دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الأمم المتحدة إلى إعلان شمال قطاع غزة منطقة منكوبة، مع التدخل الفوري لوقف “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتتهم المنظمة الحقوقية إسرائيل بالتورط في عمليات قتل جماعي ممنهجة وتهجير قسري وتجويع متعمد وتدمير البنية التحتية الحيوية في المنطقة.

وقد وثقت المنظمة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في شمال غزة، بما في ذلك بيت لاهيا ومخيم جباليا للاجئين. قُتل أكثر من 80 فلسطينيًا في بيت لاهيا في ليلة واحدة، وقُتل 33 آخرون عندما قصفت القوات الإسرائيلية منازل في جباليا، مما أدى إلى إصابة العشرات وما زال العديد منهم في عداد المفقودين تحت الأنقاض.

وبحسب الأورومتوسطي، فقد تم تنفيذ هذه الهجمات بهدف إبادة من تبقى من السكان الفلسطينيين في المنطقة أو إجبارهم على الفرار.

وقالت المنظمة الحقوقية: “بدون أي مبرر سوى قتل السكان المتبقين وإجبار أي ناجين على الفرار، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صواريخ متعددة لقصف المباني السكنية، مما أدى إلى تدميرها بينما كان مئات المدنيين بداخلها”.

وحذر الأورومتوسطي من أن الوضع أصبح أكثر خطورة، حيث أفادت التقارير أن القوات الإسرائيلية تحاصر المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، وتقصف مرفق الرعاية الصحية وتقطع الكهرباء، مما يترك المرضى والموظفين في حالة من الذعر. وأكد الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، أن القوات الإسرائيلية استهدفت الطوابق العليا للمستشفى، حيث كان يعالج أكثر من 40 مريضًا، العديد منهم في حالة حرجة، إلى جانب الطواقم الطبية.

وزادت الغارات الجوية الإسرائيلية من تفاقم الأزمة الإنسانية من خلال تدمير آبار المياه وخطوط الاتصالات وقصف المستشفيات. ولم تنج مواكب الجنازة وحتى الطاقم الطبي. وأكد الأورومتوسطي أن المساعدات الإنسانية قد تم حظرها منذ أوائل أكتوبر، مما ترك أكثر من 400 ألف فلسطيني في شمال غزة بدون الإمدادات الأساسية ومعرضين لخطر المجاعة.

ويؤكد تقريرها الحاجة الملحة إلى التحرك الدولي. “يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بالوضع في شمال غزة ويعلنه منطقة منكوبة، الأمر الذي يتطلب اتخاذ إجراءات فورية. ويجب الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على المدنيين، والسماح بتوفير المساعدات الطارئة المنقذة للحياة، وإنهاء حملة الإبادة الجماعية العنيفة.

“ويجب على الأمم المتحدة، جنباً إلى جنب مع الدول الفردية والجماعية، أن تتدخل فوراً لإنقاذ مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في شمال غزة؛ منع إسرائيل من ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية للسنة الثانية على التوالي؛ فرض حظر شامل على الأسلحة على دولة الاحتلال؛ ومحاسبة إسرائيل على كافة جرائمها؛ واتخاذ كافة الخطوات اللازمة لحماية المدنيين الفلسطينيين.

اقرأ: الفلسطينيون في شمال غزة “ينتظرون الموت” وسط الهجوم الإسرائيلي: مدير الأونروا

الرجاء تمكين جافا سكريبت لعرض التعليقات.
شاركها.
Exit mobile version