في تصعيد مميت للعنف، قُتل أكثر من 100 شخص في سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان، وفقًا لمصادر محلية. استهدفت الغارات، التي بدأت في وقت متأخر من الليلة الماضية واستمرت حتى الساعات الأولى من الصباح، مواقع مختلفة في جميع أنحاء جنوب لبنان، بما في ذلك المناطق السكنية والبنية التحتية المرتبطة بحزب الله، وهو لاعب رئيسي في الصراع الدائر.

صرحت قوات الدفاع الإسرائيلية بأن الغارات الجوية جاءت ردا على إطلاق حزب الله للصواريخ، والذي زعمت أنه تكثف في الأيام الأخيرة. وقال المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي: “نحن نتصرف دفاعا عن النفس وسنستمر في استهداف المنشآت العسكرية والمجموعات التي تشكل تهديدا للمدنيين الإسرائيليين”.

لكن مسؤولين لبنانيين أدانوا الضربات واعتبروها انتهاكا لسيادة البلاد. وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي “هذا عمل عدواني واضح يستهدف المدنيين والبنية التحتية الحيوية”، داعيا إلى تدخل دولي لمنع سقوط المزيد من الضحايا.

ولا تزال فرق الإنقاذ تعمل على انتشال الجثث من بين الأنقاض، في حين اكتظت المستشفيات بالجرحى. كما انقطعت الكهرباء عن عدة مناطق في جنوب لبنان، وتعطلت إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية بشكل كبير.

كانت ردود الفعل الدولية سريعة، حيث حثت الأمم المتحدة والقوى الإقليمية على ضبط النفس. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذرا من أن الوضع قد يتفاقم إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا. وفي الوقت نفسه، عقد زعماء جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا لمعالجة الأزمة.

وتأتي هذه الحلقة الأخيرة من العنف في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، والتي تفاقمت بسبب النزاعات الطويلة الأمد حول السيادة الإقليمية، ودور حزب الله في لبنان، والمخاوف الأمنية الإسرائيلية. ويحذر المحللون من أنه في غياب التدخل الدبلوماسي، قد يؤدي الصراع إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.

ومع تطور الوضع، يظل كلا الجانبين متحصنين في مواقعهما، ويتحمل المدنيون العبء الأكبر من الدمار. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى مع توافر المزيد من المعلومات من المناطق المتضررة.

يقرأ: الرئيس الإيراني يحذر من عواقب “لا رجعة فيها” لحرب إقليمية أوسع نطاقا

يرجى تفعيل JavaScript لعرض التعليقات.
شاركها.
Exit mobile version