وبينما أثارت الهجمات الإسرائيلية على غزة ردود أفعال من مختلف أنحاء العالم، فإن استخدام “التطرف الخلاق” منذ بداية الهجمات لعب دوراً حاسماً في رفع مستوى الوعي حول محنة سكان غزة.

ووفقا للمعلومات التي جمعتها الأناضول، فإن مفهوم “التطرف الإبداعي” ينطوي على تجاوز حدود التعبير الفني والعمل، وغالبا ما يتضمن أساليب متطرفة واستفزازية.

إن التطرف الإبداعي، الذي كثيرا ما يتبناه الفنانون في أعمالهم، يتجاوز الفن باعتباره مجرد تجربة جمالية، ويرمز إلى فائدته كمحفز للتغيير الاجتماعي والوعي.

في هذا النهج، يهدف الأفراد إلى نقل رسائل تجذب الانتباه وأحيانًا مزعجة من خلال استخدام مواد أو عروض أو مساحات غير تقليدية في أعمالهم.

ورغم حدوث العديد من المحاولات المماثلة عبر التاريخ، فإن التطرف الخلاق في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على غزة كان سبباً في تضخيم الاستجابة العالمية للهجمات الأخيرة بشكل كبير.

رأي: كيف أصبح أسطول الحرية مهمة إنسانية عالمية إلى غزة؟

الأناضول قام بتجميع أمثلة على التطرف الخلاق منذ بداية الهجمات في تسع فئات.

العديد من أعمال الناشطين الإبداعية، بدءًا من الرياضة وفن الشارع إلى وسائل التواصل الاجتماعي والأعمال الأدبية، لاقت صدى عالميًا.

المنشآت الفنية

بعض أبرز الأمثلة على التطرف الإبداعي حدثت من خلال المنشآت الفنية.

تتضمن عادةً العروض العامة التي تحتوي على عناصر مهمة، أحد الأمثلة على ذلك حدث في بغداد، العراق.

وفي إطار الاحتجاج، تم تعليق عارضات أزياء تمثل أطفالاً ملفوفين بأقمشة الدفن على شجرة عيد الميلاد العملاقة في وسط بغداد لتسليط الضوء على الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل في غزة.

وسائل الإعلام الساخرة

قدم الممثل الكوميدي الأيرلندي، تادج هيكي، بعضًا من أبرز الأمثلة على استخدام السخرية لبث الهجمات الإسرائيلية على مستوى العالم.

من خلال العروض الارتجالية ومشاركات الفيديو القصيرة، لعب هيكي دورًا مهمًا في تشجيع جمهوره على التشكيك في وجهات النظر الغربية.

تناولت مقاطع الفيديو الخاصة به، والتي شاهدها الملايين، بشكل ساخر أنشطة إسرائيل الاستيطانية غير القانونية والسياسات المؤيدة لإسرائيل التي تنتهجها الدول الغربية.

زيادة الأداء

ونظمت احتجاجات فنية مختلفة للفت الانتباه إلى المجازر في غزة.

نظمت مظاهرة أمام السفارة الإسرائيلية في مكسيكو سيتي دعما لفلسطين وتضمنت عروضا قدمتها فرق الرقص المكسيكي التقليدي.

النشاط الرقمي

وفي الوقت نفسه، جاء أحد الأمثلة الأكثر تأثيرًا للنشاط الرقمي من المخرج والصحفي الاستقصائي أمجد النور.

اقرأ: قطع خط الإمداد للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، كما تقول جماعة حقوقية

النور، الذي وجد طريقة لتجاوز الرقابة على المنصات الرقمية فيما يتعلق بالمنشورات المتعلقة بفلسطين، عبر عن أسلوبه بتصريح: “ليس لدي مشكلة مع الرقابة لأنني دائما أستخدم تعبيرات مختلفة وأحاول تصوير نفسي على أنني شخص سيء”. رجل. لذلك، أنا دائما أتهرب من الخوارزمية. لا تستطيع الخوارزمية معرفة ما إذا كانت مقاطع الفيديو الخاصة بي ساخرة أم حقيقية.

الأعمال الأدبية والمطبوعة

كما لعبت الأعمال الأدبية والمطبوعة، التي تمثل جزءًا حيويًا من التطرف الإبداعي، دورًا مهمًا خلال هذه الفترة.

وبينما التزمت معظم الدول، وخاصة الغربية منها، الصمت إزاء الهجمات الإسرائيلية على النساء والأطفال، تم طرح ادعاء “عدم كفاية الأدلة” فيما يتعلق بالمجازر.

ورداً على هذه الادعاءات، الأناضول وجمعت الصور التي التقطها المصورون الصحفيون والمصورون، الذين لعبوا دورًا مهمًا منذ بداية الهجمات، في كتاب بعنوان “الدليل” ليكون بمثابة دليل في القانون الدولي.

ويستخدم الكتاب كدليل في التحقيقات ضد إسرائيل، وخاصة في المملكة المتحدة.

الموسيقى والحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية

قدم مشجعو نادي سلتيك لكرة القدم، الذين اتخذوا موقفا قويا تاريخيا ضد الهجمات الإسرائيلية على فلسطين، أحد أبرز الأمثلة على التطرف الإبداعي في الرياضة.

في أيام المباريات، يرتدي مشجعو سلتيك الأوشحة والأعلام والشارات الفلسطينية، للتعبير باستمرار عن دعمهم للشعب الفلسطيني والدعوة إلى وضع حد للقمع.

وفي فئة الموسيقى، أدرجت ممثلة أيرلندا، بامبي ثوغ، وممثلة البرتغال، يولاندا، رسائل دعم لفلسطين في عروضهما النهائية في مسابقة الأغنية الأوروبية 2024 التي أقيمت في مالمو بالسويد.

الكتابة على الجدران وفن الشارع

لعبت صور “الأبطال الفلسطينيين” في شوارع لندن، والتي نظمتها Creative Debuts، وهي منصة تركز على فنانين من مجتمعات مختلفة، دورًا مهمًا في رفع مستوى الوعي حول غزة المحاصرة.

وكرمت المنصة صور ستة صحفيين فلسطينيين (معتز عزايزة، بيسان عودة، هند خضري، دعاء الباز، وليد الدحدوح، وبليستيا العقاد) الذين يعملون في خطر كبير في غزة والأطباء الفلسطينيين من خلال رسمهم على الجدران في بعض مناطق لندن. حيث يسمح الكتابة على الجدران.

الموضة وعالم المشاهير

كما تحظى الاحتجاجات التي نظمتها صناعة الأزياء والمشاهير، كجزء من مبادرات لرفع مستوى الوعي حول غزة، باهتمام عالمي.

لفتت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار، كيت بلانشيت، الاهتمام العالمي في العرض الأول لمهرجان كان السينمائي، بارتدائها فستانًا باللون الأسود والأخضر والأبيض، ألوان العلم الفلسطيني، على السجادة الحمراء.

كما خطفت الممثلة الهندية، كاني كسروتي، الأنظار في مهرجان كان السينمائي في فرنسا وهي ترتدي حقيبة يد من البطيخ، ترمز إلى التضامن مع الفلسطينيين.

محاكمات أو محاكم صورية

وقد ظهرت المحاكمات الصورية مؤخرًا كأحد الأساليب الفعالة في هذه العملية.

قام مركز أبحاث وتطبيقات حقوق الإنسان التابع لجامعة إسطنبول المدنية بمقاضاة إسرائيل في محكمة رمزية أنشئت لجريمة الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة.

اقرأ: الدبابات الإسرائيلية تتقدم إلى وسط رفح رغم الاستنكار العالمي

الرجاء تمكين جافا سكريبت لعرض التعليقات.
شاركها.
Exit mobile version