حددت إسرائيل يوم السبت هوية آخر رفات الرهائن الذين أعادهم نشطاء فلسطينيون من قطاع غزة، ولم يتبق سوى خمس جثث أخرى سيتم إعادتها بموجب الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة والتي أوقفت الحرب المستمرة منذ عامين.
وتعرف الجيش الإسرائيلي على الجثة التي تم تسليمها يوم الجمعة على أنها جثة سائق سيارة الإسعاف المتطوع ليئور رديف، الذي قُتل في هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 الذي أدى إلى حرب غزة.
كان الإسرائيلي من أصل أرجنتيني يبلغ من العمر 61 عامًا وقت الهجوم الدموي عبر الحدود وواحدًا من خمسة مدنيين مسلحين قُتلوا أثناء محاولتهم الدفاع عن مجتمعه، كيبوتس نير يتسحاق.
وأكدت السلطات الإسرائيلية وفاته في مايو/أيار 2024، وأدرج اسمه في قائمة تضم 20 من الرهائن الأحياء و28 قتيلا من الرهائن السابقين الذين وافقت حماس على إعادتهم بموجب شروط وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول.
ولا يزال يتعين إعادة خمس جثث أخرى: أربع جثث تم الاستيلاء عليها في هجوم 7 أكتوبر – ثلاثة إسرائيليين وتايلندي واحد – بالإضافة إلى رفات جندي توفي في القتال عام 2014 خلال صراع سابق في غزة.
ورحب منتدى الرهائن والعائلات المفقودة، وهو مجموعة تمثل العائلات الإسرائيلية العالقة في الأزمة، بعودة روديف إلى وطنه.
وجاء في البيان أن “عودة ليئور توفر قدرا من الراحة لعائلة عاشت في حالة من عدم اليقين والشكوك المؤلمة لأكثر من عامين”. “لن نرتاح حتى يتم إعادة آخر رهينة إلى الوطن.”
ومهدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي الطريق أمام تبادل الرهائن والأسرى.
– إزالة الأنقاض –
وسرعان ما أعادت حماس 20 رهينة على قيد الحياة، وأطلقت إسرائيل سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين.
وبموجب الحسابات الصارمة لخطة وقف إطلاق النار، فإن مقابل كل رهينة إسرائيلي يُعاد، سيتم إعادة جثث 15 فلسطينياً مقتولاً.
وعليه، أعلن مركز الناصر الطبي في خان يونس، السبت، عن “وصول جثامين 15 شهيدا من قطاع غزة كانت تحتجزها إسرائيل”، ليرتفع العدد إلى 300.
وقد أعاد الصليب الأحمر جثث الفلسطينيين إلى المستشفى، كما حدث في عمليات النقل السابقة. وقد أُعيدت الرفات الفلسطينية مجهولة الهوية، وأُرسل الكثير منها إلى مقابر جماعية.
واتهمت إسرائيل حماس بالتلكؤ في إعادة جثث الرهائن المتوفين، بينما تقول الحركة الفلسطينية إن العملية بطيئة لأن الكثيرين منهم مدفونون تحت أنقاض غزة.
وطالب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرة أخرى حماس “بالوفاء بالتزاماتها” وإعادة الجثث الخمس الأخيرة.
وأضافت: “لن نتنازل عن هذا الأمر ولن ندخر جهدا حتى نعيد جميع الرهائن المتوفين، كل واحد منهم”.
– أغلبهم مدنيون –
وأدى هجوم حماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى مقتل 1221 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وأدت الحملة الانتقامية التي شنها الجيش الإسرائيلي منذ ذلك الحين إلى مقتل 69169 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في غزة، التي تعمل تحت سلطة حماس.
ولم تحدد الوزارة، التي تعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقة، عدد المقاتلين الذين قتلوا ضمن هذا العدد الإجمالي.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، قُتل 479 جنديًا في الحملة على غزة منذ بدء الهجوم البري في نهاية أكتوبر 2023.

