في خضم تراجع أسواق العملات الرقمية، يرى المحلل المالي إريك جاكسون، مؤسس شركة EMJ Capital، فرصة استثمارية واعدة. على الرغم من التشاؤم السائد، يعتقد جاكسون أن هذا الانخفاض يمثل نقطة دخول مثالية للاستثمار في البيتكوين والإيثيريوم، معتبراً أن قيمتهما الحقيقية قد تصل إلى مستويات غير مسبوقة.

اشتهر جاكسون بمراهناته الناجحة على أسهم شركات التكنولوجيا المتعثرة، حيث ساهم في تحقيق مكاسب كبيرة لشركة Opendoor Technologies بعد الإعلان عن حصة كبيرة في يونيو الماضي. وقد حظي بدعم من مجتمع المستثمرين الأفراد الذين يشاركونه رؤيته المتفائلة.

توقعات جريئة لسعر البيتكوين والإيثيريوم

أعرب جاكسون عن ثقته الكبيرة في مستقبل البيتكوين والإيثيريوم عبر منصة X (تويتر سابقاً)، مؤكداً أنه لم يكن يوماً أكثر تفاؤلاً بشأن العملتين الرقميتين. ويرتكز تحليله على المنفعة العالية التي يراها لكلا الرمزين، خاصةً مع التطورات المتسارعة في سوق الذكاء الاصطناعي.

وفقاً لتصريحاته، إذا تم اعتماد البيتكوين حتى جزئياً كاحتياطي عالمي ووسيلة لتسوية المعاملات بين الدول، فإن قيمته النهائية لن تقتصر على 200 ألف دولار أو 500 ألف دولار أو حتى مليون دولار. بل قد تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات لكل وحدة.

الإيثيريوم: أكثر من مجرد شبكة عملات رقمية

أضاف جاكسون أن الإيثيريوم تطور ليصبح أكثر من مجرد شبكة للعملات الرقمية، حيث أصبح البنية التحتية الرقمية الأساسية التي تدعم الابتكارات الرئيسية في مجالات التكنولوجيا والمال، بما في ذلك وكلاء الذكاء الاصطناعي. ويرى أن هذا التكامل مع الذكاء الاصطناعي يمثل نقطة تحول حاسمة.

يتوقع جاكسون أن يصل سعر البيتكوين إلى 50 مليون دولار والإيثيريوم إلى 1.5 مليون دولار بحلول عام 2041. ويؤكد أن العملات الرقمية تشهد تقاطعاً تاريخياً مع الذكاء الاصطناعي والعديد من الجوانب سريعة النمو في النظام المالي العالمي، بما في ذلك التمويل المؤسسي وشبكات الدفع العالمية. ويصف هذا التطور بأنه “ترقية على نطاق حضاري”.

توقعاته الجريئة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط المالية. وقد انتقد المستثمر الشهير جيم تشانوس، المعروف بمراهناته الناجحة ضد شركة Enron، هذه التوقعات، معتبراً أنها مبالغ فيها.

تساءل تشانوس في رد على منشور جاكسون: “هل تعتقد أن البيتكوين سينمو بمعدل سنوي مركب يبلغ حوالي 50٪ ويكون قيمته أكثر من 1 كوادريليون دولار في عام 2041، أي 5 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي العالمي في ذلك الوقت؟!”. وقد أعرب تشانوس مؤخراً عن انتقاده للعملات الرقمية، وخاصةً الإقبال على شركة Strategy، وهي شركة خزينة البيتكوين التي أسسها مايكل سايلور.

تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العملات الرقمية

يشير المحللون إلى أن تصريحات جاكسون تعكس تزايد الاهتمام بتأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العملات الرقمية. فقد أدى التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي إلى ظهور تطبيقات جديدة للعملات الرقمية، مثل العقود الذكية والتمويل اللامركزي (DeFi). كما أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحسين كفاءة وأمن شبكات البلوك تشين.

الاستثمار في العملات الرقمية ينطوي على مخاطر كبيرة، بما في ذلك تقلبات الأسعار والاحتيال المحتمل. يجب على المستثمرين إجراء أبحاثهم الخاصة وتقييم مدى تحملهم للمخاطر قبل اتخاذ أي قرار استثماري. كما أن التنظيمات الحكومية المتعلقة بالعملات الرقمية لا تزال قيد التطوير في العديد من البلدان، مما يزيد من حالة عدم اليقين.

من المتوقع أن يستمر الجدل حول مستقبل البيتكوين والإيثيريوم في ظل التطورات المتسارعة في سوق العملات الرقمية والذكاء الاصطناعي. سيكون من المهم مراقبة التطورات التنظيمية، واعتماد المؤسسات، والابتكارات التكنولوجية لتقييم المسار المستقبلي لهذه الأصول الرقمية. من المرجح أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من التقلبات في الأسعار، حيث يحاول المستثمرون تقييم المخاطر والفرص المتاحة.

شاركها.
Exit mobile version