول إسرائيل إن عملية التدمير هي إجراء أمني في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
نشرة إخبارية جديدة من جريدة الشرق الأوسط: القدس ديسباتش
سجل للحصول على أحدث الرؤى والتحليلات حول
إسرائيل وفلسطين، إلى جانب نشرة Turkey Unpacked وغيرها من نشرات MEE
تراوح عرض الأراضي التي تم تطهيرها على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة ما بين 1 إلى 1.8 كيلومتر.
وتغطي “المنطقة العازلة” الموسعة حوالي 58 كيلومترا مربعا، أو 16 في المائة من قطاع غزة بأكمله، وشهدت تدمير 90 في المائة من المباني في المنطقة، أو أكثر من 3500 مبنى بحلول شهر مايو/أيار من هذا العام.
وتقول منظمة العفو الدولية إن الدمار الشامل للمباني والأراضي الزراعية على طول الحدود الشرقية يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين، حتى لو استخدمت الجماعات المسلحة الممتلكات المدنية في الماضي.
واتهمت إسرائيل بتدمير المناطق الحدودية لقطاع غزة بالقوة منذ الأشهر الأولى من الحرب، حيث قال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فبراير/شباط إن هذه الأفعال قد تشكل جرائم حرب.
وقال أسامة حمدان، أحد مسؤولي حماس في لبنان، في يناير/كانون الثاني الماضي إن إسرائيل “تسعى إلى إقامة حزام أمني على طول حدود القطاع من خلال تدمير كتل سكنية بأكملها وتجريف المزارع والبنية التحتية المدنية”.
وأضاف أن “هذه جريمة وعدوان صارخ على أرضنا ومقدساتنا”، مؤكدا أن “شعبنا ومقاومتنا ستفشل هذه المحاولات”.
خطط نتنياهو
ويأتي التقرير بعد أن أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل ستواصل وجودها في ممر فيلادلفيا، وهو شريط ضيق من الأرض على طول حدود غزة مع مصر.
ويعتبر ممر فيلادلفيا منطقة عازلة تم نزع السلاح منها بموجب الاتفاقيات الإسرائيلية المصرية في عامي 1979 و2005، ولكن القوات الإسرائيلية احتلتها في مايو/أيار.
وفي مؤتمرين صحفيين منفصلين، أحدهما باللغة العبرية والآخر باللغة الإنجليزية، قال نتنياهو إن حماس استخدمت المنطقة العازلة لتهريب الأسلحة إلى غزة، مدعيا أن سيطرة إسرائيل عليها من شأنها أن تضمن عدم تكرار أعمال مثل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وتستخدم القوات الإسرائيلية هذا الطريق، الذي يضم حاليا عدة قواعد عسكرية، لمراقبة والسيطرة على حركة الفلسطينيين بين شمال وجنوب غزة وشن بعض العمليات العسكرية.
ويحذر مراقبون آخرون من أن هذه الخطط قد تذهب إلى أبعد من ذلك.
نشر إيتاي إبشتاين، المستشار الخاص في المجلس النرويجي للاجئين، صورة على موقع X تظهر ما قال إنه خطة إسرائيل لغزة بعد الحرب.
ونشر وزير شؤون الشتات الإسرائيلي، عميخاي تشيكلي، الصورة والخطة في يناير/كانون الثاني الماضي.
تشيكلي هو جزء من حزب الليكود بزعامة نتنياهو.
هذه هي #إسرائيلي “خطة التقسيم” لـ #غزة:1/3. مدينة غزة (باللون الأصفر) سوف تترك مدمرة وغير مأهولة، إلى الشمال منها سوف يتم استيطانها بشكل دائم من قبل إسرائيل، وإلى الجنوب منها سوف يكون هناك ممر نتساريم، وهو حاجز غير قابل للعبور و”مركز إنساني”. pic.twitter.com/nOz8PCTFWV
— إيتاي إبشتاين (@EpshtainItay) 3 سبتمبر 2024
وتظهر الصورة منطقة خضراء واسعة تعمل على توسيع “المنطقة العازلة” التي تحدثت منظمة العفو الدولية عن استخدامها كمحيط أمني، في حين سيتم تقسيم مدن غزة بواسطة ممرين، نتساريم في الشمال وآخر في الجنوب.
وستبقى مدينة غزة خالية من السكان، في حين ستكون خان يونس ورفح ودير البلح تحت السيطرة الإسرائيلية، مع إمكانية تشغيل إدارة مدنية محلية.
وبحسب إيبشتاين فإن “نتنياهو فتح الباب على مصراعيه”.

