وافق البرلمان التونسي، اليوم الجمعة، على قانون يجرد المحكمة العليا من صلاحياتها للفصل في النزاعات المتعلقة بالانتخابات، في خطوة انتقدها المتظاهرون ووصفوها بأنها مناهضة للديمقراطية قبل أيام فقط من الانتخابات الرئاسية.

ويأتي هذا التحول القضائي بعد أن ألغت المحكمة الإدارية التونسية في أغسطس/آب قرارات تمنع ثلاثة مرشحين للرئاسة من الترشح لانتخابات 6 أكتوبر/تشرين الأول – وهو حكم تجاهلته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في البلاد فيما بعد.

المرشح الأوفر حظا هو الرئيس الحالي قيس سعيد، الذي تم انتخابه في عام 2019 لكنه قام لاحقا بتنظيم عملية انتزاع واسعة النطاق للسلطة شملت حل البرلمان واستبداله بهيئة تشريعية ذات صلاحيات محدودة.

القانون، الذي تم تمريره سريعًا عبر المجلس التشريعي وتم إقراره بأغلبية 116 صوتًا مقابل 12 صوتًا وامتناع ثمانية عن التصويت، يسلب السلطة من المحكمة الإدارية ويجعل محكمة الاستئناف هي الوحيدة التي تتمتع بسلطة الفصل في القضايا المتعلقة انتخابات.

وقال المشرعون في بيان إنهم صاغوا مشروع القانون بسبب “الخلاف” مع حكم المحكمة الإدارية الذي وافق على استئناف المرشحين المحظورين.

وأشاروا أيضا إلى “خطر داهم يهدد وحدة الدولة ونظامها الاجتماعي”.

ويقول مراقبون إن المحكمة الإدارية تعتبر أكثر استقلالية من محكمة الاستئناف.

وقال نائب رئيس الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، ألكسيس ديسوايف، إن المشرعين يعملون على “إقرار هذا القانون بشكل عاجل لرفع الدعاوى الإدارية عن المحكمة الإدارية، لأن هذه المحكمة أظهرت نوعا من الاستقلالية غير السارة”.

وخلال جلسة البرلمان يوم الجمعة، قام النائب المستقل بلال مشري بتشغيل تسجيل لسعيد من عام 2019 قال فيه إن أي تعديلات على قانون الانتخابات قبل التصويت مباشرة من شأنها أن “تقتل الديمقراطية”.

ووصف برلماني مستقل آخر، هشام حسني، مشروع القانون بأنه “غير دستوري”.

وتجمع حشد صغير من المتظاهرين خارج مبنى البرلمان للاحتجاج على الإصلاح.

وكتب على إحدى اللافتات “القوانين التي تمت مراجعتها في منتصف الانتخابات لصالح قيس سعيد = موت الديمقراطية”.

وندد وسام الصغير المتحدث باسم الحزب الجمهوري الوسطي بالتعديل ووصفه بأنه “تغيير في اللحظة الأخيرة لقواعد اللعبة”.

ووصفها بأنها “جريمة سياسية بكل روعتها” تضيف إلى “الانتهاكات والقمع” ضد منتقدي سعيد.

وقبل الانتخابات الرئاسية، رفضت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات طلبات حوالي 14 مرشحا محتملا.

وقدمت الهيئة الانتخابية في نهاية المطاف قائمة نهائية تضم ثلاثة مرشحين فقط، سعيد واثنين آخرين – البرلماني السابق زهير مغزاوي ورجل الأعمال عياشي زامل.

ويظل زامل وراء القضبان منذ أوائل سبتمبر/أيلول، وحكم عليه يوم الخميس بالسجن ستة أشهر بالإضافة إلى حكم سابق بالسجن لمدة 20 شهرا بتهمة تزوير تأييد الناخبين.

وانتقدت جماعات حقوق الإنسان الدولية والتونسية قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتجاهل أحكام المحكمة الإدارية، التي وصفها الاتحاد العام للنقابات العمالية الرئيسي في تونس، بأنها “سياسية”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك إن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات “تدخلت لتحريف الاقتراع لصالح سعيد”، مع محاكمة أو إدانة أو سجن ما لا يقل عن ثمانية مرشحين محتملين في الفترة التي سبقت الانتخابات.

شاركها.
Exit mobile version