قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إن الوضع في السودان يتدهور، مشيرا إلى “ستة أشهر من البؤس” في منطقة دارفور.

وفي تقريره الأخير عن الوضع في دارفور خلال الفترة من فبراير/شباط إلى يوليو/تموز، قال خان لمجلس الأمن الدولي إن “ستة أشهر من البؤس، وستة أشهر من العذاب، وستة أشهر رهيبة بالنسبة لشعب دارفور”.

وبينما وصف التقرير الوضع في دارفور بأنه “مأساة إنسانية عميقة”، قال خان إنه شدد على أن هناك المزيد من التدهور خلال الأشهر الستة الماضية مع تزايد التقارير عن عمليات الاغتصاب والجرائم ضد الأطفال والمدنيين الضعفاء.

وقال “إنني أعطي الأولوية للادعاءات المتعلقة بهذه الأنواع من الجرائم التي أثرت تاريخيا في السودان وفي العالم الأوسع بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر ضعفا، والأكثر ضعفا على الإطلاق، من سكاننا”.

ووصفت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية دارفور بأنها “مكان قاتم للغاية”، وقالت إنه على الرغم من ذلك هناك “بعض التقدم” في التقرير وأن المحكمة الجنائية الدولية “تجري تحقيقات” مع أولئك الذين “يساعدون ويحرضون” المسؤولين عن الصراع الدائر في دارفور.

وأضاف “آمل أن أتمكن بحلول تقريري المقبل من الإعلان عن طلبات إصدار أوامر اعتقال بحق هؤلاء أو بعض هؤلاء الأفراد الذين يتحملون القدر الأكبر من المسؤولية عما نراه في الوقت الراهن”.

وأشار خان إلى أن مكتبه يواصل البحث عن “حلول وليس جدالات”، وقال: “المحكمة الجنائية الدولية ليست مكانا للمحادثات”.

وأضاف أن “المحكمة الجنائية الدولية لم تكن ولن تكون أبدا الحل السحري لحل الأزمات المختلفة في العالم”، وحث خان على تقديم مزيد من الدعم من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لجهود المحكمة الدولية.

وقال إن المحكمة الجنائية الدولية “تتطلب، وهي تستحق، في رأيي المحترم، الدعم الفعال من المجلس. وربما يحتاج المجلس، إذا سمحت لي أن أكون جريئا، إلى النظر في طرق مبتكرة وخلاقة لوقف هذه الدورة من العنف من الاستمرار”.

وأكد خان أن هناك “شبه منحرف للفوضى في ذلك الجزء من القارة”، وحذر من “الوصول إلى نقطة تحول، وكتلة حرجة يتم فيها إطلاق العنان لصندوق باندورا من المصالح العرقية والدينية والطائفية والتجارية”.

وأشار إلى ضرورة “تعميق التعاون” بين أطراف الصراع في السودان، وأعرب عن قلقه العميق بشأن سلامة شعب دارفور.

اندلعت الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، بسبب خلافات حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وقد تسبب الصراع في أزمة إنسانية مدمرة، وأسفر القتال عن مقتل ما يقرب من 16 ألف شخص. كما أسفر الصراع عن أكبر أزمة نزوح هذا العام، حيث فر 6.1 مليون سوداني إلى مناطق أخرى داخل البلاد و1.5 مليون شخص يبحثون عن الأمان في الخارج. في حين حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أمس من أن ظروف المجاعة قد تأكدت في أجزاء من دارفور من خلال أحدث تقرير لتقييم الأمن الغذائي.

اقرأ: منظمة الأغذية والزراعة العالمية تقول إن المجاعة استشرت في إقليم دارفور بالسودان

شاركها.