قالت وكالة الدفاع المدني في غزة، اليوم السبت، إن حصيلة القتلى جراء الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مدرسة تؤوي فلسطينيين نازحين ارتفعت إلى أكثر من 90 قتيلا، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مركز قيادة للمسلحين.
ولم يتسن لوكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من هذه الحصيلة التي إذا تأكدت فإنها ستكون على ما يبدو أحد أكبر الخسائر الناجمة عن ضربة واحدة خلال عشرة أشهر من الحرب في غزة بين إسرائيل ونشطاء حركة حماس.
وقال المتحدث باسم الوكالة محمود بصل لوكالة فرانس برس “حصيلة القتلى الآن تتراوح بين 90 و100 وهناك عشرات الجرحى. ثلاثة صواريخ إسرائيلية أصابت المدرسة التي تؤوي النازحين الفلسطينيين”.
وقالت هيئة الإعلام الحكومية في قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس إن الغارة أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص.
ومع نزوح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة خلال الحرب التي بدأت بالهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، لجأ كثيرون منهم إلى المباني المدرسية.
ويرفع حادث السبت إلى 14 عدد المدارس التي تعرضت للقصف في غزة منذ السادس من يوليو تموز، مما أسفر عن مقتل أكثر من 280 شخصا، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام أعلنها مسؤولون في القطاع في وقت سابق.
وأظهرت صور بثتها قناة فرانس برس من مكان الحادث مجمعا كبيرا به فناء حيث تناثرت الأنقاض من الداخل والخارج. ويبدو أن جزءا من المبنى كان مسجدا، وقد دمر الطابق العلوي منه جزئيا واحترق.
وأظهرت الصور جثثا مغطاة باللون الأبيض، وبقع دماء على الأرض، ودخانا يتصاعد من الأنقاض.
– “الذخائر الدقيقة” –
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب “مركز قيادة وسيطرة” تابع لحماس “مدمج” في مدرسة التبيان في حي الدرج.
وجاء في بيان “تم اتخاذ خطوات عديدة للتخفيف من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام الذخائر الدقيقة، والمراقبة الجوية، والمعلومات الاستخباراتية”.
وقد وجه الجيش الإسرائيلي مرارا وتكرارا اتهامات مماثلة بعد شن غارات على ملاجئ المدارس. وكانت حماس قد نفت في السابق مزاعم إسرائيلية بأنها تستخدم المدارس والمستشفيات وغيرها من المرافق المدنية لأغراض عسكرية.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي، وهي جماعة مسلحة تقاتل إلى جانب حماس، إن الضربة وقعت “أثناء صلاة الفجر”.
وقال مدير عام مكتب الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة لوكالة فرانس برس إن القصف “أسفر عن أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات، معظمها في حالة خطيرة وحرجة”.
وقالت مصادر إعلامية تابعة لحكومة غزة إن المدرسة كانت تضم نحو 250 شخصا، نصفهم تقريبا من النساء والأطفال.
قالت هيئة الدفاع المدني يوم الخميس إن الغارات الإسرائيلية أصابت مدرستين في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 18 شخصًا. جاء ذلك بعد أن تعرضت مدرستان أخريان للقصف يوم الأحد الماضي في المدينة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا، وفقًا للوكالة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مراكز قيادة تابعة لحماس في كلا الحادثين.
لقد تعهدت إسرائيل بتدمير حماس، وفي يناير/كانون الثاني أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نجح في تفكيك البنية القيادية للحركة في شمال غزة. ولكن الجيش وجد نفسه منذ ذلك الحين عائداً إلى هناك وإلى مناطق أخرى من القطاع لمحاربة المسلحين مرة أخرى.