يشهد سوق المال اهتمامًا متزايدًا بتحليلات المحللين الماليين، خاصةً بعد توقعات البعض الصحيحة لأزمة الرهن العقاري الأمريكية في الماضي. ثلاثة من هؤلاء المحللين، وهم داني موسى، وفيني دانيال، وبورتر كولينز، يتوقعون الآن تطورًا اقتصاديًا كبيرًا بحلول عام 2026، يتعلق بضعف سعر الدولار الأمريكي وتأثيره على الأسواق العالمية.

هؤلاء المحللون، الذين اشتهروا خلال أزمة الرهن العقاري من خلال عملهم في شركة FrontPoint Partners، يشاركون الآن رؤاهم من خلال بودكاست ومدونة بعنوان “What Are We Doing?”. وقد كشفوا مؤخرًا عن توقعاتهم المشتركة بشأن التطورات الاقتصادية الكلية المتوقعة في عام 2026، والتي تركز بشكل أساسي على الضغوط المتزايدة على الدولار الأمريكي.

توقعات بتراجع قيمة الدولار الأمريكي

على الرغم من الأداء القوي لسوق الأسهم في عام 2025، مدفوعًا بشكل كبير بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي – وهو المجال الذي أعرب موسى عن بعض الشكوك بشأنه – يتبنى الثلاثة نظرة حذرة إلى حد ما مع اقتراب العام الجديد. يرى المحللون أن هناك تحولًا اقتصاديًا بطيئًا يؤثر على مكانة الدولار.

أكد داني موسى أنه إذا طُلب منه التعبير عن رؤيته الاقتصادية الكلية لعام 2026 من خلال صفقة واحدة، فستكون المراهنة على الذهب. ويعتبر الذهب حجر الزاوية في استراتيجيته الاستثمارية لعدة سنوات. ويعتقد أن الذهب سيستمر في النمو حتى بعد أدائه القوي في الفترة الأخيرة، مع تراجع مكانة الدولار كعملة احتياط عالمية.

وأضاف موسى أنه لا يرى أي عوامل حالية يمكن أن تعيق مسار الذهب الصعودي. ويرى أن الذهب هو المؤشر الرئيسي للاستقرار الاقتصادي الكلي، بما في ذلك حالة الدولار الأمريكي. ويشير إلى أن ضعف الدولار الأمريكي غالبًا ما يتزامن مع ارتفاع أسعار الذهب.

توقعات بنمو الأسواق الناشئة

فينسنت دانيال، المؤسس المشارك لشركة Seawolf Capital للاستثمار، يرى أيضًا استمرار اتجاه انخفاض قيمة العملة في عام 2026. وأوضح أن هذا الاتجاه قد يستمر، وإن كان بوتيرة أبطأ، مع تفوق أداء الأسواق الناشئة على مؤشر S&P 500.

يرى دانيال إمكانات نمو كبيرة في الأسواق الناشئة، وخاصة في الصين والبرازيل. وأشار إلى أن العديد من الحكومات الموالية للأعمال قد تولت السلطة في أمريكا اللاتينية مؤخرًا، وأن البرازيل تتمتع بأسعار فائدة مرتفعة وعائدات حقيقية جذابة، بالإضافة إلى أسهم مقومة بأسعار مغرية. هذه العوامل تجعل البرازيل وجهة استثمارية واعدة.

بورتر كولينز، مدير المحافظ في Seawolf Capital، تردد في البداية في تحديد صفقة واحدة عالية الثقة لعام 2026. ومع ذلك، مثل موسى، أشار إلى الانخفاض المستمر في قيمة الدولار الأمريكي، معتقدًا أنه سيفقد قيمته مقابل المعادن الثمينة، وخاصة الذهب.

ومع ذلك، أضاف كولينز أن أسعار الذهب تبدو مبالغًا فيها، ولا يستبعد حدوث تراجع في أوائل عام 2026. ويرى أن هناك حاجة إلى الحذر في تقييم المخاطر المحتملة.

تأثيرات محتملة على الاقتصاد العالمي

تعتبر توقعات هؤلاء المحللين بمثابة تحذير للمستثمرين وصناع السياسات. فإذا استمر الدولار الأمريكي في الانخفاض، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة التضخم، وتقلبات في أسعار الأصول، وتغييرات في تدفقات رأس المال العالمية. الاستثمار في الذهب قد يصبح ملاذًا آمنًا في ظل هذه الظروف.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي ضعف الدولار إلى تعزيز الاقتصادات الناشئة، حيث تصبح صادراتها أكثر تنافسية. ومع ذلك، قد تواجه هذه الاقتصادات أيضًا تحديات، مثل ارتفاع تكلفة الديون المقومة بالدولار. الأسواق الناشئة قد تشهد تقلبات كبيرة.

من المهم ملاحظة أن هذه التوقعات تعتمد على مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، والتي يمكن أن تتغير بشكل غير متوقع.

في الختام، يتوقع هؤلاء المحللون حدوث تحول كبير في المشهد الاقتصادي العالمي بحلول عام 2026، مع تراجع قيمة الدولار الأمريكي وارتفاع أسعار الذهب. سيكون من المهم مراقبة هذه التطورات عن كثب، وتقييم تأثيرها على محافظ الاستثمار والاستراتيجيات الاقتصادية. الخطوة التالية ستكون متابعة البيانات الاقتصادية وتقارير البنوك المركزية لتقييم مدى صحة هذه التوقعات، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر والشكوك المحتملة.

شاركها.
Exit mobile version