اليمن يشهد تصعيدًا جديدًا: اتهامات متبادلة وغارات جوية تستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي
يشهد اليمن تصعيدًا خطيرًا في الصراع الدائر، حيث اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، يوم الجمعة، المملكة العربية السعودية بشن غارات جوية على قواته. يأتي هذا الاتهام، الذي نشرته وكالة أسوشيتد برس (AP)، في ظل توترات متزايدة حول السيطرة على مناطق حيوية في جنوب وشرق البلاد، وتحديدًا محافظة حضرموت الغنية بالنفط. هذه التطورات تلقي بظلالها على جهود السلام الهشة في اليمن، وتثير تساؤلات حول مستقبل التحالفات الإقليمية.
تصاعد التوتر: غارات جوية واتهامات متبادلة
وفقًا لتقرير وكالة أسوشيتد برس، لم تصدر الحكومة السعودية حتى الآن أي اعتراف رسمي بالضربات الجوية. ومع ذلك، تأتي هذه الأحداث بعد يوم واحد فقط من دعوة وزارة الخارجية السعودية المجلس الانتقالي الجنوبي للانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة. صرح عمرو العبد، الممثل الخاص للعلاقات الخارجية في المجلس، للوكالة بأن قواتهم في شرق حضرموت واجهت “كمائن متعددة” من مسلحين مجهولين يوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة 12 آخرين، قبل أن تتبع ذلك الغارات الجوية السعودية.
السيطرة على حضرموت والمهرة
في وقت سابق من هذا الشهر، تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من بسط سيطرته على محافظتي حضرموت والمهرة، وهما المحافظتان الأبعد شرقًا في اليمن. أدى هذا التقدم إلى انسحاب القوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة سعوديًا من المنطقة. تعتبر حضرموت ذات أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، حيث تضم احتياطيات تقدر بـ 80% من النفط الخام في اليمن. كانت المحافظة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المدعومة سعوديًا والقبائل المحلية، التي كانت بدورها تحظى بدعم من الرياض.
خلفية الصراع وتطورات الأحداث
يعود هذا التصعيد إلى سياق الحرب الأهلية المستمرة في اليمن منذ عام 2014، والتي بدأت بسيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء وإطاحة الحكومة المدعومة سعوديًا. ظهر المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017، ودعا بشكل متزايد إلى دولة مستقلة في جنوب اليمن، مما أثار مخاوف لدى الحكومة اليمنية والسعودية. على الرغم من انضمام المجلس إلى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بعد مفاوضات في عام 2022، إلا أنه جدد مؤخرًا مطالباته بالانفصال.
الدعم الإقليمي وتأثيره على الوضع
لطالما حظي المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم من الحكومة الإماراتية، التي قامت ببناء عدة قواعد عسكرية ساحلية يديرها المجلس. هذا الدعم الإماراتي عزز من نفوذ المجلس في جنوب اليمن، وأثار توترات مع السعودية، التي تدعم فصائل أخرى في المنطقة. الوضع الحالي يعكس تنافسًا إقليميًا على النفوذ في اليمن، حيث تدعم كل من السعودية والإمارات أطرافًا متنافسة.
ردود الفعل الإقليمية ومستقبل المفاوضات
على الرغم من التوتر في حضرموت، أصدرت الحكومة الإماراتية بيانًا الجمعة ترحيبها بجهود السعودية لتعزيز الاستقرار في المنطقة، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية. هذا البيان يمكن تفسيره على أنه محاولة لتهدئة التوترات وتجنب تصعيد إضافي. ومع ذلك، فإن استمرار المجلس الانتقالي الجنوبي في توسيع سيطرته في المنطقة، وسعيه للحصول على دعم دولي أكبر، بما في ذلك الحديث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يمثل تحديًا إضافيًا لجهود السلام. الأزمة اليمنية تتطلب حلولًا شاملة تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية، وتضمن مشاركة فعالة من القوى الإقليمية والدولية.
المجلس الانتقالي الجنوبي: خطوات نحو الاعتراف الدولي
يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل متزايد إلى تعزيز مكانته على الساحة الدولية. تشمل هذه الجهود إجراء محادثات مع دول مختلفة، بما في ذلك الحديث عن إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما أثار جدلاً واسعًا. يهدف المجلس من خلال هذه الخطوات إلى الحصول على اعتراف دولي بمطالبه، وتعزيز قدرته على التفاوض بشأن مستقبل جنوب اليمن. الوضع السياسي في اليمن معقد للغاية، ويتطلب حوارًا بناءً ومشاركة جميع الأطراف لتحقيق حل مستدام.
في الختام، يمثل التصعيد الأخير في اليمن، والذي يتمثل في اتهامات المجلس الانتقالي الجنوبي للسعودية بشن غارات جوية، تطورًا مقلقًا يهدد بتقويض جهود السلام. يتطلب الوضع الحالي تدخلًا إقليميًا ودوليًا عاجلاً لتهدئة التوترات، وتشجيع الحوار بين الأطراف المتنازعة، والبحث عن حلول سياسية شاملة تضمن الاستقرار والازدهار لليمن وشعبه. تابعوا آخر التطورات حول الحرب في اليمن والجهود المبذولة لحلها.

