أعطت السلطات في ولاية أريزونا الأمريكية شركة تسلا الضوء الأخضر لتشغيل خدمة سيارات الأجرة عند الطلب، مما يمثل خطوة مهمة نحو التوسع في خدمات القيادة الذاتية التي تقدمها الشركة. وتأتي هذه الموافقة وسط اختبارات مستمرة لتكنولوجيا القيادة الذاتية من تسلا، بما في ذلك نظام “روبوت آكسي” (Robotaxi) الذي يهدف إلى توفير تجربة نقل ذاتية بالكامل. يعد هذا الإجراء خطوة متقدمة في مجال سيارات الأجرة ذاتية القيادة.
أفادت إدارة النقل في أريزونا أن تسلا تقدمت بطلب للحصول على تصريح شركة شبكة نقل (TNC) في 13 نوفمبر، وأن الشركة قد استوفت جميع المتطلبات اللازمة للحصول على هذا التصريح اعتبارًا من 17 نوفمبر. وذكر متحدث باسم الإدارة أن تسلا قدمت أيضًا “شهادة ذاتية” تؤكد خططها لاختبار المركبات ذاتية القيادة في الولاية مع وجود سائقين للسلامة على متنها.
تسلا تتوسع في خدمات سيارات الأجرة ذاتية القيادة
تأتي هذه الخطوة بعد إطلاق تسلا خدمة “روبوت آكسي” في أوستن بولاية تكساس ومنطقة خليج سان فرانسيسكو. وتُعد أريزونا ولاية أكثر تساهلاً في تنظيم اختبارات المركبات ذاتية القيادة مقارنة بولايات أخرى مثل كاليفورنيا، مما يجعلها موقعًا جذابًا لتسلا لتوسيع عملياتها. تشمل هذه التنظيمات المتساهلة متطلبات أقل فيما يتعلق بالإشراف البشري.
تتطلب اللوائح في أريزونا من الشركات تقديم “خطة تفاعل مع جهات إنفاذ القانون” تحدد البروتوكولات اللازمة للتعامل مع حالات الطوارئ أو عندما تتعطل المركبة على الطريق. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الشركات تقديم بيان خطي يؤكد التزامها بالامتثال للقانون الفيدرالي. هذه المتطلبات تهدف إلى ضمان السلامة العامة والتعاون مع السلطات.
مقارنة بين أريزونا وكاليفورنيا في تنظيم القيادة الذاتية
في منطقة خليج سان فرانسيسكو، تتطلب اللوائح وجود مراقب سلامة يجلس خلف عجلة القيادة، وهو إجراء إضافي يهدف إلى تعزيز السلامة. لم يتضح بعد ما إذا كانت تسلا ستضع مراقبي السلامة خلف عجلة القيادة أو في مقعد الراكب في أريزونا، على غرار الخدمة التجريبية في أوستن. يشير هذا الاختلاف في التنظيم إلى وجود مقاربات مختلفة لتقييم مخاطر وفوائد التكنولوجيا ذاتية القيادة.
صرح إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا، في أكتوبر أن الشركة تخطط لإطلاق خدمة “روبوت آكسي” في 8 إلى 10 مدن بحلول نهاية عام 2025، باستخدام أكثر من 1000 مركبة. ويعد هذا الهدف الطموح مؤشرًا على ثقة تسلا في قدراتها التكنولوجية. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تنظيمية وتشغيلية يجب معالجتها لتحقيق هذا الهدف.
في الوقت نفسه، وسعت تسلا نطاق الوصول إلى تطبيق “روبوت آكسي” ليشمل جميع مستخدمي نظام التشغيل iOS في الولايات المتحدة وكندا يوم الثلاثاء. لم يتضح بعد ما إذا كان هذا التوسع جاء مصحوبًا بزيادة في حجم أسطولها من المركبات. أشار المستخدمون إلى أن الخدمة قد تعاني من أوقات انتظار متقلبة، حيث أبلغوا عن فترات انتظار طويلة.
أفادت بعض التقارير بأن التطبيق أظهر “طلبًا مرتفعًا للخدمة”، وطلب من المستخدمين المحاولة لاحقًا. وبعد ذلك بوقت قصير، أشار التطبيق إلى أنه يمكنه العثور على سيارة في غضون 12 دقيقة. تشير هذه التقلبات إلى أن تسلا قد تواجه صعوبات في تلبية الطلب الحالي.
لم ترد شركة تسلا بعد على طلب للتعليق على هذه المسائل. ويثير هذا الصمت تساؤلات حول استراتيجية الشركة للتواصل مع الجمهور بشأن خدمة “روبوت آكسي” الجديدة. المركبات الكهربائية وخدمات النقل عند الطلب تتداخل بشكل متزايد.
يعتبر توسع تسلا في أريزونا وخططها المستقبلية خدمة النقل الذاتي بمثابة تطور كبير في صناعة السيارات. يتوقع خبراء الصناعة أن تثير هذه الخطوة مناقشات حول السلامة والتنظيم والآثار الاجتماعية المحتملة للمركبات ذاتية القيادة. وتشمل هذه المناقشات قضايا مثل فقدان الوظائف وتأثير التكنولوجيا على البنية التحتية للنقل.
من المرجح أن تراقب الجهات التنظيمية في الولايات الأخرى عن كثب تطورات خدمة “روبوت آكسي” في أريزونا. من المتوقع أن يتم اتخاذ قرارات بشأن اللوائح المستقبلية بناءً على تجربة تسلا في أريزونا. يتوقع أيضًا أن تبدأ شركات أخرى في تطوير خدمات مماثلة، مما قد يؤدي إلى زيادة المنافسة في سوق سيارات الأجرة ذاتية القيادة.
الخطوة التالية لتسلا ستكون على الأرجح التركيز على تحسين أوقات الاستجابة وزيادة حجم الأسطول لتلبية الطلب المتزايد. من الضروري مراقبة مدى توافر الخدمة في أريزونا واستجابة الشركة لأي ردود فعل سلبية من المستخدمين. جدول الزمان المحدد لتوسيع الخدمة ليشمل مدنًا أخرى لا يزال غير واضح، وسيعتمد على التقدم التكنولوجي والتنظيمي.
