إسرائيل تتسلم جثمان رهينة من غزة وتواصل جهود استعادة المتبقين

أعلنت إسرائيل يوم الثلاثاء عن استلامها جثمان رهينة كان محتجزًا في قطاع غزة، حيث يخضع الجثمان حاليًا للفحص الجنائي لتحديد هويته. يأتي هذا الإعلان في ظل استمرار جهود إطلاق سراح الرهائن المتبقين، وهي قضية الرهائن في غزة التي تثير قلقًا دوليًا واسعًا. قبل هذه الصفقة الأخيرة، كانت جثامين ثلاثة رهائن آخرين لا تزال محتجزة في غزة، وهم إسرائيليان وتايلاندي.

صفقة تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار

تأتي عملية تسليم الجثمان كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، والذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر. صرح مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل استلمت، عبر الصليب الأحمر، جثمان رهينة سقط”.

تم تسليم الجثمان للجيش والخدمات الأمنية الإسرائيلية داخل قطاع غزة، ثم نقله إلى إسرائيل حيث استُقبل في حفل عسكري. بعد ذلك، نُقل الجثمان إلى المركز الوطني للطب الشرعي في تل أبيب.

شاهد صحفي من وكالة فرانس برس سيارة بيضاء، برفقة مركبات شرطة ودراجات نارية، وهي تدخل بوابات المركز الشرعي. ووقف ضباط الشرطة في صفوف خارج البوابات وقدموا التحية.

تحديد هوية الضحية وإبلاغ العائلة

أكد مكتب نتنياهو أنه “بمجرد اكتمال عملية تحديد الهوية، سيتم إبلاغ العائلة رسميًا”. وأضاف: “لقد تم إطلاع عائلات الرهائن الذين سقطوا وفقًا لذلك، وقلوبنا معهم في هذه الساعة العصيبة”.

وشدد مكتب رئيس الوزراء على أن “جهود إعادة رهائننا مستمرة ولن تتوقف حتى يتم إطلاق سراح آخر رهينة”.

دور الصليب الأحمر وجهود البحث

أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها “سهلت نقل متوفى إلى السلطات الإسرائيلية، وعملت كوسيط محايد”. في الوقت نفسه، أفادت الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي أنها عثرت على جثة رهينة يوم الاثنين خلال عمليات بحث في وسط قطاع غزة.

وذكر مصدر في المجموعة الفلسطينية المسلحة، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الجثة تعود لأحد آخر ثلاثة رهائن. هذه العملية تؤكد على تعقيد عملية البحث عن جثامين الرهائن في ظل الظروف القاسية التي تشهدها غزة.

خلفية الصراع وتداعياته

اندلع الصراع الحالي في السابع من أكتوبر 2023، بهجوم شنته حركة حماس على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1221 شخصًا. خلال الهجوم، أخذ مسلحو حماس 251 شخصًا كرهائن.

وردت إسرائيل بشن هجوم مضاد على غزة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 69775 شخصًا، وفقًا لأرقام وزارة الصحة في القطاع التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

في بداية وقف إطلاق النار، كان المسلحون يحتجزون 20 رهينة على قيد الحياة و28 جثة لرهائن متوفين. تم إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء في وقت مبكر من وقف إطلاق النار، بينما استمرت عملية إعادة جثامين الرهائن المتوفين، حيث ألقت حماس باللوم على صعوبات الوصول إلى الجثث تحت الأنقاض.

في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح ما يقرب من 2000 سجين فلسطيني من سجونها وأعادت جثامين المئات من الفلسطينيين القتلى. هذه التبادلات تبرز أهمية المفاوضات مع حماس في تحقيق تقدم في قضية الرهائن.

الرهائن المتبقون وتصريحات عائلاتهم

قبل تسليم الجثمان يوم الثلاثاء، كانت جثامين ثلاثة رهائن لا تزال في غزة. وهم:

  • درور أور (48 عامًا): قُتل في هجوم السابع من أكتوبر 2023 على منزله في كيبوتس بيري، وتم نقل جثته إلى غزة. كان رئيس طهاة وصانع جبن في مصنع الألبان في الكيبوتس.
  • سودثيساك رينثالاك (43 عامًا): من مقاطعة نونغ خاي في شمال شرق تايلاند. كان يعمل في الزراعة في بيري. قُتل في الهجوم وتم نقل جثته إلى غزة.
  • ران جفيلي (24 عامًا): ضابط في وحدة الشرطة الخاصة “ياسام” في منطقة النقب الجنوبية. كان في إجازة مرضية، لكنه قرر العودة إلى منزله مسلحًا عندما علم بالهجوم. توفي في القتال في كيبوتس العاليم وتم نقل جثته إلى غزة.

وقالت منتدى عائلات الرهائن والمفقودين على منصة X: “درور وران وسودثيساك يجب أن يعودوا. لن نتوقف حتى يعودوا”. وأضافت شقيقة ران، شيرا: “أفتقد أخي بشدة وأريده أن يعود. نحن منهكون. الخوف المستمر من أن هذا لن يحدث أمر متعب”.

هذه التصريحات تعكس الألم والمعاناة التي تعيشها عائلات الرهائن، وتؤكد على أهمية استمرار الجهود لإعادتهم إلى ديارهم.

شاركها.
Exit mobile version