تعرضت الحكومة المصرية لانتقادات من قبل جماعات حقوق الإنسان لضمانها صفقات عفو “مشكوك فيها” ومتساهلة لمقاتلي داعش، في تناقض صارخ مع اضطهاد السجناء السياسيين والمعارضين السلميين في البلاد.
وفي تقرير لمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان (SFHR) وهيومن رايتس ووتش (HRW)، أعربت المنظمات عن قلقها بشأن قرار مصر منح العفو لأعضاء ولاية سيناء – التابعة لتنظيم داعش في المنطقة – في مقابل إلقاء أسلحتهم والاستسلام للجيش.
استند التقرير إلى الأدلة التي جمعتها SFHR، بما في ذلك التصريحات العلنية لمسؤولين في حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي سلطت الضوء على جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها جماعة ولاية سيناء والجيش المصري طوال الصراع الذي دام قرابة عقد من الزمن بين عامي 2013 و2013. 2022.
وتشمل الجرائم التي يرتكبها المنتمون إلى داعش “اختطاف وتعذيب العشرات من الأهالي وأفراد القوات الأمنية، وإعدام بعضهم خارج نطاق القضاء”. وبحسب ما ورد قُتل ما لا يقل عن 650 مدنيًا على يد المسلحين، حيث أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجوم على مسجد محلي في عام 2017 أدى إلى مقتل أكثر من 300 من المصلين.
مصر تحتجز النساء تعسفياً على صلة بمقاتلي داعش رغم الانتهاكات
وفي حين أقر التقرير بأن قوانين النزاعات المسلحة تسمح بمنح عفو واسع النطاق عند انتهاء الأعمال العدائية، فقد أوضح أن هذا المبدأ لا يشمل الأفراد المشتبه في ارتكابهم انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي أو المتهمين بذلك. وشددت المنظمات الحقوقية على أنه “يجب على السلطات أن تعلن عن المعايير المستخدمة لمنح العفو والتدابير المتخذة لضمان تقديم المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة إلى العدالة”.
وقال أحمد سالم، المدير التنفيذي لمنظمة SFHR: “إن العفو عن أعضاء الجماعات المسلحة الذين ألقوا أسلحتهم يجب ألا يشمل أبدًا أولئك الذين ارتكبوا عمدًا جرائم خطيرة مثل استهداف المدنيين أو قتلهم عمدًا”. “وينبغي على السلطات المصرية وضع استراتيجية وطنية للملاحقات القضائية في ولاية سيناء، بما يضمن عدم إفلات المسؤولين المباشرين عن الجرائم الخطيرة من العقاب”.
ودعا آدم كوغل، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، الحكومة المصرية إلى “وضع معايير مفصلة وشفافة وقائمة على حقوق الإنسان لأي عفو تمنحه لأعضاء ولاية سيناء السابقين”. وأضاف أن النظام “يجب أن يقدم خدمات إعادة التأهيل وإعادة الإدماج لمساعدة أولئك الذين يسلمون أنفسهم، أثناء التحقيق مع مجرمي الحرب المشتبه بهم ومحاكمتهم في إجراءات تفي بالمعايير الدولية للإجراءات القانونية الواجبة”.
انتقد الكثيرون التناقض الصارخ بين العفو المتساهل الذي أصدرته الحكومة المصرية عن مقاتلي داعش والممارسة المستمرة على مدى العقد الماضي المتمثلة في اعتقال وتعذيب عشرات الآلاف من المعارضين السلميين ومنتقدي النظام. وتفيد التقارير أن هناك ما لا يقل عن 65 ألف سجين سياسي ما زالوا يقبعون في شبكة السجون الواسعة في مصر، فضلاً عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، على الرغم من أن السيسي ينفي ذلك.
المنظمة العربية لحقوق الإنسان تحذر: مصر تستعد لـ”إعدام خارج نطاق القضاء” للمعتقلين السياسيين