قد يكون الإحراج أداة مفيدة ومحفزة، وفقًا لستيوارت باترفيلد، الشريك المؤسس لشركة سلاك. باترفيلد، الذي قاد سلاك من عام 2009 إلى 2023 كمدير تنفيذي، يرى أن النقد الذاتي والبناء يمكن أن يدفعا نحو التحسين المستمر في بيئة العمل، وهو مفهوم يتبناه العديد من القادة الناجحين. هذه المقالة تستكشف فلسفته حول القيادة النقدية وكيف أثرت على نجاح سلاك.
في مقابلة سابقة عام 2014، وصف باترفيلد المنتج الأولي لسلاك بأنه “فظيع”. وقد أدى هذا التصريح إلى رد فعل من الموظفين، حيث قاموا بنشر ملصقات حول المكتب تتضمن هذا الاقتباس. ومع ذلك، يصر باترفيلد على أنه كان يقصد من ذلك تحفيز الفريق على السعي الدائم نحو التميز.
أهمية النقد البناء في القيادة
أكد باترفيلد على أنه يجب على القادة أن يشعروا بالإحراج من أي منتج أو خدمة يقدمونها للجمهور إذا لم تكن على أعلى مستوى. لا يتعلق الأمر بالتقليل من شأن العمل، بل بإلهام الرغبة الدائمة في التحسين. ويرى أن القادة يمكنهم أن يفخروا بجوانب معينة من عملهم، لكن بشكل عام، يجب أن يروا فرصًا لا حدود لها للتطوير.
مبادئ التحسين المستمر
استند باترفيلد في فلسفته إلى مبادئ راسخة في عالم الأعمال، مثل مبدأ “كاizen” الذي تتبعه شركة تويوتا. يشجع هذا المبدأ على إجراء تحسينات صغيرة ومستمرة في جميع جوانب العمل، مما يؤدي إلى زيادة الجودة والكفاءة وتقليل الهدر. وفقًا لمجلة تويوتا في المملكة المتحدة، فإن الكايزن يضمن “أقصى قدر من الجودة، والقضاء على الهدر، والتحسينات في الكفاءة”.
التعلم من الأخطاء
بالإضافة إلى ذلك، أشار باترفيلد إلى مثال راي داليو، مؤسس شركة بريدجووتر، المستثمر الملياردير. يقول باترفيلد إن مدرب التزلج الخاص بداليو ذكر أنه كان “يستمتع بأخطائه” ويرى فيها “ألغازًا صغيرة، وعندما تحلها، تحصل على جوهرة”. هذا يعكس أهمية النظر إلى الأخطاء كفرص للتعلم والنمو.
تختلف طرق القادة في ممارسة النقد، ولكن العديد من الشركات الناجحة تتبنى أساليب مماثلة. على سبيل المثال، قال كبير المسؤولين التقنيين في Netflix إن الشركة تستخدم “ملاحظات مستمرة وفي الوقت المناسب وصريحة”. هذا يدل على أن التواصل المفتوح والصادق هو عنصر أساسي في ثقافة التحسين.
أشارت سوزان لي، المديرة المالية لشركة Meta، إلى أن مارك زوكربيرج قد حسّن قدرته على تقديم الملاحظات على مر السنين، وأصبحت الآن “على مستوى عالمي”. وهذا يوضح أن مهارات القيادة، بما في ذلك القدرة على النقد البناء، يمكن تطويرها وتحسينها باستمرار.
يرى باترفيلد أن “محاولة أن تكون ناقدًا” و “محاولة إيجاد تحسينات” يمكن أن تكون أدوات مفيدة، على الرغم من أنها قد لا تكون مناسبة دائمًا لكل شخص. ومع ذلك، يعتقد أن معظم الناس يمكن تحفيزهم من خلال النقد المباشر إذا تم تقديمه بطريقة بناءة.
تجدر الإشارة إلى أن باترفيلد قاد سلاك لتصبح واحدة من أكثر منصات المراسلة في مكان العمل شعبية في العالم، قبل بيعها لشركة Salesforce مقابل 27.7 مليار دولار. وهذا يؤكد أن فلسفته في القيادة النقدية قد ساهمت بشكل كبير في نجاح الشركة.
تعتبر ثقافة النقد البناء جزءًا لا يتجزأ من عملية التطوير والابتكار في أي مؤسسة. إن تشجيع الموظفين على التعبير عن آرائهم وملاحظاتهم، حتى لو كانت سلبية، يمكن أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في الأداء والنتائج. كما أن القدرة على تقبل النقد والتعلم منه هي سمة أساسية للقادة الناجحين.
في المستقبل، من المتوقع أن تستمر الشركات في التركيز على تطوير ثقافة النقد البناء كجزء من استراتيجياتها لتحسين الأداء وتعزيز الابتكار. ومع ذلك، من المهم أن يتم تقديم النقد بطريقة مدروسة وحساسة، مع التركيز على الحلول والتحسينات بدلاً من مجرد إلقاء اللوم. سيكون من المثير للاهتمام مراقبة كيفية تطور هذه الممارسات في السنوات القادمة، وما إذا كانت ستؤدي إلى نتائج إيجابية ملموسة.
الكلمات المفتاحية ذات الصلة: ثقافة الشركات، تطوير الموظفين، بيئة العمل، التحسين المستمر، النقد الذاتي.

