تدافع رئيس شرطة غرب ميدلاندز، كريج جيلدفورد، عن قراره بمنع مشجعي نادي مكابي تل أبيب من حضور مباراتهم ضد أستون فيلا في 6 نوفمبر، وذلك أمام لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان البريطاني. يأتي هذا الدفاع في ظل جدل واسع النطاق أثاره هذا القرار، وتصريحات مسؤولين بريطانيين – بما في ذلك وزيرة الثقافة ليزا ناندي – تشير إلى أن الحظر قد يكون متأثراً بمعاداة السامية. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على تفاصيل القضية، والخلفية الأمنية التي أدت إلى هذا الإجراء، وردود الأفعال المختلفة تجاهه، مع التركيز على حظر مشجعي مكابي تل أبيب.
الخلفية والقرار بمنع المشجعين
أكد جيلدفورد أمام أعضاء البرلمان أن القرار لم يُتخذ باستخفاف، بل كان “تكتيكًا ضروريًا بهدف شرعي، وأكيدًا ليس معاديًا للسامية، بل إجراء مدروس بعناية، وضروري ومشروع لضمان السلامة العامة.” وأضاف أنه “لا يزال مُقتنعًا بأن استراتيجية الشرطة وخطة العمل لهذه المباراة كانت فعالة ومتناسبة.”
يعتمد هذا القرار بشكل أساسي على تقييم أجرفته الشرطة في غرب ميدلاندز، والذي استند إلى معلومات استخباراتية قدمتها الشرطة الهولندية. تشير هذه المعلومات إلى سلوكيات عنيفة قام بها مشجعو مكابي تل أبيب خلال مباراة سابقة ضد أياكس أمستردام في نوفمبر 2024. كشف تقرير نشرته صحيفة الغارديان في 21 أكتوبر أن التقييم خلص إلى أن “أكبر خطر للعنف يأتي من المشجعين المتطرفين للنادي الإسرائيلي.”
معلومات استخباراتية حول المشجعين المتطرفين
كشفت تحقيقات أجراها موقع Middle East Eye بشكل منفصل أن الشرطة الهولندية أبلغت نظيرتها البريطانية أن أكثر من 200 مشجع لمكابي تل أبيب ممن تسببوا في أعمال شغب في أمستردام “مرتبطون” بالجهاز العسكري الإسرائيلي.
ووفقًا للمعلومات التي اطلعت عليها MEE، فإن مئات المشجعين وصفت بأنهم “مقاتلون ذوو خبرة، منظمون بشكل كبير، وعازمون على إحداث عنف خطير.” وأفادت الشرطة الهولندية أن “أعدادًا كبيرة من مشجعي مكابي كانوا متورطين بشكل فعال في المظاهرات والمواجهات.”
ردود الأفعال والانتقادات الموجهة للقرار
أثار هذا الحظر موجة من الغضب والانتقادات، خاصة من قبل بعض الأطراف السياسية والإعلامية في بريطانيا. اتهمت وزيرة الثقافة ليزا ناندي الشرطة باتخاذ قرار “غير مقبول” و”يفتقر إلى الأسس” وقدمت مزاعم “غير مؤكدة” بأن القرار تأثر بمعاداة السامية. هذه الاتهامات أثارت جدلاً واسعاً حول دوافع القرار الحقيقية.
ومع ذلك، يشير جيلدفورد بوضوح إلى أن القرار كان بحتاً إجراءً أمنياً يعتمد على تقييم المخاطر، وأن سلامة الجمهور كانت هي الأولوية القصوى. التركيز على الأمن الرياضي كان الدافع الرئيسي وراء هذا الإجراء.
سوابق العنف المتعلقة بمشجعي مكابي تل أبيب
لا يقتصر العنف المرتبط بمشجعي مكابي تل أبيب على المباريات التي تقام خارج إسرائيل. ففي 19 أكتوبر الماضي، ألغت السلطات الإسرائيلية في تل أبيب مباراة بين مكابي تل أبيب وهابويل تل أبيب بسبب ما وصفته الشرطة الإسرائيلية بـ”أعمال شغب عنيفة.”
كما ظهرت مقاطع فيديو حديثة، في 29 نوفمبر، تُظهر العشرات من مشجعي مكابي وهم يطلقون الألعاب النارية على مبنى سكني يضم شقة مدير الفريق، زاركو لازيتيتش، وذلك على خلفية النتائج السيئة الأخيرة. ووفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، مثل موقع Ynet، فقد استقال لازيتيتش بعد ذلك، معربًا عن شعوره بالتهديد وعدم الحماية. هذه الأحداث تؤكد الحاجة إلى تعزيز مكافحة الشغب الرياضي.
تطورات سابقة وتصوير الأحداث
في البداية، صوّرت بعض وسائل الإعلام العنف الذي شهدته أمستردام في 2024 بأنه “بوجروم” ضد مشجعي مكابي اليهود. ولكن سرعان ما ظهرت لقطات فيديو أخرى تكشف عن مشجعي مكابي وهم يعتدون على السكان المحليين ويرددون هتافات عنصرية ضد العرب. هذا التناقض في التقارير يضيف المزيد من التعقيد إلى القضية.
الخلاصة والتداعيات المحتملة
في الختام، يمثل حظر مشجعي مكابي تل أبيب قضية معقدة تتشابك فيها اعتبارات الأمنية والسياسية والإعلامية. إن دفاع رئيس شرطة غرب ميدلاندز عن قراره أمام البرلمان البريطاني يؤكد على أهمية تقييم المخاطر الأمنية عند اتخاذ مثل هذه القرارات. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه القضية ستؤثر على مستقبل تنظيم المباريات الرياضية التي يشارك فيها مشجعون من مناطق الصراع. من الضروري إجراء تحقيق شامل وشفاف في كل جوانب القضية، وتجنب إصدار أحكام مسبقة أو استغلالها لأغراض سياسية. دعونا نتابع تطورات هذه القضية الهامة أولاً بأول، مع التركيز على ضمان السلامة في الملاعب.

