قال مسؤولون اليوم الثلاثاء إن أربعة باكستانيين على الأقل قتلوا وأصيب 30 آخرون في إطلاق نار بالقرب من مسجد شيعي في العاصمة العمانية مسقط، وهو هجوم نادر في السلطنة الخليجية المستقرة.

يشكل الشيعة أقلية صغيرة من سكان عُمان المسلمين الذين يشكلون أغلبية ساحقة من السكان. ويتبع أغلب العمانيين المذهب السني أو الإباضي.

ويأتي هجوم المسجد يوم الاثنين، الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن، في الوقت الذي يحيي فيه الشيعة هذا الأسبوع ذكرى عاشوراء، وهو يوم حداد سنوي يحيي ذكرى مقتل الإمام الحسين في معركة القرن السابع، والذي يعتبره الشيعة الخليفة الشرعي للنبي محمد.

قالت الشرطة في بيان لها إن “شرطة عمان السلطانية استجابت لحادث إطلاق نار وقع في محيط مسجد بمنطقة الوادي الكبير” بالعاصمة.

وأعلنت القوة أن حصيلة أولية أشارت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة “عدة” آخرين.

وقالت وزارة الخارجية في إسلام آباد إن أربعة باكستانيين قتلوا وإن السلطات العمانية “حيدت” المسلحين.

وقالت في بيان “استشهد أربعة باكستانيين نتيجة إطلاق النار في الهجوم الإرهابي الجبان على مسجد علي بن أبي طالب”.

وأضافت أن “30 باكستانيا آخرين يتلقون العلاج في المستشفيات”، مشيرة إلى أن “حكومة عمان نجحت في تحييد المهاجمين”.

وقام السفير الباكستاني عمران علي بزيارة بعض الجرحى في المستشفى، حسبما نشرت السفارة على موقع التواصل الاجتماعي X.

وفي رسالة مصورة، حث علي السكان الباكستانيين على التعاون مع السلطات العمانية وتجنب المنطقة المحيطة بالمسجد الذي تعرض للقصف.

وقال علي “لقد زرت ثلاثة أو أربعة مستشفيات، وبفضل الله كل المصابين بخير”.

وأضاف “نحن على اتصال بالسلطات العمانية وكذلك المستشفيات. وضباطنا على أهبة الاستعداد للتبرع بالدم في حالات الطوارئ في السفارة”، مشيرا إلى أنه تم إنشاء خط ساخن لمساعدة الجرحى وأقاربهم.

وأصدرت السفارة الأميركية في مسقط تنبيها أمنيا عقب إطلاق النار وألغت جميع مواعيد التأشيرات الثلاثاء.

ونشرت السفارة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلة: “يجب على المواطنين الأميركيين أن يظلوا يقظين، ومراقبة الأخبار المحلية، واتباع توجيهات السلطات المحلية”.

وأظهرت لقطات فيديو، تحققت منها وكالة فرانس برس، أشخاصا يفرون من مسجد الإمام علي، وكانت مئذنته مرئية، بينما سمع دوي طلقات نارية.

ويُسمع صوت يقول “يا الله” ويردّد “يا حسين”.

– جاري التحقيق –

وقالت الشرطة إنه “تم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية اللازمة للتعامل مع الوضع” عقب الهجوم.

وأضافت الشرطة على موقعها الإلكتروني أن “السلطات تواصل جمع الأدلة وإجراء التحقيقات لكشف ملابسات الحادث”.

وأفاد مصور وكالة فرانس برس أن المنطقة أغلقت الثلاثاء، ولم يتمكن الصحافيون من الوصول إلى المسجد.

يبلغ عدد سكان سلطنة عمان أكثر من أربعة ملايين نسمة، أكثر من 40% منهم من العمال الوافدين، معظمهم من جنوب آسيا، بحسب أرقام حكومية.

ولعبت السلطنة مرارا وتكرارا دور الوسيط في الصراعات الإقليمية، وخاصة الحرب في اليمن بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دوليا والتي تدعمها المملكة العربية السعودية.

ورغم أن عدة هجمات على مساجد شيعية هزت منطقة الخليج في السنوات الأخيرة، فإن هجوم الثلاثاء يعد الأول من نوعه في سلطنة عمان.

أدى هجوم انتحاري على مسجد شيعي في الكويت عام 2015 إلى مقتل 27 مصليًا على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين. وأعلن المتطرفون السنة من تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتهم عن الهجوم.

وفي العام نفسه، شهدت المملكة العربية السعودية هجومين على مساجد شيعية في غضون أسبوع واحد. وأسفر الهجومان عن مقتل 25 شخصا على الأقل، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يعتبر الشيعة زنادقة، مسؤوليته عن الهجومين.

في عام 2005، أطلق مدرس سابق النار داخل مبنى حكومي في مسقط، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة العديد من الآخرين، قبل أن يطلق النار على نفسه.

شاركها.