إذا كنت تشعر بزيادة في حجم العمل في عام 2025، فأنت لست الوحيد. كشف استطلاع جديد لشركة EY شمل 15 ألف عامل أن ما يقرب من ثلثي الموظفين يعتقدون أن حجم عملهم قد زاد في الأشهر الـ 12 الماضية. على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي ليس السبب المباشر، إلا أنه يلعب دورًا كبيرًا في هذه الزيادة في عبء العمل، مثل معظم اتجاهات مكان العمل اليوم.
أظهر الاستطلاع أن الضغوط الاقتصادية المتزايدة تدفع الشركات إلى تبني نهج “إنجاز المزيد بأقل”، مما يعني أن عددًا أقل من الأشخاص يتعاملون مع المزيد من المهام. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعقيد الأدوار يزداد مع تحول المؤسسات إلى نماذج تعتمد على المهارات، مما يتطلب من الموظفين التعلم المستمر مع إدارة مسؤولياتهم الحالية.
تزايد عبء العمل وتأثير الذكاء الاصطناعي
وفقًا لكيم بيلتر، رئيس قسم الاستشارات العالمية للموارد البشرية في EY، فإن البحث لا يظهر أن الذكاء الاصطناعي يزيد بالفعل من حجم العمل. بدلاً من ذلك، فإن القلق الأكبر يتعلق بالمخاوف بشأن تآكل المهارات، ونقص التدريب، وعدم اليقين بشأن كيفية تأثير التكنولوجيا على الأدوار الوظيفية. هذا المزيج من الضغط وعدم اليقين والخوف من التخلف قد ترك الكثيرين يشعرون بالإرهاق.
يعد التدريب نقطة خلاف رئيسية، حيث غالبًا ما يُتوقع من الموظفين تطوير مهارات جديدة مع الاستمرار في تقديم نتائج في مسؤولياتهم الحالية. تشير نتائج EY إلى أن الشركات قد تفوت فرصة تحقيق 40٪ من مكاسب الإنتاجية المحتملة من الذكاء الاصطناعي بسبب عدم وجود استراتيجية صحيحة.
“مفارقة الإنتاجية” والذكاء الاصطناعي
مجرد استخدام الأشخاص للذكاء الاصطناعي لا يجعلهم أكثر إنتاجية، وهي ظاهرة تعرف باسم “مفارقة الإنتاجية”. أظهر استطلاع EY أن 88٪ من المستجيبين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في العمل، ومع ذلك، يقتصر استخدامهم في الغالب على التطبيقات الأساسية مثل البحث وتلخيص المستندات. قد توفر هذه التطبيقات بضع ساعات هنا وهناك، لكنها لن تغير طريقة إنجاز العمل أو أداء الأعمال.
فقط 5٪ من المستجيبين مؤهلون كمستخدمين متقدمين يدمجون أدوات متعددة ويستخرجون قيمة أكبر من الذكاء الاصطناعي من خلال استخدامه كشريك في التفكير بدلاً من مجرد أداة بسيطة. يشير هذا إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار في تدريب الموظفين على الاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي.
“النفايات الذكية” وتأثيرها على سير العمل
كما ذكرت التقارير مؤخرًا، يعبر العديد من العاملين في الولايات المتحدة عن إحباطهم بسبب التدفق المتزايد من المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي والذي يزدحم بسير عملهم – وهو ما يطلق عليه البعض “النفايات الذكية”. قد تبدو هذه النفايات منظمة وغنية بالمعلومات واحترافية، ولكنها تفتقر إلى الجوهر، مما يترك الشخص الذي يتلقاها مع المزيد من العمل لفرز “النفايات”.
التركيز على الجانب الإنساني من تبني الذكاء الاصطناعي
تؤكد بيلتر على أن معالجة تحديات حجم العمل وموازنة مفارقة الإنتاجية يتطلب التركيز على الجانب الإنساني من تبني الذكاء الاصطناعي. إن تحقيق ميزة الذكاء الاصطناعي “مرتبط ارتباطًا وثيقًا” بأساس المواهب. حددت EY خمسة مجالات رئيسية، والتي أطلقت عليها اسم “ميزة المواهب”، والتي تقول إن الشركات يجب أن تجمعها مع استثماراتها في أدوات الذكاء الاصطناعي: التميز في تبني الذكاء الاصطناعي، والتعلم، وصحة المواهب، وثقافة المؤسسة، وهياكل المكافآت.
الاستثمار في التكنولوجيا وحده غير كافٍ. يتطلب عصر الذكاء الاصطناعي القدرة على بناء أسس بشرية قوية وتكنولوجيا متقدمة بطريقة متزامنة ومتكاملة لإطلاق تحول ذي معنى في القوى العاملة. الذكاء الاصطناعي، في نهاية المطاف، هو أداة، ونجاحه يعتمد على كيفية استخدامها وتكاملها مع المهارات البشرية.
من المتوقع أن تستمر المناقشات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على حجم العمل في التطور مع استمرار الشركات في تبني هذه التقنيات. سيكون من المهم مراقبة كيفية استجابة الشركات لتحديات التدريب، وكيفية معالجتها لمخاوف الموظفين، وكيفية قياسها لفعالية استثمارات الذكاء الاصطناعي. من المرجح أن يتم نشر تحديثات إضافية حول هذا الموضوع في الربع الأول من عام 2026، مع التركيز على البيانات الجديدة والاتجاهات الناشئة في مكان العمل.

