تغييرات في طهران: التحرر الاجتماعي يخفي حملة قمع سياسي

تُظهر شوارع طهران علامات واضحة على التغيير. تسير النساء دون حجاب، ويرتدي الرجال والنساء ملابس غير رسمية، ويتجمعون في المقاهي حيث تُسمع الموسيقى الغربية بهدوء. هذه التغييرات الاجتماعية تتعارض مع القواعد الصارمة التي ميزت الجمهورية الإسلامية لسنوات طويلة.

استراتيجية مزدوجة: التحرر والرقابة

ومع ذلك، خلف هذا الوجه المتحرر، تكشف التقارير عن تصاعد في حملة القمع السياسي. أفاد أربعة ناشطين داخل إيران وكالة رويترز أن السلطات الإيرانية تزيد من حدة القمع السياسي لتخويف المعارضين ومنع الاضطرابات. تم استدعاء أو احتجاز المئات من الصحفيين والمحامين والطلاب والكتاب وناشطي حقوق الإنسان في الأشهر الأخيرة، وفقًا لجماعات حقوقية وناشطين.

تشير التقارير إلى أن استراتيجية السلطات الإيرانية تهدف إلى إرخاء القيود الاجتماعية الظاهرة لتهدئة الرأي العام، مع تشديد الرقابة على المعارضة السياسية. يرى الخبراء أن هذه الاستراتيجية تظهر “إدارة تكتيكية” ولكن مع الحفاظ على الخطوط الحمراء للسلطات.

التحديات التي تواجه إيران

يواجه الحكام الإيرانيون اختبارًا خطيرًا منذ الثورة الإسلامية عام 1979. فقد تسببت الحرب مع إسرائيل في تدمير مواقع عسكرية ونووية إيرانية، وأدى الانهيار الاقتصادي وارتفاع التضخم ونقص الطاقة والمياه إلى تدهور الوضع الداخلي.

تضارب بين الانفتاح والقمع

يتم الترويج لإيران كوجهة سياحية جذابة وآمنة من خلال مقاطع الفيديو المصقولة التي تُظهر جوانب من الحياة اليومية والتراث الثقافي. ومع ذلك، يرى النقاد أن هذه الجهود محاولة لتشتيت الانتباه عن القمع السياسي المتزايد.

تصاعد عمليات الإعدام

ارتفع معدل الإعدام في إيران إلى مستويات لم تُسجل منذ عام 1989. بحلول 21 أكتوبر، كانت السلطات قد نفذت إعدام 1176 شخصًا في عام 2025، بمعدل أربعة إعدامات يوميًا، وفقًا لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. يشير الناشطون إلى أن الضغط يتزايد من خلال التهديدات لأسرهم واعتقال النشطاء والصحفيين والطلاب.

المخاطر المتصاعدة والضغوط الدولية

تجد السلطات الإيرانية نفسها بين نارين: الاحتجاجات الداخلية والمفاوضات النووية المتعثرة مع واشنطن. وقد يؤدي عودة فرض عقوبات الأمم المتحدة في سبتمبر إلى زيادة الضغط على الاقتصاد الإيراني، مما يزيد من عزلة إيران المالية والسياسية.

استراتيجية المرشد الأعلى

يرى ألكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، أن استراتيجية المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي تبدو ذات مسارين: إبقاء الباب الدبلوماسي مفتوحًا لتجنب الحرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، مع إجراء تنازلات محسوبة داخليًا.

استنتاج

بينما تحاول إيران إدارة الأزمة الداخلية والخارجية، يبقى السؤال حول مدى فعالية استراتيجيتها في تهدئة الوضع. بينما تُظهر الشوارع تحررًا اجتماعيًا، يظل القمع السياسي قائمًا، مما يثير مخاوف من تصاعد الاحتجاجات في المستقبل. في ظل هذه التحديات، يبدو أن إيران تسير على حبل مشدود بين الانفتاح والقمع.

شاركها.
Exit mobile version