للمرة الأولى منذ عام 2005، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجانب الشرقي من محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، وكالة الأناضول التقارير.
أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، أن اللواء 401 مدرع التابع له سيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة.
وقال بيان عسكري إن قوات الاحتلال تنفذ “عملية تمشيط” في المناطق التي سيطرت عليها شرق رفح.
وأظهرت لقطات للجيش دبابات إسرائيلية وهي تمر عبر المنطقة ورفع العلم الإسرائيلي على جانب غزة.
وأكد الناطق باسم هيئة المعابر الحدودية الفلسطينية، إغلاق المعبر الحدودي من الجانب الفلسطيني.
أدانت مصر السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ووصفت هذه الخطوة بأنها “تصعيد خطير” يعرض سلامة أكثر من مليون فلسطيني للخطر.
يقرأ: ولا تزال إسرائيل ومصر تتحدثان عن ممر فيلادلفي ورفح
ودعت تل أبيب إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس” والأطراف الدولية للتدخل “لنزع فتيل الأزمة الحالية”.
تعد رفح موطنًا لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني لجأوا إليها هربًا من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
الطريق الاستراتيجي
ممر فيلادلفي، الذي يُطلق عليه أيضًا “محور صلاح الدين”، عبارة عن شريط طويل من الأرض يبلغ طوله 14 كيلومترًا (8.69 ميلًا) تضمنه معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية عام 1979.
وتتولى قوات الأمن المصرية تسيير الدوريات بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.
وبموجب اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979، تم تصنيف ممر فيلادلفي على أنه أرض فلسطينية وصنف على أنه منطقة “د” تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.
وبموجب الاتفاق، لا يجوز لقوات مسلحة مصرية التمركز على المنطقة الحدودية مع فلسطين، وتم تصنيف المنطقة على أنها منطقة “ج” ويسمح بموجبها بوجود قوة من الشرطة المصرية بأسلحة خفيفة.
وحافظت القوات الإسرائيلية على سيطرتها على محور فيلادلفيا حتى أغسطس/آب 2005، عندما انسحبت من المنطقة وسمحت لقوات السلطة الفلسطينية بالسيطرة عليها تحت إشراف مراقبين أوروبيين.
وفي عام 2007، أصبحت المنطقة تحت سيطرة حركة حماس، مما دفع إسرائيل إلى فرض حصار على غزة.
ومع ذلك، لم تعد المنطقة فارغة حيث امتد البناء الحضري الفلسطيني إلى المنطقة التي أصبحت فيها المنازل الفلسطينية أقرب ومتاخمة للسياج المصري باستثناء المناطق المحيطة بمعبر رفح والمنطقة القريبة من الشاطئ.
العلاقات المصرية الإسرائيلية
وقد دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا إلى سيطرة إسرائيل على المنطقة الحدودية بين غزة ومصر، مدعيا أنه بدون السيطرة على ممر فيلادلفي، لن تتمكن إسرائيل من هزيمة حماس في غزة.
يقرأ: البرلمان المصري: اتفاق السلام لا يسمح لإسرائيل بالتحرك داخل محور فيلادلفيا
وحذر المسؤولون المصريون من أن أي سيطرة إسرائيلية على الطريق الاستراتيجي من شأنها أن تعرض العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل للخطر.
وحذر ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، في فبراير/شباط الماضي، من أن “أي تحرك إسرائيلي لاحتلال محور فيلادلفيا سيؤدي إلى تهديد خطير للعلاقات المصرية الإسرائيلية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، في يناير/كانون الثاني، إن القاهرة تسيطر بشكل كامل على حدودها مع غزة.
وأضاف في تصريحات متلفزة، أن “هذه القضايا تحكمها الاتفاقيات الأمنية والقانونية، وأي حديث بهذا الشأن يخضع للتدقيق والرد عليه بمواقف معلنة”، دون مزيد من التوضيح.
إن السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح هي الأحدث في هجوم مميت شنته تل أبيب منذ 7 أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم لحماس أدى إلى مقتل ما يقرب من 1200 شخص.
ومع ذلك، منذ ذلك الحين، تم الكشف عن ذلك من قبل هآرتس أن طائرات الهليكوبتر والدبابات التابعة للجيش الإسرائيلي قتلت في الواقع العديد من الجنود والمدنيين البالغ عددهم 1139 الذين تزعم إسرائيل أنهم قتلوا على يد المقاومة الفلسطينية.
ومنذ ذلك الحين، قُتل ما يقرب من 34,800 فلسطيني في غزة، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وأصيب 78,100 آخرون، وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية.
وبعد سبعة أشهر من الحرب الإسرائيلية، تحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض، مما دفع 85% من سكان القطاع إلى النزوح الداخلي وسط حصار خانق على الغذاء والمياه النظيفة والدواء، وفقا للأمم المتحدة.
وتواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، التي أصدرت، في يناير/كانون الثاني، حكماً مؤقتاً أمرها بوقف أعمال الإبادة الجماعية واتخاذ التدابير اللازمة لضمان تقديم المساعدة الإنسانية للمدنيين في غزة.
رأي: ما سيناريوهات الرد المصري على الهجوم الإسرائيلي على رفح؟