انتقادات أممية لطريقة إسرائيل في حرب غزة: “غزة دُمرت وحماس لم تُدمر”

أثار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، انتقادات حادة حول طريقة إدارة إسرائيل لحربها على قطاع غزة، مؤكداً أن العملية العسكرية لم تحقق هدفها المعلن وهو تدمير حركة حماس، بينما تسببت في دمار شامل للبنية التحتية وتكبد المدنيين خسائر فادحة. هذا التصريح، الذي أدلى به غوتيريش في مقابلة مع وكالة رويترز يوم الخميس، يمثل تصعيداً في اللهجة تجاه إسرائيل ويثير تساؤلات حول فعالية الاستراتيجية العسكرية المتبعة. حرب غزة أصبحت محوراً دولياً للجدل والانتقادات المتزايدة.

تقييم غوتيريش الحاد للعملية العسكرية

وصف غوتيريش طريقة تنفيذ العملية العسكرية بأنها “معيبة بشكل أساسي”، مشيراً إلى “إهمال تام” فيما يتعلق بحماية المدنيين وتجنب تدمير غزة. وأضاف في حديثه مع رئيسة تحرير رويترز، أليساندرا غالون: “الهدف كان تدمير حماس. غزة دُمرت، لكن حماس لم تُدمر بعد. لذلك هناك شيء خاطئ بشكل أساسي في الطريقة التي يتم بها ذلك.”

التركيز على الخسائر المدنية والبنية التحتية

لم يخفِ غوتيريش قلقه العميق بشأن حجم الدمار الذي لحق بالقطاع، والذي وصفه بأنه “غير مسبوق”. الصور والمشاهد القادمة من غزة، والتي تظهر أحياء كاملة محطمة ومستشفيات خارج الخدمة، تؤكد حجم الكارثة الإنسانية. هذا الدمار الشامل يثير تساؤلات حول التناسب بين القوة المستخدمة والأهداف العسكرية المعلنة، ويضع ضغوطاً متزايدة على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي الإنساني.

فشل تحقيق الهدف المعلن: تدمير حماس

أحد أهم جوانب انتقاد غوتيريش هو فشل إسرائيل في تحقيق هدفها المعلن وهو تدمير حركة حماس. فبعد أشهر من القصف الجوي والعمليات البرية، لا تزال حماس قادرة على مواصلة القتال، بل وتطوير قدراتها العسكرية. هذا الفشل يطرح تساؤلات حول فعالية الاستراتيجية العسكرية المتبعة، ويشير إلى الحاجة إلى إعادة تقييم شاملة للنهج الإسرائيلي. الوضع في غزة يتطلب حلاً سياسياً شاملاً.

ردود الفعل الدولية على تصريحات غوتيريش

أثارت تصريحات غوتيريش ردود فعل متباينة على الصعيد الدولي. ففي حين أيدتها بعض الدول العربية ومنظمات حقوق الإنسان، اعتبرتها إسرائيل “غير مقبولة” و”مضللة”. واتهمت إسرائيل الأمين العام للأمم المتحدة بالتحيز ضدها، ودعت إلى سحب تصريحاته.

الدعم العربي والتأييد الحقوقي

رحبت العديد من الدول العربية بتصريحات غوتيريش، معتبرة أنها تعكس الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في غزة. كما أيدت منظمات حقوق الإنسان انتقادات غوتيريش، مشيرة إلى أن إسرائيل ارتكبت انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني خلال الحرب. هذه المنظمات تدعو إلى تحقيق مستقل في الجرائم المحتملة التي ارتكبت في غزة.

رد فعل إسرائيل والانتقادات الموجهة لغوتيريش

أعربت إسرائيل عن غضبها الشديد من تصريحات غوتيريش، واعتبرتها “إهانة” لجيشها وشعبها. واتهمت الأمين العام للأمم المتحدة بالتحيز ضد إسرائيل، ودعت إلى سحب تصريحاته. كما اتهمت إسرائيل غوتيريش بتجاهل حقيقة أن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وأنها تطلق الصواريخ من المناطق المدنية. الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يحتاج إلى حل عادل ودائم.

تداعيات تصريحات غوتيريش ومستقبل غزة

من المتوقع أن يكون لتصريحات غوتيريش تداعيات كبيرة على مستقبل غزة والصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فقد تزيد هذه التصريحات من الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف الحرب والبدء في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين. كما قد تؤدي إلى زيادة الدعم المالي والإنساني لغزة، وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة.

الضغط الدولي من أجل وقف إطلاق النار

تزايدت الدعوات الدولية إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. العديد من الدول تدعو إلى حل سياسي للصراع، يضمن حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة. هذا الحل يتطلب تنازلات من الطرفين، والتزاماً بالقانون الدولي.

إعادة إعمار غزة والتحديات المستقبلية

حتى بعد وقف إطلاق النار، ستواجه غزة تحديات كبيرة في إعادة الإعمار والتنمية. البنية التحتية المدمرة، والوضع الاقتصادي المتردي، والحصار الإسرائيلي، كلها عوامل تعيق عملية التعافي. إعادة إعمار غزة تتطلب جهوداً دولية مكثفة، والتزاماً طويل الأمد من المجتمع الدولي.

في الختام، يمثل تصريح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، نقطة تحول في التعامل الدولي مع حرب غزة. فقد سلط الضوء على الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية المعلنة، والخسائر الفادحة في الأرواح والبنية التحتية. هذا التصريح يدعو إلى إعادة تقييم شاملة للاستراتيجية العسكرية المتبعة، والتركيز على الحلول السياسية التي تضمن حقوق الفلسطينيين وتحقيق السلام الدائم في المنطقة. ندعو القراء إلى متابعة آخر التطورات حول الوضع في غزة، والمشاركة في الحوار حول إيجاد حل عادل وشامل لهذا الصراع.

شاركها.
Exit mobile version