يصف الفلسطينيون رصيفًا بحريًا مؤقتًا تبنيه الولايات المتحدة على شواطئ مدينة غزة بأنه “ميناء احتلال”. وكالة الأناضول التقارير.
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 7 مارس/آذار، أنه كلف الجيش الأمريكي ببناء رصيف مؤقت قبالة غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، حيث تواصل إسرائيل السماح فقط بدخول قدر ضئيل من المساعدات إلى القطاع عن طريق البر.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية أيضًا إن بناء الرصيف المؤقت قد يستغرق ما يصل إلى 60 يومًا، وبعد ذلك سيتم تقديم مليوني وجبة يوميًا إلى غزة.
ولم تتم الاستجابة للطلبات الفلسطينية للحصول على معدات لإزالة أنقاض المنازل التي تعرضت للقصف خلال أشهر من الهجمات الإسرائيلية، وانتشال جثث القتلى، ومساعدة الجرحى، دون إجابة خلال الأشهر الستة الماضية.
ومع ذلك، في الأسابيع الأخيرة، وبدعم من الولايات المتحدة، قامت العديد من الجرافات والشاحنات التي أرسلتها إسرائيل إلى حدود غزة بنقل آلاف الأطنان من الأنقاض من المنازل المهدمة في غزة، إلى جانب أشلاء الجثث، إلى شاطئ الكارثة. المنطقة المنكوبة لاستخدامها في بناء الرصيف الجديد.
اقرأ: إسرائيل تعارض مشاركة قطر في بناء وتشغيل رصيف غزة
يتحدث الى الأناضولواتهم المحلل السياسي الفلسطيني أسامة عبد الهادي الولايات المتحدة وإسرائيل بعدم الصدق بشأن المشروع.
وأضاف: “لو كانوا صادقين، لكانت الشاحنات والجرافات الضخمة التي دخلت غزة لبناء الميناء قد سارعت لإنقاذ آلاف الجرحى الذين ما زالوا ينزفون حتى الموت تحت أنقاض المنازل التي دمرتها دولة الاحتلال (إسرائيل)”.
وحذر عبد الهادي من أنه “سيتم بناء هذا الرصيف لتعزيز سيادة إسرائيل على الساحل، وجعل معبر رفح الحدودي غير فعال، وإنهاء السيادة الفلسطينية وتشجيع هجرة سكان غزة”.
وشدد على أن إسرائيل حاصرت غزة وأغلقت المعابر الحدودية وأعاقت دخول المساعدات الإنسانية، وقال: إن قيام إسرائيل بهذه الخطوة دون الحصول على فائدة خفية أمر غير منطقي. ويبدو أن هذا الوضع مرتبط فعلياً بتشجيع هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة”.
وقال عبد الهادي إن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان للسيطرة على جزء من ساحل غزة بحجة حماية الرصيف وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية ومنع حماس من السيطرة على المنطقة.
وأضاف: “هذا ميناء احتلال يسمح للجيش الأمريكي بالدخول إلى حدود غزة”.
وشنت إسرائيل هجوما عسكريا قاتلا على الأراضي الفلسطينية منذ هجوم عبر الحدود شنته حركة حماس الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأدى إلى مقتل نحو 1200 شخص.
ومع ذلك، منذ ذلك الحين، تم الكشف عن ذلك من قبل هآرتس أن طائرات الهليكوبتر والدبابات التابعة للجيش الإسرائيلي قتلت في الواقع العديد من الجنود والمدنيين البالغ عددهم 1139 الذين تزعم إسرائيل أنهم قتلوا على يد المقاومة الفلسطينية.
ومنذ ذلك الحين قُتل أكثر من 32 ألف فلسطيني وجُرح نحو 75 ألفًا وسط دمار شامل ونقص في الضروريات.
ودفعت الحرب الإسرائيلية 85% من سكان غزة إلى النزوح الداخلي وسط نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية، في حين تضررت أو دمرت 60% من البنية التحتية للقطاع، وفقا للأمم المتحدة.
وتواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية التي أصدرت، في يناير/كانون الثاني، حكماً مؤقتاً أمر تل أبيب بوقف أعمال الإبادة الجماعية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.
اقرأ: روسيا تصف الفكرة الأمريكية لبناء رصيف قبالة غزة بأنها “رقصات على العظام”