واجهت شركة iRobot، الشركة المصنعة لروبوتات التنظيف الشهيرة Roomba، تحديات كبيرة أدت إلى إعلان إفلاسها بموجب الفصل 11 من قانون الإفلاس الأمريكي في ديسمبر الماضي. الآن، وبعد فترة وجيزة، سيتم الاستحواذ على الشركة من قبل شركة Picea Robotics الصينية، وهي الشركة المصنعة الرئيسية لـ iRobot. يؤكد مؤسس iRobot، كولين أنجل، أن أحد أهم الدروس المستفادة من هذه التجربة هو عدم التقليل أبدًا من شأن المنافسين، وخاصةً الشركات الصينية الصاعدة في سوق الروبوتات.
صعود المنافسة الصينية في سوق الروبوتات
أعلنت iRobot عن إفلاسها بعد سنوات من الريادة في سوق الروبوتات المنزلية. تأسست الشركة عام 1990 على يد كولين أنجل وهيلين جرينر ورودني بروكس، وهم علماء روبوتات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وسعت إلى تحويل رؤية “جعل الروبوتات العملية حقيقة” إلى واقع ملموس. أطلقت iRobot روبوت التنظيف Roomba في عام 2002، مما أحدث ثورة في مجال الروبوتات الاستهلاكية وأنشأ فئة جديدة تمامًا.
لكن، وفقًا لكولين أنجل، شهدت السنوات الأخيرة تحولاً جذريًا في هذا السوق بسبب دخول منافسين جدد من الصين، مثل Roborock. بدأت هذه الشركات في تقويض هيمنة iRobot تدريجيًا منذ عام 2018. وتشمل الشركات الصينية الأخرى المنافسة Dreame و Ecovacs و Shar.
مزايا المنافسين الصينيين
يرى أنجل أن الشركات الصينية تمتعت بميزة تنافسية كبيرة، حيث كان لديها “سوق محمية لاختبار قدراتها وتطوير منتجاتها”. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الحكومة الصينية دعمًا مباشرًا للشركات المصنعة المحلية، مما ساهم في خفض تكاليف الإنتاج وزيادة القدرة التنافسية.
وتشير تقارير إلى أن الحكومة الصينية قدمت إعانات لشراء الروبوتات بمتوسط معدل يبلغ حوالي 17.5٪ من تكلفة المعدات، وفقًا لمراجعة الروبوتات الآسيوية. هذا الدعم المالي سمح للشركات الصينية بتقديم أسعار أكثر جاذبية للمستهلكين.
تحديات iRobot وتأثيرها على الإفلاس
لم يقتصر التحدي على المنافسة السعرية فحسب. أقر أنجل بأن iRobot تأخرت في بعض الجوانب التقنية، مثل تقنية المسح المبلل. فقد لم يحقق منتج Scuba، روبوت المسح الخاص بـ iRobot، النجاح المتوقع.
في محاولة للتغلب على هذه التحديات، سعت iRobot إلى إبرام صفقة مع Amazon للاستحواذ عليها مقابل 1.4 مليار دولار. لكن الصفقة فشلت بسبب مراجعة مضادة للاحتكار من قبل لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية والهيئات التنظيمية الأوروبية.
وأوضحت لجنة التجارة الفيدرالية أن تحقيقها ركز على قدرة Amazon وحافزها لتفضيل منتجاتها الخاصة والإضرار بالمنافسين، بالإضافة إلى الآثار المحتملة على الابتكار وحواجز الدخول وخصوصية المستهلك. وخلصت اللجنة إلى وجود مخاوف كبيرة بشأن الآثار التنافسية للصفقة.
واعتبر أنجل أن قرار منع الصفقة كان بمثابة “هجوم على الابتكار الأمريكي”. وقال إن التحقيق كان يجب أن يستغرق أسابيع قليلة فقط، لكنه استمر لمدة عام ونصف، مما أثر سلبًا على قدرة iRobot على العمل وتطوير منتجات جديدة. ويعتبر أن هذا الأمر قد يكون بمثابة “تحذير” لمستقبل التصنيع الأمريكي.
الاستحواذ الصيني والآثار المستقبلية
الآن، مع الاستحواذ الوشيك لشركة Picea Robotics الصينية على iRobot، يثير ذلك تساؤلات حول مستقبل الشركة ومستقبل سوق الروبوتات المنزلية. من المتوقع أن تستفيد Picea Robotics من خبرة iRobot في مجال البحث والتطوير والتسويق، بينما ستتمكن iRobot من الوصول إلى قاعدة عملاء أوسع في الصين.
ومع ذلك، يظل هناك بعض المخاوف بشأن تأثير الاستحواذ على الابتكار وحماية البيانات. من المهم مراقبة كيفية تعامل Picea Robotics مع هذه القضايا في المستقبل. كما يجب متابعة التطورات التنظيمية المتعلقة بصفقات الاستحواذ في قطاع التكنولوجيا، وخاصةً تلك التي تشمل شركات صينية.
من المرجح أن يشهد سوق الروبوتات المنزلية مزيدًا من المنافسة في السنوات القادمة، مع دخول المزيد من الشركات الصينية إلى هذا السوق. سيكون من المهم بالنسبة للمستهلكين أن يكونوا على دراية بالخيارات المتاحة لهم وأن يختاروا المنتجات التي تلبي احتياجاتهم وميزانيتهم. كما يجب على الشركات الأمريكية أن تتبنى استراتيجيات جديدة للحفاظ على قدرتها التنافسية في هذا السوق المتنامي، بما في ذلك الاستثمار في البحث والتطوير والتعاون مع الشركات الأخرى.
الخطوة التالية المتوقعة هي إتمام عملية الاستحواذ رسميًا، ومن ثم تحديد الخطط المستقبلية لـ iRobot تحت قيادة Picea Robotics. سيكون من المهم مراقبة التغييرات في استراتيجية الشركة ومنتجاتها، بالإضافة إلى تأثير الاستحواذ على المنافسة في السوق.

