دعت وزارة الخارجية الأميركية إلى إجراء تحقيق سريع في مزاعم الاعتداء الجنسي على المعتقلين الفلسطينيين من قبل جنود إسرائيليين في مركز احتجاز سدي تيمان، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، الأربعاء.

وقال ميلر في مؤتمر صحفي “يجب ألا يكون هناك أي تسامح على الإطلاق مع أي اعتداء جنسي أو اغتصاب لأي معتقل”.

وأضاف “إذا كان هناك معتقلون تعرضوا للاعتداء الجنسي أو الاغتصاب، فإن حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي بحاجة إلى التحقيق بشكل كامل في هذه الأفعال ومحاسبة أي شخص مسؤول إلى أقصى حد يسمح به القانون”.

وتأتي تعليقات ميلر بعد أن سربت القناة 12 الإسرائيلية مقطع فيديو من كاميرات المراقبة يظهر حراس سجن إسرائيليين في مركز الاحتجاز المثير للجدل في سدي تيمان وهم يعتدون جنسيا على معتقل فلسطيني معصوب العينين.

وقال يوئيل دونتشين، الطبيب الذي عالج السجين، إنه عانى من “تمزق في الأمعاء وإصابة خطيرة في فتحة الشرج وتلف في الرئة وكسور في الأضلاع”، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس. وقال دونتشين للصحافيين إنه “لا يستطيع أن يصدق أن حارس سجن إسرائيلي يمكن أن يفعل مثل هذا الشيء”.

ابق على اطلاع مع نشرات MEE الإخبارية

اشترك للحصول على أحدث التنبيهات والرؤى والتحليلات،
بدءا من تركيا غير معبأة

وذكرت التقارير أن المعتقل الفلسطيني أعيد إلى مركز الاحتجاز “سديه تيمان” بعد تلقي العلاج الطبي، ما أثار احتجاجات من جانب منظمات حقوق الإنسان.

وقعت هذه الحادثة في أواخر شهر يوليو/تموز وأدت إلى اعتقال عشرة جنود، ما دفع حشدا، بما في ذلك أعضاء من الكنيست، إلى اقتحام منشأتين عسكريتين احتجاجا على اعتقال الجنود.

وقد وصفت العديد من التحقيقات التي أجراها موقع ميدل إيست آي وشبكة سي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز، فضلاً عن شهادات المعتقلين الفلسطينيين السابقين وشهود العيان، مراراً وتكراراً حوادث التعذيب والاعتداء الجنسي في سدي تيمان منذ إنشاء المنشأة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول عندما اندلعت الحرب على غزة بعد الهجمات التي قادتها حماس على جنوب إسرائيل.

احتجز الجيش الإسرائيلي أكثر من 4000 فلسطيني من غزة في سجن سدي تيمان، وغالباً ما يتم احتجازهم دون تهمة أو دليل على ارتكاب أي مخالفات.

وتضمنت الانتهاكات الموثقة تعصيب العينين، والتقييد الجسدي الشديد، وتقييد اليدين لفترات طويلة، والاغتصاب. كما أفاد العديد من الأشخاص بتعرضهم لصدمات كهربائية.

وذكرت تقارير أن ضباطا في سجن سدي تيمان أبلغوا صحيفة نيويورك تايمز أن 35 فلسطينيا محتجزين في المنشأة منذ أكتوبر/تشرين الأول توفوا إما في المنشأة أو بعد نقلهم إلى المستشفيات القريبة.

وفي 15 يوليو/تموز، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أمراً مشروطاً يقضي بإغلاق مستوطنة سدي تيمان، رداً على التقارير التي تحدثت عن انتهاكات هناك.

ورد مسؤولون حكوميون على أمر المحكمة العليا بالاعتراف بأن المعتقلين ظلوا مقيدين ومعصوبي الأعين لفترات طويلة من الزمن، لكنهم أصروا على قانونية مثل هذه المعاملة بسبب الاحتياجات الأمنية لموظفي السجن، حسبما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

شاركها.
Exit mobile version