استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن الدولي كان من شأنه أن يمهد الطريق أمام حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وشهد التصويت، الذي أجري خلال جلسة مطولة في نيويورك أمس، تصويت 12 دولة لصالح القرار، بينما امتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت.
ودافع روبرت وود، نائب المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة، عن حق النقض، قائلاً إن واشنطن تعتقد أن الطريق الوحيد لإقامة الدولة الفلسطينية هو من خلال المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
أشرفت الولايات المتحدة على المفاوضات المباشرة منذ التسعينيات، حيث شكلت اتفاقيات أوسلو بداية المفاوضات الرسمية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. فشلت المفاوضات المباشرة في تحقيق حلم إقامة دولة للفلسطينيين، وبدلاً من ذلك، تحت مراقبة الولايات المتحدة، عززت إسرائيل احتلالها غير القانوني وضمت نفس الأراضي المخصصة للدولة الفلسطينية.
وكان فشل القرار متوقعا على نطاق واسع، حيث تتمتع الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لإسرائيل، بحق النقض في مجلس الأمن وقد أعربت في السابق عن معارضتها لتمريره. ويأتي التصويت وسط العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، والذي أودى بحياة ما يقرب من 34 ألف فلسطيني، غالبيتهم الساحقة من النساء والأطفال، وخلق أزمة إنسانية في القطاع الساحلي.
اقرأ: سلوفينيا وإسبانيا تعطيان الأولوية للاعتراف بالدولة الفلسطينية
وتتمتع دولة فلسطين حاليا بوضع مراقب غير عضو في الأمم المتحدة. ولكي تصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، يجب أن تتم الموافقة على الطلب من قبل مجلس الأمن ثم الحصول على دعم ما لا يقل عن ثلثي الجمعية العامة.
ودعا زياد أبو عمرو، الممثل الخاص للأمم المتحدة لدولة فلسطين، إلى الدعم قبل التصويت، مؤكدا تطلع الفلسطينيين إلى تقرير المصير والحرية والأمن والسلام في دولة مستقلة.
لقد اعترفت حوالي 139 دولة بدولة فلسطين، وكان التصويت الإيجابي في مجلس الأمن بمثابة تعبير عن إرادة المجتمع الدولي. لقد ظلت إسرائيل، بمساعدة الغطاء الدبلوماسي من واشنطن، معادية للإجماع الدولي.
وظهر العداء الإسرائيلي يوم أمس عندما انتقد سفير دولة الفصل العنصري لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، المجلس لأنه نظر في قرار بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال: “إذا تم تمرير هذا القرار – لا سمح الله – فلا ينبغي أن يُعرف بعد الآن بمجلس الأمن بل بمجلس ‘الإرهاب'”.
ورفض أبو عمرو الادعاء الأمريكي بأن القرار سيعرض المفاوضات السياسية وآفاق السلام للخطر، مستشهدا بإقامة دولة إسرائيل من خلال قرار الأمم المتحدة رقم 181 كسابقة. وقد حصلت إسرائيل، إلى جانب عدة دول أخرى، على الاعتراف من خلال التصويت في الجمعية العامة، وبحسب أحد الآراء، يستطيع الفلسطينيون تجاوز عرقلة واشنطن بطريقة مماثلة.
ورغم النكسة، أعرب أبو عمرو عن أمله في أن يمنح المجتمع الدولي الفلسطينيين الفرصة ليصبحوا جزءا لا يتجزأ من الجهد العالمي لتحقيق السلام والأمن الدوليين.