قُتل فلسطينيان على الأقل في غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة، الأحد، بعد ساعات من إصدار السلطات الإسرائيلية أمر إخلاء جديد في خان يونس، ما أجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار مرة أخرى في ظل ظروف إنسانية صعبة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، بأن الغارات على وسط خانيونس جنوب القطاع، أسفرت عن إصابة عدد آخر من المواطنين.
ويأتي التصعيد العسكري قبل أيام فقط من محادثات وقف إطلاق النار المقترحة يوم الخميس. وحثت الولايات المتحدة ومصر وقطر إسرائيل وحماس على العودة إلى المفاوضات في محاولة لإنهاء الحرب.
وفي وقت سابق الأحد، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن على سكان حي الجلاء شمال خانيونس مغادرة المنطقة على الفور “بسبب العديد من الأعمال الإرهابية، واستغلال المنطقة الإنسانية للنشاط الإرهابي، وإطلاق الصواريخ” تجاه إسرائيل.
وقال الجيش في بيان على موقعه الإلكتروني إن المنطقة أصبحت “منطقة معركة خطيرة”، مضيفا أنه يستعد لشن عملية جديدة ضد نشطاء حماس هناك.
وأضافت أنها دعت السكان عبر الرسائل النصية والصوتية ووسائل التواصل الاجتماعي إلى إخلاء المنطقة على الفور لتجنب وقوع إصابات.
وتعد هذه الدعوة لمغادرة المنطقة هي الأحدث في سلسلة أوامر الإخلاء في خان يونس خلال الأسابيع الماضية بعد أن جدد الجيش الإسرائيلي غاراته على المدينة، التي يزعم أن مسلحين من حماس ينشطون فيها.
وكانت إسرائيل قد أعلنت خان يونس منطقة آمنة، حيث لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين بعد فرارهم من منازلهم من أماكن أخرى في غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن أكثر من 75 ألف شخص نزحوا من جنوب قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية.
وكتب على موقع “إكس” يوم الأحد: “إنهم يتجهون إلى أماكن مكتظة حيث تكتظ الملاجئ بالفعل بالعائلات. وعلى عكس الحروب الأخرى، فإن سكان غزة محاصرون وليس لديهم مكان يذهبون إليه”.
ويأتي أمر الإخلاء الصادر يوم الأحد بعد يوم واحد من مقتل أكثر من 90 شخصا في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي فلسطينيين نازحين في مدينة غزة، وفقا لجهاز الدفاع المدني في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف موقعا قيادياً لحماس والجهاد الإسلامي أقيم في المدرسة، مما أسفر عن مقتل 19 مسلحاً، وهو ما نفته الجماعتان الفلسطينيتان.
وأثار الإضراب الذي وقع يوم السبت موجة من الإدانات، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي جددت الدعوات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، جلسة طارئة بناء على طلب الجزائر لبحث إضراب المدرسة.
قُتل ما يقرب من 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في غزة، بينما أصيب أكثر من 91 ألف آخرين، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع، منذ أن شنت إسرائيل هجومها على القطاع ردًا على هجوم حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر.
وأجبرت الحرب أيضا ما يصل إلى 1.9 مليون فلسطيني في قطاع غزة على النزوح – بعضهم عدة مرات – وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
خلال هجومهم على جنوب إسرائيل، قتل مسلحو حماس ما يقرب من 1200 شخص وأسروا أكثر من 240 آخرين كرهائن.