تعتبر مهارة التواصل الفعال، وخاصةً عبر البريد الإلكتروني، أمرًا بالغ الأهمية في عالم الأعمال، وخاصةً في مجال رأس المال الاستثماري. وقد كشف هاري ستيبينغز، مؤسس شركة 20VC للاستثمار الجريء، عن استراتيجيته في الحصول على مقابلات مع شخصيات بارزة مثل مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة Salesforce، مؤكدًا على أهمية الإصرار والتواصل المستمر. هذه الاستراتيجية في التواصل الفعال يمكن أن تفيد رواد الأعمال والمحترفين على حد سواء.
أوضح ستيبينغز أنه أرسل 53 رسالة بريد إلكتروني إلى بينيوف على مدار عام واحد قبل أن يحصل على موافقته لإجراء مقابلة معه في برنامجه البودكاست. وقد شارك ستيبينغز تفاصيل هذه الاستراتيجية خلال حلقة من برنامج “Biography” مع ووتر تيونيسن في 12 نوفمبر، مؤكدًا أن هذه المهارة يمكن تعلمها وتطويرها.
أهمية التواصل الفعال في الحصول على فرص
وفقًا لستيبينغز، تبدأ عملية التواصل الناجحة بصياغة سطر موضوع واضح ومباشر لا يوحي بالحاجة أو التوسل. يجب أن يتجنب المرسل العبارات التقليدية والمملة مثل “آمل أن تكون بخير”، والتركيز بدلاً من ذلك على تحديد الهدف من الرسالة بشكل مباشر بعد التحية.
عناصر الرسالة الإلكترونية الناجحة
بعد التحية، يجب على المرسل تقديم نبذة موجزة عن نفسه وعن الغرض من التواصل، مع إبراز القيمة التي يمكن أن يحصل عليها المستلم. يقول ستيبينغز: “يجب أن تذكر عدد المشتركين أو المتابعين لديك، وأن تذكر أسماء الضيوف السابقين الذين استضفتهم.”
من المهم أيضًا تحديد الوقت المطلوب من المستلم بشكل واضح ومحدد. بالإضافة إلى ذلك، يفضل إضافة لمسة شخصية إلى الرسالة، مثل الإشارة إلى اهتمامات المستلم أو إنجازاته الأخيرة. في حالة بينيوف، قام ستيبينغز بتجربة خيارات مختلفة، بما في ذلك عرض إهدائه زجاجة من مشروبه المفضل أو الإشارة إلى منزله الريفي أو نتائج Salesforce المالية.
في عصر الذكاء الاصطناعي، يمكن استخدام نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) للحصول على معلومات إضافية حول المستلم، مما يساعد على تخصيص الرسالة وإظهار الاهتمام الحقيقي. يؤكد ستيبينغز على أهمية المتابعة السريعة إذا كان هناك لقاء سابق بين المرسل والمستلم، مشيرًا إلى أن ذلك يدل على الجدية والاهتمام.
يُذكر أن ستيبينغز استضاف في برنامجه البودكاست شخصيات بارزة أخرى مثل سكوتر براون وبيل أكمان وسام ألتمان. ويؤمن بأهمية المبادرة وخلق فرص جديدة من خلال التواصل المستمر.
ويبدو أن بينيوف نفسه كان على علم بالجهود الكبيرة التي بذلها ستيبينغز. فقد نشر على منصة X بعد صدور مقابلتهما، مشيدًا بقيمة الإصرار والمثابرة. وكتب: “أرسل لي هاري حوالي 100 رسالة نصية وبريد إلكتروني قبل أن أوافق على الظهور في برنامجه. الإصرار يؤتي ثماره يا هاري.”
تأثير الإصرار في عالم الأعمال
تُظهر قصة ستيبينغز وبينيوف أهمية الإصرار في تحقيق الأهداف المهنية. ففي عالم الأعمال التنافسي، قد يتطلب الأمر جهودًا متواصلة ومثابرة للحصول على فرص جديدة أو بناء علاقات قوية. التواصل لا يقتصر على إرسال رسالة واحدة، بل يتطلب متابعة مستمرة وتكيفًا مع الظروف.
بالإضافة إلى ذلك، تسلط هذه القصة الضوء على أهمية بناء شبكة علاقات قوية. فكلما زادت شبكة علاقاتك، زادت فرصك في الحصول على الدعم والمساعدة من الآخرين. بناء العلاقات يتطلب وقتًا وجهدًا، ولكنه استثمار مجدٍ على المدى الطويل.
في الختام، من المتوقع أن يستمر رواد الأعمال والمحترفون في تبني استراتيجيات التواصل الفعال التي يروج لها ستيبينغز. ومع ذلك، يجب أن نراقب كيف ستتطور هذه الاستراتيجيات مع ظهور تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي. من المهم أيضًا أن نلاحظ ما إذا كانت هذه الاستراتيجيات ستكون فعالة في مختلف الصناعات والثقافات. يبقى التحدي هو إيجاد التوازن بين الإصرار والتواصل المحترم، وتجنب إزعاج المستلمين المحتملين.

