في أعقاب الهجوم الدامي على القوات الأمريكية في نهاية الأسبوع الماضي، نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية مكثفة ضد أهداف لتنظيم داعش في سوريا، مما أسفر عن مقتل خمسة من عناصر التنظيم، وفقًا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت. وأكدت الأردن مشاركتها في هذه الغارات، في إطار جهود مشتركة لمواجهة خطر الإرهاب المتصاعد. وتأتي هذه التطورات بعد الهجوم الذي وقع في مدينة تدمر الأثرية، والذي أدى إلى مقتل جنديين أمريكيين ومدني أمريكي.

الضربات الأمريكية والأردنية ضد داعش في سوريا

أعلنت القوات الأمريكية أنها استهدفت أكثر من 70 موقعًا لتنظيم داعش في عملية وصفتها إدارة الرئيس ترامب بأنها “انتقام جدي للغاية” للهجوم الذي وقع في 13 ديسمبر. وأكدت واشنطن أن منفذ الهجوم هو مسلح وحيد من تنظيم داعش، وأن الهجوم وقع في منطقة تدمر الأثرية، التي كانت تحت سيطرة الجماعات المتطرفة في السابق.

وتعد هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر من العام الماضي. وذكرت السلطات السورية أن المهاجم كان عنصرًا في قوات الأمن كان من المقرر فصله بسبب “أفكاره المتطرفة الإسلامية”. ولم يتبن تنظيم داعش المسؤولية عن الهجوم حتى الآن.

خسائر داعش في دير الزور وتصعيد الأردن

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بقيادة رامي عبد الرحمن، بمقتل “ما لا يقل عن خمسة عناصر من تنظيم داعش” في محافظة دير الزور الشرقية، بينهم قائد خلية مسؤولة عن الطائرات بدون طيار في المنطقة.

وفي بيان رسمي، أعلنت القوات الجوية الأردنية مشاركتها في العملية “لمنع المنظمات المتطرفة من استغلال هذه المناطق كنقطة انطلاق لتهديد أمن سوريا وجيرانها والمنطقة، خاصة بعد أن أعاد تنظيم داعش تجميع نفسه وإعادة بناء قدراته في جنوب سوريا”. هذا يشير إلى قلق متزايد بشأن إعادة تنظيم داعش في المنطقة.

عملية عسكرية مكثفة في البادية السورية

أكد مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس أن الضربات الأمريكية استهدفت خلايا داعش في الصحراء السورية الشاسعة، بما في ذلك في محافظات حمص ودير الزور والرقة. وأضاف المصدر أن العملية لم تتضمن أي عمليات برية.

وتركزت معظم الأهداف في منطقة جبلية شمال مدينة تدمر، وامتدت باتجاه دير الزور. وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الضربات كانت “مكثفة” واستمرت لمدة خمس ساعات تقريبًا. وأضاف أن الأهداف كانت بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان، ولم يتم الإبلاغ عن أي نزوح للسكان المحليين، ولم يتم إصدار أوامر لقوات الحكومة بالانتشار في المناطق المستهدفة.

تفاصيل الضربات الجوية و ردود الفعل

أصدرت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) بيانًا أكدت فيه أن الولايات المتحدة “استهدفت أكثر من 70 هدفًا في مواقع متعددة في وسط سوريا باستخدام طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر ومدفعية”. وأوضحت CENTCOM أن العملية استخدمت أكثر من 100 ذخيرة دقيقة تستهدف البنية التحتية المعروفة لتنظيم داعش ومواقع الأسلحة.

وفي تصريح مماثل، قال مسؤول أمني سوري، طلب أيضًا عدم الكشف عن هويته، إن “القصف كان مكثفًا”. وأضاف أن “الأهداف كانت بعيدة عن المناطق السكانية”.

وعلى منصة X (تويتر سابقًا)، أكدت وزارة الخارجية السورية التزام البلاد بمكافحة تنظيم داعش، و”ضمان عدم وجود ملاذات آمنة له على الأراضي السورية، وستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضده أينما شكل تهديدًا”. هذا التأكيد يعكس حرص سوريا على استعادة الأمن والاستقرار.

اعتقالات إسرائيلية وتصريحات ترامب

في تطور منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل يوم الأربعاء مشتبهًا به في الانتماء لتنظيم داعش في جنوب سوريا. وذكر الجيش في بيان أنه “أنهى جنود عملية في منطقة رافيد في جنوب سوريا لاعتقال إرهابي مشتبه به تابع لتنظيم داعش”. وأشار البيان إلى أن المشتبه به “تم نقله لمزيد من المعالجة في الأراضي الإسرائيلية”. وقبل ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية (SANA) عن توغل إسرائيلي في محافظة القنيطرة في جنوب سوريا. منذ سقوط نظام الأسد، عززت إسرائيل وجودها العسكري في المنطقة الحدودية مع سوريا.

من جانبه، قال الرئيس ترامب في منشور على شبكته الاجتماعية Truth Social إن الولايات المتحدة “تفرض انتقامًا جديًا للغاية على الإرهابيين القتلة المسؤولين عن الهجوم في تدمر، كما وعدت”.

وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن القوات الأمريكية وحلفائها “نفذوا 10 عمليات في سوريا والعراق منذ الهجوم، مما أسفر عن مقتل أو اعتقال 23 عنصرًا إرهابيًا”، دون تحديد الجماعات التي ينتمون إليها. هذه العمليات تأتي في إطار مكافحة الإرهاب المستمرة في المنطقة.

الخلاصة

تُظهر الضربات الأخيرة ضد تنظيم داعش في سوريا التزامًا قويًا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها بمواجهة خطر الإرهاب. وتشير مشاركة الأردن إلى التعاون الإقليمي المتزايد في هذا الصدد. على الرغم من الهزيمة الإقليمية لتنظيم داعش في عام 2019، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدًا، خاصة في الصحراء السورية الشاسعة. من الضروري مواصلة الجهود العسكرية والأمنية لمنع تنظيم داعش من إعادة تجميع صفوفه وتنفيذ هجمات جديدة. هذه التطورات تتطلب مراقبة دقيقة وتقييمًا مستمرًا للوضع الأمني في سوريا والمنطقة.

شاركها.
Exit mobile version