أثار نقل ناشطين مؤيدين لفلسطين من السجون البريطانية إلى المستشفى بعد أسابيع من الإضراب عن الطعام قلقًا متزايدًا بين عائلاتهم وأعضاء البرلمان بشأن ظروف السجون والرعاية الطبية المقدمة. فقد تم نقل آمو جيب، البالغ من العمر 30 عامًا، والمحتجز على ذمة التحقيق في سجن برونزفيلد في سوري، إلى المستشفى يوم السبت بعد وصوله إلى اليوم الخمسين من إضرابه عن الطعام. كما تم نقل كامران أحمد، البالغ من العمر 28 عامًا، والذي رفض الطعام لمدة 42 يومًا في سجن بنتونفيل في لندن، إلى المستشفى لتلقي العلاج. هذا الوضع الحرج يسلط الضوء على قضية إضراب السجون في بريطانيا ويدعو إلى إعادة النظر في التعامل مع المعتقلين.

تصاعد القلق حول صحة الناشطين المضربين عن الطعام

تزايدت المخاوف بشكل كبير مع استمرار الناشطين في إضرابهم عن الطعام، خاصةً مع تدهور حالتهم الصحية. صرحت شهمنينا علم، شقيقة كامران أحمد، في حديث لـ “الجزيرة” يوم الاثنين، بأن “هناك خطر كبير من تلف الأعضاء في هذه المرحلة”. وأضافت: “نعلم أنه فقد وزنه بسرعة في الأيام القليلة الماضية، حيث فقد ما يصل إلى نصف كيلوغرام يوميًا”.

هذا التدهور السريع يثير تساؤلات حول مدى كفاية الرعاية الطبية المقدمة للمضربين عن الطعام في السجون البريطانية. فقد سبق وأن تم نقل أحمد إلى المستشفى في أواخر نوفمبر بعد انهياره في زنزانته بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم، مما يشير إلى الإصابة بنقص السكر في الدم. هذه الحادثة السابقة تؤكد على الحاجة الماسة إلى مراقبة دقيقة وتقديم رعاية طبية فورية للمضربين عن الطعام لتجنب المضاعفات الخطيرة.

دوافع الإضراب عن الطعام وأهداف الناشطين

يرتبط إضراب آمو جيب وكامران أحمد بحملة أوسع تدعو إلى إنهاء “التواطؤ البريطاني” مع ما يصفونه بـ “جرائم الحرب الإسرائيلية” في فلسطين. كلاهما عضوان في مجموعة Palestine Action، وهي مجموعة احتجاجية معروفة بتنظيم مظاهرات واعتصامات ضد الشركات التي يُزعم أنها متورطة في دعم الاحتلال الإسرائيلي.

Palestine Action وتصعيد الاحتجاجات

تعتمد Palestine Action على أساليب مباشرة في الاحتجاج، مثل عرقلة عمليات الشركات المستهدفة، بهدف الضغط عليها لإنهاء علاقاتها التجارية مع إسرائيل. وقد أدت هذه الأساليب إلى اعتقالات متعددة لأعضاء المجموعة، مما دفع بعضهم إلى الإضراب عن الطعام للاحتجاج على الاعتقالات وظروف السجون.

الهدف الرئيسي من الإضراب عن الطعام هو لفت الانتباه إلى قضية فلسطين والضغط على الحكومة البريطانية لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل. كما يهدف إلى تسليط الضوء على ظروف السجون البريطانية، والتي يصفها الناشطون بأنها قاسية وغير إنسانية.

ردود الفعل البرلمانية والمطالبات بتحسين ظروف السجون

أثار نقل الناشطين إلى المستشفى موجة من الانتقادات من قبل أعضاء البرلمان، الذين طالبوا بفتح تحقيق في ظروف السجون والرعاية الطبية المقدمة للمضربين عن الطعام. وقد أعرب العديد من النواب عن قلقهم العميق بشأن صحة الناشطين، وحثوا الحكومة على التدخل لضمان حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة.

كما طالبوا بمراجعة شاملة لسياسات السجون المتعلقة بالمضربين عن الطعام، لضمان احترام حقوقهم وتقديم الرعاية الطبية المناسبة لهم. يركز النقاش في البرلمان بشكل خاص على بروتوكولات المراقبة الطبية والاستجابة لحالات الطوارئ، بالإضافة إلى ضمان وصول المضربين عن الطعام إلى المياه والمكملات الغذائية اللازمة.

تقارير حول ظروف السجون في المملكة المتحدة و الرعاية الطبية

تتزايد التقارير التي تشير إلى أن ظروف السجون في المملكة المتحدة تعاني من نقص في الموارد، مما يؤدي إلى تأخير في الرعاية الطبية وتدهور في ظروف المعيشة. كما يتهم بعض حقوقيون السجون البريطانية باستخدام أساليب قسرية لإجبار المضربين عن الطعام على تناول الطعام.

تؤكد شهادات السجناء السابقين والناشطين أن الرعاية الطبية غالبًا ما تكون غير كافية، وأن الأطباء والممرضين يفتقرون إلى الموارد والتدريب اللازمين للتعامل مع حالات الإضراب عن الطعام بشكل فعال. هذه المشكلات تتطلب معالجة عاجلة لضمان حصول جميع السجناء، بمن فيهم المضربون عن الطعام، على الرعاية الطبية اللازمة.

الخلاصة: الحاجة إلى استجابة عاجلة وشفافة

إن حالة آمو جيب وكامران أحمد، بالإضافة إلى تصاعد القلق حول ظروف السجون في بريطانيا والرعاية الطبية المقدمة للمضربين عن الطعام، تمثل تحديًا كبيرًا للحكومة البريطانية. يجب على الحكومة أن تستجيب بشكل عاجل وشفاف لهذه القضية، وأن تضمن حصول الناشطين على الرعاية الطبية اللازمة وأن يتم إجراء تحقيق شامل في ظروف السجون.

من الضروري أيضًا فتح حوار مع Palestine Action والمنظمات الحقوقية الأخرى لفهم دوافع الإضراب عن الطعام ومعالجة المشكلات الأساسية التي تؤدي إلى هذه الاحتجاجات. إن تجاهل هذه القضية سيؤدي فقط إلى تفاقم التوترات وزيادة المخاوف بشأن حقوق الإنسان في السجون البريطانية. ندعو القراء إلى مشاركة هذه المقالة والتعرف على المزيد حول قضية المضربين عن الطعام في السجون البريطانية ومطالبهم العادلة.

شاركها.
Exit mobile version