تعرضت رحلة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز، رقمها 869، إلى تأخيرات كبيرة وهبوط اضطراري في مطار سان فرانسيسكو الدولي (SFO) بسبب رائحة حريق. وقد أثار هذا الحادث، الذي وقع يوم الأربعاء، حالة من الذعر بين الركاب، بما في ذلك الشاب فينسنت قوه، وهو موظف في دار نشر كانتونية في منطقة خليج سان فرانسيسكو، والذي كان في طريقه إلى هونغ كونغ في مهمة عمل. وقد شارك قوه تجربته المروعة مع موقع Business Insider، مسلطًا الضوء على لحظات الخوف والارتباك التي مر بها هو وزملاؤه المسافرون أثناء الهبوط الاضطراري.
تفاصيل حادثة الهبوط الاضطراري في سان فرانسيسكو
بدأت المشكلة قبل الإقلاع، حيث تأخرت الرحلة بالفعل لمدة ساعة، قبل أن يتم تأجيلها مرة أخرى بسبب وزن الطائرة الزائد. وأفادت الشركة بأنها اضطرت إلى تفريغ بعض الأمتعة لتخفيف الوزن. بعد الإقلاع بوقت قصير، لاحظ قوه دخانًا كثيفًا يتصاعد من جانب الطائرة أثناء النظر من النافذة. “كان المشهد جنونيًا”، كما وصف. فور رؤية الدخان، أزال سماعات الأذن وبدأ في الاستماع إلى تعليمات طاقم الطائرة.
أعلن الطيار عن وجود مشكلة تتعلق بالدخان وأن الطائرة ستعود إلى SFO. وتصاعدت حالة القلق بين الركاب، حيث سمع أحدهم يتساءل باللغة الصينية عن مصيرهم. في هذه اللحظات الحرجة، أرسل قوه رسالة إلى صديقته في سان فرانسيسكو، يطلب منها الاتصال بعائلته في حالة حدوث أي طارئ، مشيرًا إلى أنه نادرًا ما يتواصل معهم. وشعر قوه بالخوف الشديد، خاصة وأنه كان يجلس بالقرب من خزان الوقود.
العودة إلى المطار والتعامل مع التأخير
هبطت الطائرة بسلام في مطار سان فرانسيسكو، لكن الركاب نهوا عن الوقوف من قبل الطيار. وبعد النزول من الطائرة، واجه قوه صعوبة في العثور على مكتب معلومات لشركة يونايتد إيرلاينز، واضطر إلى التجول في المطار لمدة ساعة قبل أن يصل إلى صالة كبار الزوار للحصول على إجابات. وقد تلقت الشركة تعويضًا بسيطًا عبارة عن قسيمة وجبة بقيمة 15 دولارًا، وهو مبلغ غير كافٍ لتناول وجبة جيدة في مطار سان فرانسيسكو، كما أشار قوه.
قرر قوه الاستفادة من القسيمة لشراء وجبة خفيفة، وبعد إضافة كأس من النبيذ الأحمر وصلت تكلفة الوجبة إلى 35 دولارًا. ويستمر قوه في الانتظار في المطار منذ ثلاث ساعات، مع استمرار تأجيل رحلته التالية. على الرغم من أنه ليس في عجلة من أمره بسبب طبيعة رحلته غير العاجلة، إلا أنه يدرك أن التأخير قد يكون له تأثير كبير على الرحلات الأخرى ذات الجداول الزمنية الضيقة.
تحقيق في سبب الحادث وتأثيره على السفر الجوي
أكدت شركة يونايتد إيرلاينز في بيان لها أن الرحلة، التي كانت تقل 336 راكبًا و 15 من طاقم العمل على متن طائرة بوينج 777، عادت إلى سان فرانسيسكو للتحقيق في “رائحة مطاط محترق” في المقصورة. وتخضع الحادثة لتحقيق من قبل السلطات المختصة لتحديد السبب الدقيق للرائحة ومصدرها، وللتأكد من عدم وجود أي مخاطر أخرى كامنة. هذا الحادث يثير مخاوف بشأن صيانة الطائرات وإجراءات السلامة المتبعة، ويدعو إلى مراجعة شاملة للبروتوكولات الحالية.
تأتي هذه الحادثة في وقت يشهد فيه قطاع الطيران العالمي ضغوطًا متزايدة بسبب ارتفاع الطلب على السفر، ونقص الموظفين، وتعقيدات سلسلة التوريد. وتؤثر هذه العوامل على جودة الخدمة المقدمة للركاب، ويزيد من احتمالية وقوع حوادث مشابهة. بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن يؤدي هذا الحادث إلى زيادة التدقيق في إجراءات السلامة من قبل الجهات التنظيمية، وقد يتطلب من شركات الطيران الاستثمار في صيانة أفضل وتدريب أكثر شمولية لفنيي الصيانة.
من المتوقع أن تتوفر المزيد من التفاصيل حول سبب الحادث خلال الأيام القليلة القادمة، بعد الانتهاء من التحقيقات الجارية. وينبغي على المسافرين مراقبة تحديثات شركة يونايتد إيرلاينز والسلطات المختصة، والاستعداد لاحتمالية حدوث مزيد من التأخيرات أو الاضطرابات في حركة الطيران. ويجب على المسافرين أيضًا التأكد من الحصول على تأمين سفر شامل يغطي الحالات الطارئة مثل التأخير والإلغاء والهبوط الاضطراري.

