أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) شريكًا صامتًا في حياتنا اليومية، ويتزايد الاعتماد عليه في مختلف المهام. ومع ذلك، فإن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات. يتناول هذا المقال أربعة عادات أساسية لحماية بياناتك الشخصية أثناء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بناءً على خبرة متخصص يعمل في جوجل.

تتزايد شعبية نماذج الذكاء الاصطناعي بسرعة، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من سير العمل اليومي للكثيرين. يستخدمها الأفراد في البحث المتعمق، وتدوين الملاحظات، والبرمجة، والبحث عبر الإنترنت. ومع ذلك، يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة المتعلقة بخصوصية البيانات، خاصةً مع تزايد التهديدات السيبرانية واستغلال البيانات من قبل جهات غير مصرح بها.

حماية الخصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي

من الضروري التعامل مع الذكاء الاصطناعي بحذر، مع الأخذ في الاعتبار أن المعلومات التي تتم مشاركتها قد لا تكون آمنة تمامًا. غالبًا ما يميل المستخدمون إلى مشاركة معلومات شخصية مع نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل عفوي، كما لو كانوا يتحدثون مع صديق مقرب. ومع ذلك، يجب تذكر أن هذه المعلومات قد تُستخدم لتدريب النماذج المستقبلية أو قد تتعرض للاختراق.

وفقًا لخبراء الأمن السيبراني، يجب تجنب مشاركة التفاصيل الحساسة مثل معلومات بطاقات الائتمان، وأرقام الضمان الاجتماعي، والعناوين المنزلية، والسجلات الطبية الشخصية مع روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. قد يؤدي ذلك إلى ما يُعرف بـ “تسرب التدريب”، حيث يتم حفظ المعلومات الشخصية وإعادة إنتاجها في استجابات أخرى. بالإضافة إلى ذلك، هناك دائمًا خطر اختراق البيانات، مما قد يعرض المعلومات المشتركة للخطر.

التصرف بحذر كما لو كانت رسالة بريدية عامة

يُنصح بالتعامل مع روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي كما لو كانت رسالة بريدية عامة. أي معلومات لا ترغب في أن يراها أي شخص، يجب عدم مشاركتها مع هذه الأدوات. هذا الاحتياط ضروري لحماية خصوصيتك ومنع إساءة استخدام بياناتك.

التمييز بين بيئات الذكاء الاصطناعي المختلفة

من المهم التمييز بين أدوات الذكاء الاصطناعي العامة وتلك المخصصة للاستخدام المؤسسي. غالبًا ما تُستخدم المحادثات في الأدوات العامة لتدريب النماذج، مما يزيد من خطر تسرب البيانات. في المقابل، توفر الشركات نماذج “مؤسسية” لا تُستخدم لتدريب النماذج، مما يجعلها أكثر أمانًا للمحادثات المتعلقة بالعمل والمشاريع السرية.

يجب على موظفي الشركات توخي الحذر الشديد عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي العامة، خاصةً عند مناقشة مشاريع غير معلنة أو معلومات حساسة. يُفضل استخدام النماذج المؤسسية حتى للمهام البسيطة مثل تحرير رسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بالعمل. هذا يضمن حماية البيانات السرية ويقلل من خطر التسرب.

حذف سجل المحادثات بانتظام

تحتفظ معظم روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بسجل للمحادثات. يُنصح بحذف هذا السجل بانتظام، سواء في النماذج العامة أو المؤسسية، كإجراء احترازي لحماية خصوصيتك. حتى إذا كنت واثقًا من أنك لا تشارك معلومات حساسة، فإن حذف السجل يقلل من خطر اختراق حسابك أو إساءة استخدام بياناتك.

في بعض الحالات، قد تحتفظ الأدوات بسجلات غير متوقعة. على سبيل المثال، قد تتذكر أداة الذكاء الاصطناعي عنوانك حتى لو لم تتذكر مشاركته بشكل مباشر، إذا كنت قد استخدمته في سياق آخر. لذلك، يُفضل استخدام وضع “خاص” أو “مؤقت” (مثل ميزة “الدردشة المؤقتة” في ChatGPT و Gemini) عند البحث عن معلومات لا ترغب في أن يتم تخزينها.

اختيار أدوات الذكاء الاصطناعي الموثوقة

من الأفضل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المعروفة والتي لديها سياسات خصوصية واضحة وإجراءات أمنية قوية. تشمل الخيارات الموثوقة منتجات جوجل، و ChatGPT من OpenAI، و Claude من Anthropic. قبل استخدام أي أداة، يجب مراجعة سياسة الخصوصية الخاصة بها وفهم كيفية استخدام بياناتك. ابحث عن خيارات لتعطيل استخدام محادثاتك لتدريب النموذج.

تتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة، ومن المتوقع أن تزداد أهمية حماية الخصوصية في المستقبل. يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية بياناتهم الشخصية. من المرجح أن تشهد الفترة القادمة المزيد من اللوائح والقوانين المتعلقة بخصوصية البيانات في مجال الذكاء الاصطناعي، مما سيتطلب من الشركات والمستخدمين على حد سواء الالتزام بمعايير أعلى للأمن والخصوصية.

شاركها.
Exit mobile version