قالت الشرطة العمانية اليوم الثلاثاء إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب عدد آخر في إطلاق نار بالقرب من مسجد شيعي في العاصمة مسقط.

ويعد إطلاق النار حدثا نادرا في السلطنة المستقرة، والتي تضم أغلبية مسلمة، بما في ذلك أقلية صغيرة من الشيعة.

قالت الشرطة في بيان لها إن “شرطة عمان السلطانية استجابت لحادث إطلاق نار وقع في محيط أحد المساجد بمنطقة الوادي الكبير”.

وأعلنت القوات أن حصيلة أولية أشارت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة “عدة آخرين” في المسجد الواقع شرقي مسقط.

ويوجد باكستانيون بين الجرحى، لكن الأعداد لم تتأكد بعد، بحسب سفارة إسلام آباد في عُمان.

زار سفير باكستان لدى سلطنة عمان عمران علي بعض الجرحى في المستشفى، حسبما نشرت السفارة على منصة التواصل الاجتماعي X.

وفي رسالة فيديو نشرت على موقع X، حث الباكستانيين في عمان على التعاون مع السلطات المحلية وتجنب المنطقة التي وقع فيها إطلاق النار.

وأصدرت السفارة الأميركية في مسقط تنبيها أمنيا عقب إطلاق النار وألغت جميع مواعيد التأشيرات الثلاثاء.

وكتبت السفارة على منصة التواصل الاجتماعي X: “يجب على المواطنين الأميركيين أن يظلوا يقظين، ومراقبة الأخبار المحلية، واتباع توجيهات السلطات المحلية”.

وأظهرت لقطات فيديو، تحققت منها وكالة فرانس برس، أشخاصا يفرون بالقرب من مسجد الإمام علي، وكانت مئذنته مرئية، بينما سمع دوي إطلاق نار.

ويُسمع صوت يقول “يا الله” ويكرر “يا حسين”، في إشارة إلى الإمام الذي يعتبره الشيعة الخليفة الشرعي للنبي محمد.

– عاشوراء –

ويحيي الشيعة هذا الأسبوع ذكرى عاشوراء، وهو يوم حداد سنوي يحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين في ساحة المعركة في القرن السابع الميلادي.

وقالت الشرطة إنه “تم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية اللازمة للتعامل مع الوضع” عقب الهجوم.

وأضافت الشرطة على موقعها الإلكتروني أن “السلطات تواصل جمع الأدلة وإجراء التحقيقات لكشف ملابسات الحادث”.

ولا تزال المنطقة مغلقة حتى وقت لاحق من يوم الثلاثاء، ولم يتمكن الصحافيون من الوصول إلى المسجد، بحسب مصور وكالة فرانس برس هناك.

يبلغ عدد سكان سلطنة عمان أكثر من أربعة ملايين نسمة، وأكثر من 40% منهم من العمال الوافدين، بحسب إحصاءات حكومية.

ولعبت السلطنة بانتظام دور الوسيط في الصراعات الإقليمية، وخاصة الصراع في اليمن بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دوليا والتي تدعمها المملكة العربية السعودية.

ورغم أن العديد من الهجمات على المساجد هزت منطقة الخليج العربي في السنوات الأخيرة، فإن الحادث الذي وقع يوم الثلاثاء يعد غير مسبوق بالنسبة لسلطنة عمان.

أدى هجوم انتحاري على مسجد شيعي في الكويت عام 2015 إلى مقتل 27 مصليًا على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.

وفي العام نفسه، شهدت المملكة العربية السعودية هجومين على مساجد شيعية في غضون أسبوع واحد. وأسفرت العمليتان اللتان وقعتا في مايو/أيار عن مقتل 25 شخصا على الأقل، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يعتبر الشيعة زنادقة، مسؤوليته عنهما.

وفي عام 2005، أطلق مدرس سابق النار داخل مبنى حكومي في العاصمة العمانية، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة عدة أشخاص آخرين، قبل أن يطلق النار على نفسه، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية في ذلك الوقت.

شاركها.