استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتن نظيره الفلسطيني محمود عباس في موسكو لإجراء محادثات حول الحرب في غزة وأحدث التطورات في الشرق الأوسط.
وفي كلمته الافتتاحية في بداية الاجتماع، أعرب بوتن عن قلق بلاده إزاء الأزمة الإنسانية التي تتكشف في قطاع غزة وفقدان أرواح المدنيين.
وأكد على دعم روسيا المستمر لغزة ولحل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب وكالة أنباء ريا الروسية الرسمية.
وأضاف بوتن: “الموقف الروسي صيغ منذ فترة طويلة، ومن أجل ضمان السلام الدائم والموثوق والمستقر في الشرق الأوسط، من الضروري تنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة، وقبل كل شيء، إنشاء دولة فلسطينية كاملة”.
من جانبه أشاد عباس بجهود روسيا لتحقيق المصالحة الفلسطينية ووصف بوتين بأنه “صديق للشعب الفلسطيني”.
وقال عباس، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، “سعداء بلقاء الرئيس بوتين كصديق للشعب الفلسطيني من أجل تبادل وجهات النظر بشأن الظروف الصعبة التي تعيشها فلسطين، وبحث سبل وقف العدوان وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وتجنب توسيع نطاق الحرب في المنطقة”.
وجدد عباس دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، تمهيدا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وصل الرئيس الفلسطيني إلى موسكو في ساعة متأخرة من مساء الاثنين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، بدعوة من بوتين. وكانت آخر زيارة لعباس لروسيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، التقى خلالها بوتين في سوتشي. والتقى الزعيمان مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول 2022 خلال مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا الذي عقد في أستانا بكازاخستان.
وذكرت وكالة أنباء “تاس” الروسية الرسمية أن بوتين أجرى ثلاث محادثات هاتفية مع عباس منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
شنت إسرائيل هجومها على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس عبر الحدود والذي قتل خلاله مسلحون من الجماعة الفلسطينية ما يقرب من 1200 شخص وأسروا أكثر من 240 آخرين رهائن.
وفي غزة، قُتل نحو 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في الهجوم، وفقاً لأرقام وزارة الصحة في القطاع، بينما أُجبر ما يصل إلى 1.9 مليون من السكان على النزوح وسط ظروف إنسانية مزرية، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
روسيا، التي حاولت الحفاظ على علاقات متوازنة بين الجانب الفلسطيني وإسرائيل، دعت مراراً وتكراراً إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، في حين أدانت هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وفي فبراير/شباط الماضي، كشف بوتن أن بلاده تعمل على تأمين إطلاق سراح الأسرى لدى حماس.
وفي الوقت نفسه، استضافت روسيا الفصائل الفلسطينية في عدة مناسبات منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي في إطار جهودها لتحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية. ومؤخرا في مارس/آذار، اجتمعت وفود من حركة فتح، التي يرأسها عباس أيضا، وحماس والجهاد الإسلامي في موسكو لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول، سافر وفد رفيع المستوى من حركة حماس برئاسة رئيس العلاقات الدولية في الحركة موسى أبو مرزوق إلى موسكو حيث التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
وفي شهر مارس/آذار الماضي، أرسلت حماس وفداً رفيع المستوى إلى العاصمة الروسية لإجراء محادثات مع وزير الخارجية سيرجي لافروف.
وتأتي زيارة عباس إلى روسيا هذا الأسبوع وسط تصاعد التوترات في المنطقة قبل الرد الإيراني المتوقع على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران أواخر الشهر الماضي.
وأدان الكرملين بشدة اغتيال هنية – الذي اتهمت إيران وحماس إسرائيل بارتكابه – محذرا من “العواقب الخطيرة” لمثل هذه الخطوة التي من شأنها أن تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.