تتصاعد المخاطر في سوق السيارات الطائرة، أو ما يُعرف بتقنية الإقلاع والهبوط الكهربائي العمودي (EVTOL)، على الرغم من الاهتمام الكبير الذي حظيت به من قبل المستثمرين الأفراد. تشير تحليلات حديثة من جولدمان ساكس إلى أن التقييمات المرتفعة لبعض الشركات في هذا المجال قد تكون مبالغًا فيها، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه الصناعة الواعدة. التركيز في هذا المقال سيكون على أسهم السيارات الطائرة وتقييمات جولدمان ساكس.
شهدت أسهم شركات مثل Archer و Joby Aviation إقبالاً ملحوظاً من المتداولين الأفراد، الذين راهنوا على أن هذه التقنية ستحدث ثورة في وسائل النقل. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الاهتمام، يرى جولدمان ساكس أن هذه الأسهم قد تكون متقلبة للغاية وغير مدعومة بشكل كافٍ. تأتي هذه التحذيرات في وقت يشهد فيه قطاع الطيران الكهربائي تطورات متسارعة، ولكنه لا يزال يواجه تحديات كبيرة.
تقييمات جولدمان ساكس لأسهم السيارات الطائرة
أصدر جولدمان ساكس تقريرًا حديثًا يتضمن تقييمًا لعدد من الشركات العاملة في مجال EVTOL. خلص التقرير إلى أن المشاركة الكبيرة للمستثمرين الأفراد تعد من العوامل الرئيسية التي تدفع التقلبات في أسعار هذه الأسهم. وأشار التقرير إلى أن نسبة مشاركة المستثمرين الأفراد في أسهم JOBY و ACHR تزيد على ضعف النسبة في مؤشر S&P 500.
على الرغم من أداء سهم Joby الجيد هذا العام، حيث ارتفع بنسبة 70٪، إلا أن جولدمان ساكس يتبنى موقفًا أكثر سلبية تجاه الشركة مقارنة بنظيراتها. وقد أطلق البنك توصية “بيع” للسهم، معتبرًا أن نموذج أعمال الشركة، الذي يركز على تقديم حلول متكاملة (الشركة المصنعة، والمورد، والمشغل)، سيواجه عقبات تنظيمية كبيرة ويتطلب استثمارات ضخمة.
بينما يرى المحلل أن شركة Joby هي الأقدم في المجال ولديها أكبر عدد من ساعات الطيران وتقدم في الحصول على الشهادات، إلا أنه يرى أن التحديات التشغيلية والتنظيمية قد تعيق نموها.
أداء الشركات الأخرى في قطاع EVTOL
يُعد سهم BETA Technologies هو الوحيد الذي حصل على توصية “شراء” من جولدمان ساكس، حيث يرى البنك أن الشركة تتمتع بأفضل وضع في القطاع، خاصة بعد الانخفاض الأخير في سعر السهم. وتعزو جولدمان ساكس هذا التقييم إلى قرار الشركة ببيع كل من المحركات وأجهزة الشحن.
أما بالنسبة لشركتي Archer و Eve Holdings، فقد حصلتا على توصية “محايد”، حيث يرى جولدمان ساكس أن شركة Eve متخلفة بشكل ملحوظ عن منافسيها. وفيما يتعلق بشركة Archer، فقد أشاد البنك بسرعة وتيرة تطورها، لكنه أكد على ضرورة التعامل معها بحذر. تشير التحليلات إلى أن عدم التكامل الرأسي لشركة Archer يعني انخفاضًا في الأرباح المحتملة بعد البيع.
على الرغم من تصنيفات البنوك، لا يزال المتداولون الأفراد يفضلون الأسهم الخاصة بـ Archer على Joby، وفقًا لبيانات Stocktwits. يشير ذلك إلى وجود اختلاف في وجهات النظر بين المحللين الماليين والمستثمرين الأفراد حول مستقبل الشركات العاملة في هذا المجال.
من الجدير بالذكر أن قطاع السيارات الكهربائية بشكل عام، بما في ذلك السيارات الطائرة، يشهد اهتماماً متزايداً من المستثمرين، لكنه يواجه أيضًا تحديات تتعلق بالبنية التحتية والتنظيم والقبول العام. تعتبر تقنية EVTOL جزءًا من مستقبل التنقل المستدام، لكنها لا تزال في مراحلها الأولى من التطوير.
مستقبل سوق السيارات الطائرة
يشهد سوق السيارات الطائرة تطورات سريعة، مع استمرار الشركات في اختبار وتطوير نماذج جديدة. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات التي يجب التغلب عليها قبل أن تصبح هذه التقنية حقيقة واقعة على نطاق واسع. من بين هذه العقبات الحصول على الموافقات التنظيمية، وتطوير بنية تحتية مناسبة، والتغلب على المخاوف المتعلقة بالسلامة والأمان.
من المتوقع أن يشهد هذا القطاع المزيد من التقلبات والتقييمات المتغيرة في الأشهر والسنوات المقبلة. ويتوقع مراقبون أن تزداد حدة المنافسة بين الشركات العاملة في هذا المجال، حيث تسعى كل منها إلى الحصول على حصة أكبر في السوق. من المهم متابعة التطورات التنظيمية والتقدم التكنولوجي ومستويات الاستثمار لقياس مدى جدية هذه الشركات في تحقيق رؤيتها.
ستشكل الأشهر القادمة نقطة تحول حاسمة في قطاع السيارات الطائرة، حيث من المقرر أن تتخذ الهيئات التنظيمية قرارات مهمة بشأن شهادات السلامة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تقوم الشركات بالإعلان عن شراكات استراتيجية جديدة وإطلاق برامج تجريبية لتوسيع نطاق خدماتها. ستكون هذه التطورات حاسمة في تحديد مستقبل هذا القطاع الواعد وتنفيذ مفهوم التنقل الجوي الحضري.
يبقى مستقبل السيارات الطائرة غير مؤكدًا، ولكن مع استمرار الابتكار والاستثمار، قد نشهد قريبًا تحولًا جذريًا في طريقة تنقلنا في المدن.

